نشر بتاريخ: 17/03/2020 ( آخر تحديث: 17/03/2020 الساعة: 11:36 )
المعضلة الأساسية لدى حكومة غزة ووزارة الصحة هو المبالغة والحرص الشديد من قبلهم على الإثبات ان غزة خالية من كورونا، وكأن كل ما يهمهما إظهار ان غزة المدينة الفاضلة.
غزة امكاناتها محدودة وضعيفة وتعيش أزمة عميقة بكورونا وبدونها ومع كورونا، هناك الآلاف في حجر وعزل منزلي وأماكن الحجر، وغزة ليست معصومة من إمكانية تفشي فيروس كورونا.
غزة وحكومتها مرتبكة وغير مستعدة والخطة الموضوعة غير مكتملة الاركان وبحاجة الى خطة إنقاذ سريعة بمشاركة الجميع وليس حكومة غزة فقط، وإعادة الثقة فيها والاجراءات التي تتخذها وتقنع الناس في جديتها.
صور وإفادات المحجوزين في أماكن الحجز في مدارس رفح مهينة ومست شعور الناس بكرامتهم وعدم احترام خصوصيتهم والسرية والخشية من الوصمة المحتملة بالمرض بواسطة الحجر الصحي الإلزامي، الذي شكل ويشكل هاجس وذعر للمححوزبن العائدين من الخارج اللذين لم يستوعبوا الحرمان من الحرية.
واعتقد ان هذا السبب الرئيس في احتجاجهم وليس طبيعة المكان فقط، غير الملائم ولا تتوفر فيه شروط الاحتجاز الصحي وغياب التدابير التي تلبي شروط الإقامة الصحية الملائمة والاحتياجات الأساسية، والبنية التحتية غير الجاهزة والغذاء والمياه الصالحة للاستخدام الآدمي.
مشهد مدرسة رفح مؤذي والمؤدي الأكبر هو حال النقاش والجدل المقيت الذي اتسم بالكراهية والمناكفات على حساب كرامة الناس واحترام آدميتهم، وانصرف الناس للنقد على أهميته، لكن على حساب المعايير الاخلاقية والإنسانية والوطنية.
وغياب التضامن والتعاون في مواجهة خطر تفشي كورونا، وعدم قدرة حكومة غزة على إقناع المجتمع بجديتها في مواجهة الفيروس، كما ان قسم كبير من المجتمع ومؤسساته خاصة البنوك والشركات المالية والتجارية الكبرى غير مبالية، وكأنها تخلت عن مسؤوليتها الاجتماعية.
لم تقدم أي شركة أو موسسة مبادرة من الدعم والمشاركة في مواجهة كورونا، حتى اصحاب الفنادق غابوا عن النقاش العام مثلهم مثل اصحاب البنوك القوة المالية الضاربة والأكثر تسجيلًا للربح، ولم تقدم اي مبادرة في مواجهة كورونا وخطرها القاتل في غياب واضح لأي شعور بالمسؤولية تجاه ابناء شعبهم.
المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية تتطلب منها المساهمة في جهود التصدي لخطر كورونا القاتلة.