نشر بتاريخ: 21/03/2020 ( آخر تحديث: 21/03/2020 الساعة: 23:05 )
منذ أن تلقيتُ علومًا في الإدارة العامّة، ثمّ تنقّلي في عدة دوائر حكوميّة للعمل، وأنا أعيش حالةً بين مدّ وجزرٍ في موقفي إزاء آلية العمل واتخاذ القرار الفلسطينيّ؛ مدٌّ لا يتعدى حالاتٍ فرديّة، وجزر في أحسنِ الأحوال ليسَ أسوأ من لعبة الأطفال: "بيت بيوت".
ولكن، والحقّ يقال، فمنذُ أزمة الكورونا والدولة تسير بخطى ثابتة قوية متزنة؛ غاب فيها الارتجال وانتظم القرار. فلا يوجد مؤسسة إلّا وأدت دورها المنوط بها، وإن كان الاعتمادُ أكثر على كتفيّ الصحة والأمن، وما غاب الرأس كذلك، ولم يدّخر جهدًا في تشجيع كافة الجهود لتحقيق الأمن الصحي،
وبقي رئيس الوزراء حبيس العمل والأمل، يعمل على قيادة خليّة الأزمة، أو فلنقل: خلايا الأزمة المتعدّدة.
إنّ فريق العمل الفلسطينيّ يسعى إلى تطبيق أفضل المعايير الدولية والمهنية، استنادًا إلى تجارب الثورة الفلسطينية والتجارب العالمية والتاريخية المستمدة من التاريخ الإسلاميّ والعربيّ وتجارب عالمية، وزارة الصحة تقوم بدور وجهد جبار، وعناد إنسانيّ، والجهاز الأمنيّ أثبت من جديد قيمة العقيدة الوطنية التي يطبقها الآن بحرارة وتفاني، وكلّ المؤسسات الفلسطينية من أولها وحتى أصغرها تسعى لتقديم خدماتها بالصّورة الأمثل، وتكامل هذا مع الماكينة الإعلاميّة التي يقودها الناطق الرّسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، حيثُ يقدم خطابًا إعلاميًا متميزًا متفوقًا على أقرانه في كل أنحاءِ المعمورة، فقد أوصل الكلمات إلى الناس بيسر وسهولة وأصبح انتظاره جزءًا من حياة المواطن اليومية، كما ساهم بتعظيم الثقة بالخطاب الإعلاميّ الرسميّ بصدقه ووضوحه.
لذا، فإننا بحاجة إلى تعميم وتعميق هذا الأنموذج من التكامل والتعاضد وتكامل الأدوار؛ للخروج من هذه المحنة والجائحة، وعلينا الإدراكُ أنّ الجميع مسؤول عن الجميع كلٌ في اختصاصه وقدراته، "فكلكم راعٍ وكُلّكم مسؤولٌ عن رعيّته".
بارك الله في فلسطين وشعبها وأرضها، وأنزل رحمته وعافيته عليها وعلى الأمة العربية والإسلاميّة والبشرية جمعاء.