بعثة المدير العام لمنظمة العمل الدولية تزور غرفة تجارة وصناعة نابلس
نشر بتاريخ: 01/04/2008 ( آخر تحديث: 02/04/2008 الساعة: 00:03 )
نابلس- معا زارت بعثة المدير العام لمنظمة العمل الدولية برئاسة السيد فريدريك بتلر الممثل الخاص للمدير العام للمنظمة غرفة تجارة وصناعة نابلس بعد ظهر اليوم حيث كان في استقبالهم السيد عمر هاشم نائب رئيس الغرفة والسيد حسام حجاوي أمين السر ، وتأتي هذه الزيارة في سياق إعداد التقرير السنوي للمدير العام للمنظمة حول أوضاع العمال في الأراضي الفلسطينية من خلال اللقاء مع أطراف الإنتاج الثلاثة والذي سيتم رفعه الى الاجتماع السنوي لمنظمة العمل الدولية في جنيف.
في بداية اللقاء رحب السيد عمر هاشم نائب رئيس الغرفة بالسيد بتلر والوفد المرافق له حيث قدم لهم شرحا عن غرفة تجارة وصناعة نابلس والخدمات التي تقدمها لأعضائها مشيرا في الوقت نفسه الى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعانيه مدينة نابلس جراء استمرار سياسة الحصار والإغلاق من قبل الجانب الإسرائيلي والتي أدت الى تراجع كبير في مختلف القطاعات الاقتصادية وأيضا التراجع في النمو الاقتصادي الذي وصل الى حوالي 35 % بالمقارنة مع الدول المجاورة ووصول نسبة البطالة الى حوالي 39 % ، موضحا أن العديد من المصانع والشركات قد أغلقت أبوابها نتيجة لاستمرار هذه الأوضاع وان بعضها قد انتقل الى مدن أو قرى أو دول أخرى مجاورة بسبب تلك الأوضاع مع انخفاض عدد المتسوقين من خارج المدينة واستحالة إدخال أية شاحنات أو بضائع من نابلس الى قطاع غزة ، وثمن السيد هاشم عاليا الدور الذي تلعبه منظمة العمل الدولية والخدمات التي تقدمها إلا انه أشار الى التراجع الحاد في الاقتصاد المحلي والذي نعاني منه بشكل يومي حيث تراجع الموقف في الأراضي الفلسطينية بعد مؤتمر انابوليس في حين كان من المؤمل أن يحدث عكس ذلك ، وأشار في سياق حديثه الى صعوبة عملية الاستيراد والتصدير للبضائع الفلسطينية عبر المعابر الاسرائيلية منوها الى الصعوبات التي تواجه عمليات دخول وخروج البضائع والأفراد عبر الحواجز والمعابر التجارية من والى محافظة نابلس ، وقد وجه السيد عمر هاشم الدعوة لمنظمة العمل الدولية لحضور فعاليات معرض الصناعات الفلسطينية الثاني 2008 والذي سوف يقام على ارض مدينة نابلس خلال شهر آب القادم ، وأشار السيد عمر هاشم في معرض حديثه عن مؤتمر فلسطين للاستثمار أن المؤتمر يحمل رسالة سياسية للعالم لكي يفكر العالم مليا بالأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني وإرادته الصادقة في العمل على تغييرها.
بعد ذلك تحدث السيد حسام حجاوي أمين سر الغرفة اجتماعات منظمة العمل الدولية مؤكدا على أن نابلس قد تراجعت أكثر من العام الماضي بسبب عزل المدينة من خلال الإجراءات الاسرائيلية ، إلا انه أشار الى أن التطور الحاصل على الأمور في المدينة يتمثل بفرض الأمن والنظام من قبل السلطة الفلسطينية والذي جعلنا مهيئين لجلب الاستثمارات ، منوها أن العائق الوحيد امام ذلك هو الإجراءات الاسرائيلية ، وأشار السيد حجاوي من جهة أخرى الى معاناة قطاع غزة وأصحاب العمل والعمال فيه ، مؤكدا أن كارثة اقتصادية قد حلت به اثر إغلاق آلاف المصانع والتي جعلت 86% من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية ، ودعا السيد حجاوي منظمة العمل الدولية للمشاركة في مؤتمر فلسطين للاستثمار للاطلاع على تطلعات القطاع الخاص الفلسطيني الذي يعمل على إقامة المشاريع الاستثمارية في فلسطين منوها الى أن الشعب الفلسطيني تواق للسلام ويسعى الى الحصول على حريته واستقلاله ضمن الشرعية الدولية ، داعيا رجال الأعمال العرب بشكل خاص الى المساهمة في ذلك ، كما تناول السيد حجاوي موضوع صندوق التشغيل والحماية الاجتماعية الذي يراوح مكانه حيث عزا ذلك الى المسئولية المشتركة للأطراف القائمة عليه مطالبا المنظمة بالضغط من اجل مساهمة دول العالم لدعم هذا الصندوق لتأثيره الايجابي ، داعيا الى عقد جلسة مشتركة بين الأطراف الثلاثة لوضع التصورات المشتركة لانجاز عمل هذا الصندوق.
من جهته شكر السيد بتلر الممثل الخاص لمدير عام منظمة العمل الدولية الغرفة على حسن استقبالها للبعثة منوها الى أن الزيارة تأتي في إطار إعداد التقرير الخاص حول أوضاع العمال في الاراضى الفلسطينية والذي سيتم من خلاله التعرف على الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية وتأثيرات الحصار والإغلاق وإمكانية حصول أية تغييرات بالنسبة لتلك الأمور موضحا أن البعثة تقوم بزيارة أطراف الإنتاج الثلاثة سنويا للاطلاع منهم على تلك المعلومات مبديا تفهمه الكامل لصعوبة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مشيرا الى أن هذا التقرير سيعرض على ممثلي 181 دولة من دول العالم خلال مؤتمر العمل الدولي ، وأوضح السيد بتلر الى أنه ومنذ الزيارة السابقة للبعثة الى الاراضى الفلسطينية فقد زارت المنطقة عدة بعثات فنية متخصصة بهدف بلورة برنامج لدعم أطراف الإنتاج الثلاثة في فلسطين بما ينعكس إيجابا على العمالة في فلسطين ، وقد طرح أعضاء البعثة عدة أسئلة واستفسارات تناولت الصعوبات التي يواجهها القطاع الخاص في موضوع حركة البضائع والأفراد عبر الحواجز العسكرية والمعابر التجارية وتأثيرات ذلك على ارتفاع تكلفة النقل وأيضا موضوع مشاركة القطاع الخاص في مؤتمر فلسطين للاستثمار وإمكانيات مشاركة مستثمرين أجانب في إقامة مشاريع استثمارية في فلسطين في ظل ما تشهده الأوضاع في المرحلة الراهنة ، وقد عبرت البعثة في نهاية اللقاء عن شكرها لغرفة تجارة وصناعة نابلس على المعلومات التي حصلت عليها عن أوضاع القطاع الخاص الفلسطيني.