نشر بتاريخ: 24/03/2020 ( آخر تحديث: 24/03/2020 الساعة: 20:06 )
في هذا الأنزواء والإنعزال مع عدد محدود من الأهل في غرفتين بوسط العاصمة القدس الشريف كنت اختلس سويعات اخرج بها من عزلتي البيتية الى سيارتي اجوب شوراع مدينتي الحبيبة التي غير ذلك الفيروس غير المرئي المسمى ( كورونا) اصبحت قاتمة الملامح لا تبتسم ولا تضحك حتى شتائها تغيرت ملامحه حتى اقصاها تغيرت ملاحه وباب العامود تغير وجهه واصبح عابسا.
حتى نحن تغيرت العادات والتقاليد، فهل نخرج من الكورنا بعادات جديدة ومفاهيم جديدة وأخلاق جديدة، لا اعلم، ولكن من تجربتي بالحياة ان الإنسان يتغير تحت الضغط وما ان تزول اسباب الضغط حتى يعود كما كان وربما اسواء.
اتمنى ان نخرج من هذه الأزمة وقد تعلمنا شيئا جديدا في حياتنا.
الأولى والأهم ان قوة الله وجبروته فوق كل القوى.
اما الثانية ان نتوقف عن البزخ في التعبير عن فرحنا او حزننا فكم من العرسان احتفلوا بزفافهم دون بزخ ودون مبالغة دون مفرقعات دون قاعات ودون اطلاق رصاص.
وكم من ميتم مرّ بهدوء دون تكلف ودون مبالغة في العزاء.
كم كانت الشوارع هادئة كوننا لا نخرج الا للمهم وكم كانت مظاهر التكافل الإجتماعي نوعا ما جيدة .. الجار يهتم بجاره والأم تهتم بالأبناء.
حقيقة زمن الكورونا كان فرصة لنعيد علاقاتنا فها هي العائلة تجتمع بعد غياب سنين ها هو الفطور الجماعي عاد والغداء الجماعي عاد ثانية وها هي البنت تساعد امها والزوج يساعد الزوجة.
نعم كانت فرصة للم شمل العائلة بعيدا عن الموبايل الذي فرق بيننا واليوم يجمعنا ان نتابع نفس الموضوع ونفس الأخبار.
ويبقى السؤال هل سنحافظ على ما تعلمناه في زمن الكورونا ام اننا سنعود كما كنا.
والسؤال نفسه نطرحه هل سيتغير وجهة العالم بعد الكورونا؟
إننا نشاهد أن المنظومة الدولية بقيادة الولايات المتحدة فشلت بهذا الموقف الرهيب خاصة في زمن حكم ترمب، فها هو العالم يفشل في التكافل الإجتماعي والإنساني فترك ايطاليا تغرق بجثث الموتى وترك ايران في حصار جائر تلمم ضحاياها ورئيس القوة الأعظم في العالم ترمب يشمت بالصين ويسمى الفايروس بالفيروس الصيني.
كورونا اظهرت فساد المنظمومة الإنسانية، فرغم ما احدثته كورونا استمرت السعودية بحربها على اليمن.
ويبقى السؤال هل يفيق العالم من غفلته ومن غياب الإنسانية ام انه بحاجة إلى شيء أخر اكثر فتكا من كورونا ... هل تتغير موازين القوى في العالم لصالح المستضعفين بالأرض.
اشكرك كورونا على ما علمتينا من عادات جيدة ولولا وجودك لما كان ما كان.
وإنني على يقين أن رب العرش العظيم لم يرسل لنا هذا البلاء على مستوى البشرية الا لنتفكر ونتدبر في حياتنا فهل من متدبر وهل من متفكر ... ودمتم بصحة وعافية.