نشر بتاريخ: 26/03/2020 ( آخر تحديث: 26/03/2020 الساعة: 14:45 )
من ناحية تكثر المبادرات والمناشدات الفيسبوكية إن صح التعبير، المطالبة وبحق، بالعمل من اجل انقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين واطلاق سراحهم من سجون الاحتلال في ظل ازمة الكورونا العالمية والتي لا يعرف أحد متى وكيف ستنتهي.
من ناحية أخرى رأينا وسمعنا مطالبات رسمية فلسطينية واضحة، من الرئيس الفلسطيني الأخ محمود عباس، أبو مازن، من دولة رئيس الوزراء الأخ د. محمد اشتية ومن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الأخ اللواء قدري ابو بكر بإطلاق سراح الأسرى، وفي الوقت ذاته تتضمن هذه المطالبات الرسمية تحميل اسرائيل كامل المسؤولية عن حياة الأسرى في ظل هذه الأزمة العالمية ومطالبتها بتقديم كافة إمكانيات الوقاية والحماية والعلاج للأسرى الفلسطينيين .
رغم قناعتي العميقة والكاملة أن هذه المطالبات هي مطالبات صادقة وحقيقية وتعبر عن الشعور العالي بالمسؤولية تجاه هذه القضية الوطنية والسياسية والانسانية بامتياز إلا وهي قضية الأسرى، إلا أنني اعتقد أن هذا لا يكفي لكيتستجيب اسرائيل لهذه المطالب، لأن هذه المطالب تفتقد لمقترحات محددة وآليات تنفيذ " تسهل" على حكومة اسرائيل اتخاذ قراريحظى بغطاء سياسي وقانوني وإعلامي ومجتمعي في اسرائيل، خاصة أن قضية اطلاق سراح سجناء في اسرائيل في ظل ازمة الكورونا تناقش بجدية وهناك بعض المقالات اللافته في هذا الشأن.
لذلك علينا ان لا نكتفي بتحميل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم ,ولأننا بالفعل نريدهم أحياء وفي أحضان عائلاتهم، أتواضع بتقديم بعض المقترحات للتقدم في هذا الموضوع الى الأمام:
1. تستطيع السلطة الفلسطينية وبشكل رسمي وبمساعدة هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير ومؤسسات الأسرى المختلفة، تقديم قائمة تشمل أسماء أسرى بالفعل مرضى وفي مقدمتهم الأسرى القابعين في عيادة سجن الرملة ولا يكفي أن نردد صباح مساء ان هناك ............... مائة أسير مريض، دون أن يكون لدينا احصائية واضحة وحقيقية في هذا المجال، فهذا بالعربي الفصيح لا يكفي ولا يخدم الهدف المنشود.
2. تستطيع السلطة الفلسطينية تقديم قائمة واضحة تشمل أسماء الأسيرات وأسماء الأسرى الذين تجاوزت أعمارهم سن ال 60.
3. تستطيع السلطة الفلسطينية المطالبة بإطلاق سراح الأسرى الذين قضوا ثلثي مدة الحكم وقائمة باسماء هؤلاء متوفرة تقنيا لدى الهيئات التي ذكرتها سابقا.
4. تستطيع السلطة الفلسطينية، خاصة أن قنوات الاتصال مع حكومة اسرائيل ما زالت قائمة، أن لا تكتفي بتقديم هذه المقترحات عبر القنوات المعروفة فحسب، بل تقديم مقترحات لآليات تنفيذ تلائم هذه المطالب، ولا أريد الآن الدخول في التفاصيل.
قد يقول قائل إن هذا وهم وإن اسرائيل لن توافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في ظل أزمة الكورونا، وإن اسرائيل تمارس سياسة الاهمال الطبي بحق الأسرى وتتركهم يموتون في السجون وتحتجز جثامينهم وتمارس كذا ..... وتفعل كذا .... وكل هذا صحيح، إلا انه باعتقادي أنه بإمكاننا وعلينا في ظل هذا الكارثة العالمية والفريدة من نوعها والتي يمكن أن تطالنا جميعا، من هم داخل ومن هم خارج السجون، أن نبذل أقصى جهد ممكن في هذا الشأن وقبل فوات الأوان.