نشر بتاريخ: 27/03/2020 ( آخر تحديث: 27/03/2020 الساعة: 17:40 )
بيت لحم - معا - أظهرت دراسة فلسطينية شملت العديد من العينات في مختلف مدن فلسطين أن ٤٩ بالمئة من الفلسطينيين يشعرون بعدم الأمان جراء انتشار فيروس كورونا، فيما أظهر ٧٩٪ منهم الخوف من فقدان أحد الأقارب جراء الفيروس.
وهذا ملخص الدراسة كاملة التي عمل عليها د. رشيد عرار وأ.د. تيسير عبد الله :
فيروس كورونا المستجد (كوفيد-- COVID19) من سلالة كورونا، تم التعرف إليه لأول مرة في عدد من المصابين بأعراض الالتهاب الرئوي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي في الصين، وعملت دولة فلسطين على اتخاذ خطوات سريعة واستباقية للحد من تفشي الوباء، واستهجن البعض تلك الخطوات في البداية، إلى أنه وبعد بضعة أيام أشاد الجميع بتلك الإجراءات لاسيما عند مراقبة ما يجري في إيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول من سرعة انتشار هذا الوباء الذي سمي بالجائحة العالمية.
هدفت الدّراسة التعرف إلى آراء وتوجهات عينه من الفلسطينيين حول بعض القضايا النفسية ذات العلاقة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على عيّنة قوامها (205) مواطناً من جميع محافظات الوطن، تم اختيارهم بطريقة عشوائية من خلال مسح إلكتروني (Google Survey)، وجمعت البيانات ما بين 18 و24 آذار 2020 وأشارت النتائج إلى الآتي:
غالبية أفراد المجتمع الفلسطيني بنسبة (65%) يشعرون بالتوتر والقلق.
(49%) يشعرون بعدم الأمان جراء انتشار الفيروس.
(15%) أصبحوا كثيري المشاجرات بالبيوت جراء الحجر الصحي.
(10%) أصبحوا يعانون من اضطرابات في النوم.
(72%) لا يعتقدون بأنهم سوف يصابون بالفيروس، مما يشير إلى الاستهتار بالوباء وعدم إدراك خطورة انتشاره.
أشار ما نسبته (72%) من أفراد المجتمع الفلسطيني بأنهم يخافون من فقدان أحد الأقارب أو الأصدقاء جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
(30%) فقط يستغلون وقتهم أثناء الحجر الصحي بأمور مفيدة أو ممتعة.
(62%) من الأفراد يثقون بإجراءات الحكومة الفلسطينية في مكافحة الوباء.
كما أشار ما نسبته (45%) من أفراد المجتمع الفلسطيني بأنهم يلتزمون بكافة التدابير الوقائية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة بدرجة كبيرة، و(38.5%) عبروا عن التزامهم بتلك التدابير بدرجة متوسطة، في حين أن (16.6%) لا يلتزمون بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة كما يجب، وهي نتائج تثير القلق مما يستدعي إجراءات أكثر شدة من قبل الحكومة. وتضمنت الدراسة بعض الإجراءات للتعامل مع انتشار الفيروس.
(40%) يتوقعون زيادة أسعار السلع في الأسواق بنسب عالية واستغلال التجار لهم.
إجراءات للتعامل مع الوباء:
بلغ مجموع الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم حتى لحظة إعداد هذه الدراسة إلى (509427) حالة من بينها (23004) حالة وفاة و(122226) حالة شفاء. وهذه الأعداد تتطلب التذكير بالإجراءات الأتية:
في حال ظهور أعراض الإصابة بالعدوى يجب الاتصال بأقرب مركز للرعاية الصحية على الفور، والبقاء في المنزل حسب تعليمات الطبيب وتجنب الاتصال مع الآخرين.
ضرورة أخذ المعلومات الصحيحة من الجهات المعنية الرسمية في الدولة. مع بضرورة تحري الدقة واتباع الاجراءات الوقائية الصادرة عن وزارة الصحة، وعدم تداول الشائعات أو أية معلومات لم تصدر عن الجهات المعنية الرسمية.
تجنب لمس العينيين والأنف والفم قبل غسل وتعقيم اليدين، فتلوث اليدين قد ينقل الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم. ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم عن طريق هذه المنافذ.
كون الكبار في السن هم الأشد عرضة لأخطار هذا المرض، فإن الأصغر سناً ليسوا بمنأى عنه. فالبيانات الواردة من العديد من البلدان تُظهر بوضوح أن الأشخاص دون عمر 50 عاماً يشكلون نسبة كبيرة من المرضى الذين يحتاجون للعناية في المستشفى.
رسالة توجه للشباب: لستم محصنين. بمقدور هذا الفيروس أن يبقيكم في المستشفى أسابيع بأكملها، أو حتى أن يفتك بكم. وحتى إن لم تصابوا بالمرض، فإن خياراتكم اليوم قد تعني الحياة أو الموت لشخص آخر.
ما يزيد القلق هو ما سيلحقه هذا الفيروس من آثار فادحة إذا سيطر على بلدان لها نُظم صحية ضعيفة، ففي فلسطين النظم الصحية ضعيفة جداً جراء إجراءات الاحتلال لعقود مضت والتي حالت دون بناء نظم صحية تضاهي العالمية.
تشير منظمة الصحة العالمية أن هذه الجائحة بخلاف أي جائحة أخرى عرفها التاريخ، فالقدرة على تغيير مسارها ممكن، وهو بيد الأفراد من خلال التزامهم التام بكافة التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، فالاستهتار وعدم التقيد بالتعليمات بفقد الحكومة والأطباء ورجال الأمن السيطرة.
من المهم، أثناء هذه الأوقات العصيبة، الاهتمام والعناية بالصحة الجسدية والنفسية، من خلال تناول طعام صحي ومغذٍ يساعد الجهاز المناعي على العمل بشكل سليم. والإقلاع عن التدخين ضروري، فالتدخين يزيد من خطر التعرض لمضاعفات وخيمة في حال الإصابة بعدوى كوفيد-19. ومن الأهمية ممارسة الرياضة (30) دقيقة يومياً للكبار وساعة واحدة يوميا للأطفال.
للذين يعملون من المنزل، عليهم التأكد من عدم الجلوس في نفس الوضعية فترة طويلة.
استمعوا إلى الموسيقى واقرؤوا كتاباً أو العبوا معاً.
المراجع:
رضوان، سامر جميل (2020). سيكولوجية الخوف من الفيروس التاجي وكيفية إدارته، سوريا.
منشورات منظمة الصحة العالمية (2020).