نشر بتاريخ: 27/03/2020 ( آخر تحديث: 27/03/2020 الساعة: 18:25 )
لا زلنا متقيدين بالحجر المنزلي حماية لنا وللاخرين، ولازلنا نتنقل بين الغرف المختلفة ونسهر يوميا على فلم منزلي عائلي بالعادة، اما في زمن الكورونا تحولنا الى الأفلام الكوميدية، اعترف انها فترة صعبة وعصيبة ولكنها ايضا كانت فرصة لتقوية العلاقات الأسرية.
اختلس سويعات في القدس الشريف لكي اتوحد مع نفسي واطلق العنان لقلمي ليسرع الى ورقات بجانبي ليخط ما يشاء وما أن ينتهي قلمي اشاركم ما خطه في زمن الكورونا واليكم ماخط.
اعزائي بني البشر اعزائي ابناء ادم وحواء، انا الدنيا انا الحياة انا القدر انا الكورونا من عائلة الفيروسات التي اعجزتكم لسنوات وسنوات، اشهر افراد عائلتي هو فيروس الإنفلونزا الشهير الذي يهاجمكم لإيام فقط فينهار جسدكم مهما كانت قوته وصلابته فتصيبكم الحمى والقشعرية وصعوبة الأكل وقلة النوم، وإنني اعترف انكم تمكنتم منه ولو الشيء القليل.
حين نأتي لنهاجمكم نأتي بقدرة الله القوي العزيز الجبار، ودعوني اذكركم بفايروس الإنفلونزا الإسبانية التي فتكت بكم يا بني البشر قبل مئة عام وحصدت من ارواحكم 50 مليون من أبناء أدم وحواء.
إن قدرة الله فوق قدرتكم، مهما ظننتم انكم اقوياء وجبابرة.
نعم، أنا ( الكورونا) حضرت قبل شهرين الى اكبر الشعوب عددا الصين والتي بها مليار ومئتي مليون منكم، قاومت وقاومت وحصدت ما حصدت من الأرواح واليوم انا اكتسح كرتكم الأرضية واعدكم سوف احصد الاف الاف الارواح.
انا لست مسؤولا عن موتكم وفقدان احبتكم اتيت لكم جميعا غضبا من الله عز وجل اتيت لكثرة ما فسدتم نعم فسدتم فغابت العدالة على كوكبكم وربما زيارتي التي ستهلككم ماديا واقتصاديا قد تكون رسالة واضحة لكم انكم بغيتم، ففي هذا الزمن غابت العدالة الإجتماعية في نظامكم العالمي فإما غناء فاحش وإما فقر مدقع ... هاجمت كرتكم الأرضية جمعاء من اقصاها إلى اقصاها لانكم جميعا مسؤولين عن هذه الفوضى.
ثقوا تماما سوف أُنهك قواكم فمن رضي بالغطرسة الإمريكية على كل العالم يستحق انا ازوره وأرقد في جسده ومن رضي بأن يكون لعبة بيد روسيا والصين وامريكا واسرائيل ومحمد بن سلمان وغيرهم وغيرهم يستحقني انا ( الكورونا) .
ظلم الشعوب من قادتهم قد زاد وقتلكم لبعضكم البعض قد ازداد. كل ما ترونه الأن قد يزداد ولكنني اتمنى ان تصلكم رسالتي التي احملها، احترموا الإنسانية احترموا ارواحكم فكفى ظلما للشعوب التي ظلمت نفسها قبل ظلم الأخرين لها، فماذا يعني في نظامكم العالمي ان تتركز القوة المالية بيد اعداد بسيطة من مجموع ٨ مليار ومن يمتلك القوة يصبح متغطرسا جبارا بالعباد منحتكم خيرات الطبيعة فجوعتم العباد.
فكروا بالهند وشعبها الصومال وشعبها السودان وشعبها مصر وشعبها فلسطين وشعبها وووووو .
اصبح المال يتحكم بكم، فتلك حروب من اجل النفط وتلك حروب من انتخابات ومواقف سياسة وتلك حروب لرفع قيمة الدولار، ومن وقود تلك الحروب إنه الإنسان.
وثقوا تماما ان لم تتعظوا سأعود وبإسم اخر، بالأمس الإنفلونزا الإسبانية والسارس والطاعون واليوم انا الكورونا .. ارحموا بعضكم البعض واحتروموا انسانيتكم .. وسوف اطمئنكم انها ليست نهاية العالم فقد فرضت عليكم ما فرضت من منع تجول ومن موت ومن قهر لفراق احبتكم وجعلت الموت قريبا منكم، إلا لتتعظوا فما زال الكون مستمرا واتمنى ان لا اعود ثانية بإسم أخر ووعد الله حق إما ان تحترموا إنسايتكم التي منحها الله اليكم والا سأعود ولو بعد مئة عام. ودمتم في رعاية الله.