تبادل الاتهامات بين وزير الصحة وشركة الجلاء لتوريد الادوية.. الشركة تطالب بالتحقيق.. والوزير يتهمها ببيع ادوية التبرعات
نشر بتاريخ: 02/04/2008 ( آخر تحديث: 02/04/2008 الساعة: 16:44 )
قلقيلية- معا- رائد عمر- تبادل وزير الصحة د.فتحي ابو مغلي وشركة الجلاء لتوريد الادوية الاتهامات حول صفقة دواء تقدر قيمتها بـ50 مليون شيقيل.
ففي حين اتهم د. ابو مغلي شركة الجلاء ومقرها قطاع غزة, بإستيراد ادوية من الخارج برقم تسجيل خاص بالتبرعات للشعب الفلسطيني وبيعها للمواطنين.
فقد اتهمت الشركة المذكورة, في بيان نشرته الصحف اليوم الوزير ابو مغلي بإهدار نحو 50 مليون شيقيل خلال مناقصة للادوية في الضفة الغربية.
الجلاء تطالب بالتحقيق:
فقد طالبت شركة الجلاء لتوريد الأدوية في بيان نشرته الصحف اليوم الرئيس محمود عباس وسلام فياض رئيس الوزراء التحقيق مع وزير الصحة د. فتحي ابو مغلي حول ما وصفته بإهدار وزارة الصحة لأكثر من 50 مليون شيكل في مناقصة للأدوية في الضفة الغربية.
وقال الشركة في بيانها : " لقد قمنا من خلال المناقصة الدولية PH - 10 في شهر يوليو 2007 بتوريد معظم ما تم إسناده إلينا على الرغم من ظروف حالة الطوارئ إلا أننا فوجئنا بعدم تعاون وزير الصحة معنا، فقد رفض رفضا قاطعا منذ بداية توقيع العقد أن يساعد شركتنا حسب العادة وفق الآليات المتبعة مع الجانب الإسرائيلي والتي تتمثل بتوجيه الوزير كتاب إلى الجانب الإسرائيلي يوضح فيه بأن هذه الأدوية مستوردة لصالح الوزارة ويطلب فيه بتسهيل دخولها عبر المعابر الإسرائيلية كما هو متبع".
واضاف البيان: "بالرغم من مناشدتنا المتكررة له ولجهات كثيرة في السلطة الوطنية فقد أصر على رفضه وعدم التعاون معنا، في الوقت الذي نجحنا فيه بادخال عدة شحنات كان اخرها بتاريخ 3/2/2008 وتم استلامها من قبل الوزارة, الا اننا فوجئنا برفض الوزارة استلام شحنة أدوية بقيمة 1.2 مليون دولار بتاريخ 5/3/2008 فاضطررنا إلى تخزينها بشكل مؤقت في منطقة الرام وأبلغنا وزير الصحة بذلك, فقام الوزير بإخطار احد الاجهزة الأمنية بمكان وجود الشحنة في محاولة منه للإيحاء بوجود علاقة ما بين قضية الأدوية الفاسدة المضبوطة في نابلس وأدويتنا الموردة بناء على العقد الرسمي مع رئيس ديوان الرئاسة والممول من قبل البنك الدولي كمنحة للسلطة إلا أن الحقيقة كانت أجلى وأوضح".
ويتابع البيان: "لقد تبين لنا أن كل هذه الإجراءات المتخذة ضد شركتنا من قبل وزير الصحة ما هي إلا وسيلة لإخراجنا من المنافسة على سوق الدواء الفلسطيني وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع من خلال نتيجة المناقصة العامة رقم 1/2008 التي أعلنت يوم الاثنين بتاريخ 31/3/2008 و التي أظهرت عدم ترسية أي أصناف على شركتنا بالرغم من أن أسعارنا هي الأقل وأصنافنا مشهود لها بالجودة العالية وهي متعددة المصادر من شركات عالمية معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية ومسجلة لدى الوزارة ومطابقة للمواصفات المطلوبة ولنا تاريخ طويل في توريدها حيث سبق وأن رست علينا عدة عطاءات من قبل الوزارة ولا يوجد أي مبرر لعدم إسنادها لنا سوى استخدام ما سبق شرحه كذريعة لذلك علما بأن الفارق في الأسعار بيننا وبين أقرب منافس لنا في جميع الأصناف يزيد عن 50 مليون شيكل ما يعادل ( 15 مليون دولار) سوف تدفعهم الوزارة مما يحمل الخزينة العامة أعباء إضافية غير مبررة وتساءلت الشركة "لمصلحة من يتم استبعاد شركتنا من المنافسة وهدر أموال ملك الشعب الفلسطيني؟"
واختتمت الشركة بيانها بمناشدة الرئيس عباس بفتح تحقيق فوري في كل ما سبق لوقف ترسية العطاء المذكور ومنع هدر المال العام على حد قول الشركة .
وزير الصحة :الجلاء تبيع ادوية حصلت عليها بالتبرعات .
من جانبه اتهم وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي شركة الجلاء ببيع ادوية للمواطنين كانت تحصل عليها بالتبرعات.
وبين أبو مغلي أن الوزارة اتخذت إجراء بمنع إدخال أية أدوية لأية شركة لا تلتزم بالشروط والمواصفات الفلسطينية وتم منح جميع الشركات مهلة قانونية إلا انه وبعد انتهاء المهلة القانونية تم الكشف عن كمية كبيرة من الأدوية تابعة للشركة كانت مخزنة في قبو بمدينة ألرام في ظروف تخزين سيئة كانت الشركة تعتزم توريدها لوزارة الصحة التي رفضت استلامها بسبب عدم صلاحيتها.
وأكد أبو مغلي انه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة تقديم جميع المتهمين في قضية الأدوية الفاسدة للعدالة وانه سيتم رفع الغطاء القانوني عن كل من تثبت بأنه له علاقة بهذه القضية.
وبين أبو مغلي بان الأدوية التي تم ضبطها ليست جميعها فاسدة وإنما هناك أدوية غير مطابقة للمواصفات الفلسطينية وأخرى مهربة من الضرائب.
هذا وكان وزير الصحة قام اليوم بزيارة تفقدية للمستشفى الحكومي في محافظة قلقيلية اطلع خلالها على سير العمل في تشطيب هذا المشفى والذي يعتبر الأول في محافظة قلقيلية.
وكان في استقبال الوزير خلال زيارته لمدينة قلقيلية العميد ربيح الخندقجي حيث ثمن المحافظ زيارة الوزير وشدد على اهميتها في دعم وتطوير النقص في الجانب الصحي التي تعانيه المحافظة.
وقال المحافظ بأن آمال مواطني محافظة قلقيلية معلقة على وزارة الصحة في تأهيل مستشفى قلقيلية الحكومي من الكوادر الطبية والتجهيزات الفنية كأول مستشفى حكومي متخصص في محافظة قلقيلية ليقدم خدماته العلاجية لمواطني المحافظة في المدينة والقرى والبلدات والمناطق القريبة وذلك لصعوبة التنقل والسفر على الحواجز الإسرائيلية لتلقي العلاج.
وعبر المحافظ عن شكره وتأييده للخطوات والاجراءات التي تقوم بها الحكومة في الإصلاح والتنمية وتقديم كل ما هو جيد للمواطن الفلسطيني في غذائه ودوائه والتي واكبناها مؤخراً في ضبط كمية من الأدوية والأغذية الفاسدة وتقديم المتورطين للقضاء .
من ناحيته شكر د. فتحي أبو مغلي المحافظ والحضور على حسن الاستقبال وقال بأنه على اطلاع تام ودراية بالقطاع الصحي في محافظة قلقيلية والاحتياجات والنقص في هذا القطاع لخدمة وسلامة المواطنين، حيث وعد د. فتحي ابو مغلي بتوفير وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة من قبل الوزارة لتجهيز مستشفى قلقيلية الحكومي وبأنه خلال الفترة القريبة القادمة سوف يتم تأهيل المستشفى بالتجهيزات الفنية والمعدات الطبية عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أل (UNDP) بدعم من الحكومة اليابانية، وان الوزارة سوف تقوم بتوفير منح دراسية لعدد من الأطباء للتخصص في المجالات الطبية في بعض الدول الشقيقة والصديقة، وان الحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض ماضية في خطة الإصلاح والتنمية ومحاربة الفساد للنهوض بوطننا وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.
واستمع الوزير الى مداخلات ممثلي النقابات والمراكز والهيئات الصحية والمؤسسات الرسمية والشعبية ووعد بالعمل على تلبية مطالبهم ضمن الإمكانيات المتاحة للوزارة حيث أن الحكومة الفلسطينية قد أقرت الموازنة المالية للعام الحالي وهي أعلى موازنة مالية منذ إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية لتكون قادرة على المضي قدماً في خطة التنمية والإصلاح.
وقام الوزير والمحافظ والحضور بجولة تفقدية للمستشفى الحكومي واطلعوا على سير العمل فيه، كما تفقدوا مديرية الصحة وبعض المرافق الصحية والمستشفيات في المدينة.