محاضرة في جامعة بيرزيت حول سياسة صنع القرار في أمريكا وفرص إقامة الدولة الفلسطينية

بيرزيت-معا- أشار رئيس ومؤسس اللجنة الأمريكية للمهمات الخاصة بفلسطين الدكتور زياد العسلي أن السعي لتأسيس الدولة الفلسطينية، يستوجب فهم ودراسة ومعرفة كيفية صنع القرار داخل المؤسسات السياسية في أمريكا وفهم طبيعة النظام السياسي الأمريكي، الذي يقوم على تصارع عدة قوى ومجموعات ضغط من اجل الوصول إلى صناعة القرار، وأن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مناطق عدة في العالم لا تمثل سياسات أمريكا ككل، وإنما هي جزء واحد فقط من عدة سياسات أمريكية سياسية وتنموية دولية.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها د. العسلي في جامعة بيرزيت يوم الأربعاء 2 نيسان2008 أثناء زيارته إلى فلسطين، وحضرها عدد من الأساتذة والمهتمين وطلبة العلوم السياسية في الجامعة.

وأضاف المحاضر أن الخطاب العربي التقليدي في أمريكا الذي يقوم على معاداة السياسات الأمريكية قد فشل فشلا ذريعا، ومن هنا فإن خطاب الفلسطينيين الأمريكيين من المهم أن يتغير باتجاه استقطاب القوى المختلفة داخل النظام السياسي الأمريكي وداخل المجتمع الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية واتخاذ خطوات جدّية نحو التأثير على صناعة القرار، وذلك باعتبارهم مواطنين أمريكيين من الدرجة الأولى يريدون مصلحة أمريكا، ويقوم ذلك على فهم كيفية صنع القرار داخل النظام السياسي القائم على تحالف المجموعات الضاغطة المتصارعة، ومعرفة كيفية التعامل مع أمريكا .

من جهة أخرى، أفاد د. العسلي بأنه يوجد إجماع في الوقت الحاضر دوليا على ضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية، ويوجد تقدم هائل نحو تحقيق هذا الهدف ضمن المنظومة الدولية وضمن قانون العالم، مضيفاً: أن على الفلسطينيين التمسك بهذا التحرك الدولي وعدم التفريط به، وأهم من ذلك، أن يعرف الفلسطينيون ماذا يريدون، وما هي الإستراتيجيات لتحقيق هذا الهدف، فكلما اقترب الفلسطينيون من الإجماع على ما يريدون سيحصلون على نتيجة. وأفاد بأن السياسات المعلنة لأمريكا هي العمل على إقامة الدولة الفلسطينية، وهي انعكاس لبروز واقع دولي وإقليمي جديد بعد أحداث 11 أيلول (واحتلال أفغانستان والعراق، وتدخل إيران في منطقة الشرق الوسط، والوضع الديموغرافي داخل إسرائيل)، وبالتالي على الفلسطينيين الاستفادة من هذه السياسات المعلنة، وأضاف بأن الدولة الفلسطينية أصبحت مشروعا قابلا للبحث ومن المهم تدخل أمريكا كعامل فاعل من أجل تأسيس الدولة الفلسطينية .

وفي نهاية اللقاء جرى نقاش أجاب فيه د. العسلي على أسئلة الطلبة والحضور، موضحا ومؤكدا على وجود فرصة للفلسطينيين من أجل إقامة دولتهم لأن ذلك يخدم مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة دول العالم في الوقت الراهن .

ومن ناحيته أشار رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة د. سمير عوض أن د. عسلي قدم خطاباً متفائلاً ومغايراً لما هو مألوف، تضمن إشارة واضحة إلى إمكانية التغيير نحو الأفضل.
يذكر أن د. العسلي ترأس اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز خلال الفترة من 2001-2003، وكان عضوا فيها منذ عام 1982.