الشهر الماضي :20 عملية قتل على خلفية الشجارات العائلية والثأر وانتهاك حرية الرأي والسيطرة على المحاكم الشرعية

غزة- معا- رصدت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن تزايد في عدد الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني في شهر آذار 2008.
ونحن هنا ننشر في معا النص الحرفي للتقرير دون تدخل من غرفة التحرير :

بناء على عمليات الرصد والتوثيق التي قامت بها الهيئة, خلال شهر آذار من العام 2008، لوحظ أن هذا الشهر شهد ارتفاعا في عدد حالات القتل التي تمت على خلفية الشجارات العائلية والثأر، كما كانت هناك العديد من حالات الوفيات الناجمة عن انهيار الأنفاق على الحدود الفلسطينية-المصرية في منطقة رفح.

1-انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الجسدية, حيث سجل مقتل 20 مواطنا جراء حوادث الانفلات الأمني والفوضى الداخلية، إضافة إلى عدم توفر شروط السلامة العامة في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك مقارنة بمقتل 10 مواطنين على الخلفيات ذاتها خلال شهر شباط 2008.

كان من بين القتلى 11 مواطنا قتلوا في قطاع غزة، وثمانية آخرين قتلوا في الضفة الغربية. ومن بين القتلى 10 مواطنين قتلوا على خلفية الثأر والشجارات العائلية، قتل 7 منهم في حوادث جرت في محافظات الضفة الغربية وقتل 3 آخرين في حوادث جرت في محافظات قطاع غزة.

ومن أبرز الحوادث التي وقعت على خلفية الشجارات العائلية والثأر، الحادثة التي وقعت بتاريخ 28/3/2008 في قرية كفرثلث قضاء قلقيلية، والتي قتل فيها ثلاثة مواطنين وأصيب سبعة آخرين بجراح، وذلك نتيجة لعملية إطلاق نار حدثت عقب انتهاء مراسم الصلح العشائري بين عائلتين على خلفية مقتل أحد أبناء إحدى العائلتين في شجار وقع في القرية قبل عام تقريبا.

وفي قطاع غزة قتل مواطنين وأصيب عدد آخر بجراح خلال شجار عائلي وقع بتاريخ 11/3/2008 في منطقة حي الشجاعية بمدينة غزة.

وبتاريخ 11/3/2008 أيضا قتل مواطنين في بلدة السيلة الحارثية جنوب مدينة جنين خلال عملية تبادل لإطلاق النار جرت على خلفية ثأر عائلي.
كما وقتل ثلاثة مواطنين من نشطاء كتائب القسام على خلفية سوء استخدام السلاح خلال التدريب في كل من خان يونس وغزة بتاريخ 20 و21/3/2008.

ومن أبرز الحوادث التي وقعت على خلفية سوء استخدام السلاح مقتل المواطنة صفية محمود مهدي 75 عاما، والتي قتلت بتاريخ 5/3/2008 جراء إصابتها بعيار ناري في البطن عندما كانت تقف أمام محل تملكه لبيع الملابس في مخيم الشاطئ، وذلك جراء انطلاق عيار ناري من سلاح أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة منزل رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية القريب من المكان.

ومن بين حالات القتل، حالة واحدة وقعت في الضفة الغربية، ولا زالت ظروفها غامضة على الرغم من إعلان الأجهزة الأمنية عن إلقائها القبض على عدد من المتورطين بارتكابها.

وشهد شهر آذار مقتل 6 مواطنين اختناقا جراء انهيار أنفاق مقامة أو قيد الإنشاء في منطقة الحدود المصرية-الفلسطينية في مدينة رفح، كما رصدت الهيئة وقوع 30 إصابة نتيجة لحوادث الاقتتال والانفلات الأمني وكانت غالبيتها على خلفية الشجارات العائلية والثأر أيضا.

2- انتهاكات حرية الرأي والتعبير تمثلت في:
ا- استمرار الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية باحتجاز عدد من الصحفيين.
ب- إصدار وزارة الداخلية في سلطة الأمر الواقع قرارا بتاريخ 4/3/2008 يقضي بمنع مراسلي تلفزيون وراديو فلسطين، عادل الزعنون وسمير خليفة، من العمل في قطاع غزة، إضافة إلى منعهم من تغطية كافة الأحداث بما فيها الاعتداءات الإسرائيلية، وقد تم إبلاغهم بالقرار المذكور من قبل الناطق باسم الوزارة إيهاب الغصين.

3- الاعتداء على المؤسسات والأملاك العامة والخاصة,ورصدت الهيئة, ثلاثة اعتداءات على مؤسسات عامة وخاصة، من بينها عمليات تفجير لمقهى انترنت وكافتيريا وقعا في قطاع غزة، وكذلك اعتداء على مركز يطا النسوي من قبل مجهولين قاموا بإضرام النار في كافة مرافق المركز بتاريخ 15/3/2008 دون أن تتم معرفة خلفية الاعتداء، حيث أتت النيران على كافة محتويات المركز.

وفي الإطار ذاته، أدت عملية سقوط صاروخ محلي الصنع بتاريخ 26/3/2008 على أحد المنازل الواقعة خلف المدرسة الأمريكية شمال بيت لاهيا، إلى إصابة مواطنة بجروح خطيرة وإلى إحداث أضرار مادية جسيمة بالمنزل.

4- المس بالأمن الشخصي والاعتقال, وسجلت الهيئة عشرات عمليات الاعتقال التي نفذتها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، والتي استهدفت أنصار ونشطاء من حركة حماس.

كما وقامت شرطة سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة بتنفيذ عشرات الاعتقالات التي استهدفت فيها نشطاء من حركة فتح، كما واستمرت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وشرطة سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، باحتجاز عشرات المعتقلين على خلفيات سياسية في مراكز التوقيف التابعة لها في كل من الضفة والقطاع.

5- المس بالحريات الأكاديمية, ورصدت الهيئة خلال شهر آذار انتهاكات للحريات الأكاديمية تمثلت في تغيير الإدارة العليا في كلية العلوم والتكنولوجيا بخان يونس من قبل سلطة الأمر الواقع.

كما ووقعت بتاريخ 30/3/2008 مواجهات بين طلبة محسوبين على الكتلة الإسلامية في جامعة الأزهر وإدارة وموظفي الجامعة ومجلس الطلبة داخل الحرم الجامعي، فيما قام أفراد من شرطة سلطة الأمر الواقع بالاعتداء على عدد من أساتذة وإداريي وموظفي وطلبة الجامعة الذين حاولوا الاعتصام خارج أسوارها، وذلك إثر تنظيم الكتلة الإسلامية في الجامعة لمهرجان في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين بالرغم من رفض إدارة الجامعة السماح لها بتنظيمه, وقامت إدارة الجامعة في أعقاب ذلك بتعليق دوام الطلبة في الجامعة.

وخلال شهر آذار رصدت الهيئة, قيام بعض إدارات الجامعات في قطاع غزة بمنع أنشطة الكتل الطلابية على خلفيات سياسية أو أيديولوجية.

6- السيطرة على القضاء الشرعي ومنع القضاة من مزاولة أعمالهم, وفي انتهاك جديد لاستقلال القضاء، قامت شرطة سلطة الأمر الواقع بالقوة بمنع قضاة المحاكم الشرعية من أداء عملهم في كل من محكمة غزة والشيخ رضوان وبني سهيلا وخان يونس ودير البلح ورفح والشجاعية، وذلك تنفيذا لقرارات القاضي المعزول حسن الجوجو.