الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة اسرائيلية متشددة تتهم وكالة معا بالتطرف وتمجيد الاستشهاديين وعدم الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود

نشر بتاريخ: 04/04/2008 ( آخر تحديث: 04/04/2008 الساعة: 12:34 )
القدس معا - نشرت صحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية الناطقة باللغة الانجليزية اليوم الجمعة تقريرا موسعا ساقت خلاله اتهامات ( Palestinian Media Watch)ضد وكالة معا الاخبارية من جانب مؤسسة اسرائيلية لمراقبة وسائل الاعلام الفلسطينية .

وجاء في نص الاتهام : وكالة أنباء فلسطينية تتلقى الدعم المالي من حكومتي هولندا والدنمارك تمجد الإرهاب وتنشر تقارير إخبارية مستخدمة لغة الكراهية، كما أنها منظمة مسيسة تروج للكراهية.

وقال ايتمار ماركوس وباربارا كوك وهما يتوليان ادارة موقع لمراقبة وسائل الاعلام الفلسطينية ( والتناقض الملفت للنظر أن وكالة معا تدعي "الموضوعية" والدقة والتوازن ورفع مستوى المصداقية في الصحافة الفلسطينية بحسب موقعها الإلكتروني ) .

"معا تمجد الإرهابيين والقتلة وتسميهم شهداء "

وأضاف الاتهام : لقد مجدت وكالة معا وامتدحت القاتل الفلسطيني الذي قتل ثمانية طلاب في مدرسة اليشيفا في القدس وكذلك منفذ العملية الانتحارية في ديمونا ومن قتلوا المتنزهين الإسرائيليين والإرهابيين الذين هاجموا مدرسة ثانوية، ووضعت معا هؤلاء في مرتبة عالية بوصفهم شهداء في سبيل الله، وبحسب التفسير الفلسطيني للإسلام، لا توجد مرتبة يستطيع المسلم تحقيقها أعلى من مرتبة الشهيد. وحين تصف معا القتلة بأنهم شهداء فإنها توجه إلى قرائها رسالة مفادها تمجيد القتلة والموافقة على ما يقوم به هؤلاء القتلة ولا يمكن للأعمال غير النبيلة ان ترفع اي شخص الى مرتبة الشهيد .كما قالوا .

وأضاف الاتهام " وفي صفحتها الانجليزية لم تمجد معاً الارهابيين على انهم شهداء ولم تستخدم كلمة شهيد فمثلاً .. تقول معاً في تقريرها عن من قتل المتنزهين : ( اثنين من النشطاء استشهدا ) .. ( اسرائيليين وفلسطينيين قتلوا بنيرانٍ قرب الخليل ) .

والتفسير لهذه التناقضات بين تقارير معاً باللغة الانجليزية والعربية انها تدرك ان هذه المصطلحات والامثلة المذكوره ادناه من استخدام لغة الكراهية قد بدأت تكشف عن قلة المهنية في معاً وانها توافق على الارهاب ، كما انه يفترض ان حكومتي هولندا والدنمارك ستغضبان حين يدركون انهم يمولون صحافة تمجد الكراهية .

الإنتحاريين: معاً تستخدم مصطلحات تمجد طالبي الشهادة


وفيما يخص الانتحاريين الارهابيين فإن معاً تذهب الى ابعد الحدود .. فحسب الدين الاسلامي من يبحث عن الشهادة (في سبيل الله) هو اعظم ممن يستشهد دون ان يبحث عن الشهادة او يتمنى الشهادة، وكلمة استشهادي تستخدمها المنظمات الارهابية لبيان مرتبة الشرف للانتحاريين .

واتبعت معاً هذه التوجهات في خبرها بالعربية عن الانتحاري الذي قتل اسرائيلية في ديمونه وجرح زوجها جروحا بالغة لاحظوا ان معا في تقريرها غير المسَّيس بالانجليزية وصفت الانتحاري على انه (مفجِّر) .

مثال : " معاً - القائد العسكري البارز أبو الوليد من كتائب الاقصى في غزة رفض الشكوك الاسرائيلية حول هوية الاستشهاديين الذين نفذوا العملية في ديمونه " .

" كتائب الاقصى تفند الشكوك الاسرائيلية حول هوية مفجر ديمونه الثاني ... "
" وفي حديث لوكالة معاً اكد ابو الوليد ان منفذي العملية التفجيرية في ديمونه هم لؤي الغواني وموسى عرفات ... وكان مسؤولون امنيون اسرائيليون اعربوا عن شكوكهم في صحة الصورة التي نشرت للمنفذ الثاني " .

لاحظوا ايضاً ان معاً تستخدم وصفا موضوعياً لصور امهات منفذي العملية .. ( والدة المنفذ المزعوم بينما كتبت باللغة العربية تحت صورة الامهات (امهات الشهداء) .

معا تنكر حق اسرائيل في الوجود : (كل إسرائيل احتلال)

تستخدم وكالة معاً لغة كراهية مسيسة للتعبير عن رفضها بحق اسرائيل في الوجود الا انها تنكر حق اسرائيل في الوجود فمثلا عندما تكتب عن أطباء إسرائيليين زاروا غزة فإنها تعرفهم باللغة العربية على أنهم اطباء فلسطينيين من داخل فلسطين المحتلة عام 1948 وهو المصطلح الذي تستخدمه معاً لوصف اسرائيل ، واستخدمت باللغة الانجليزية لغة كراهية مشابهة حيث وصفتهم باطباء فلسطينيين من مناطق 48 ( من خارج الخط الاخضر) .

وفي هذا المقال استخدمت معا لغة حقد غريبة لتنكر شرعية اسرائيل على ارضها، فبدلاً من استخدام المصطلح الدقيق والبسيط ( اطباء من اسرائيل استخدمت معاً كلمات مسيسة تعبر عن الكراهية لتصف هؤلاء الاطباء .

لغة معا السياسية : ( لغة غير سياسية )

( اطباء من المناطق الفلسطينية المحتلة، من خارج الخط الاخضر )
أطباء من اسرائيل .. من المهم ايضاً ان نلاحظ ان معا استخدمت اسرائيل في نفس المقال :" .... الحصار الخانق الذي تفرضه اسرائيل .. " الفرق شاسع .. عندما اشارت الى الارض او الموقع معاً

وصفت اسرائيل على انها فلسطين المحتلة اما عندما اشارت الى الحكومة الاسرائيلية او ارادت ان تنتقد السياسة الاسرائيلية فإستخدمت كلمة اسرائيل .

وفي النهاية ولأن معا تشير الى وجود اسرائيل على انها احتلال فإنها تصف الجيش الاسرائيلي بلغة حقد مماثلة بتلك التي تستخدمها المنظمات الارهابية وهي قوات الاحتلال وهنا كما في بعض الحالات المذكوره اعلاه تتجنب معا باللغة الانجليزية لغة الحقد ومن الامثلة على ذلك خبر عن اعتقال ثلاثة ارهابيين مشتبه بهم حيث تقول بالعربية قوات الاحتلال تعتقل ... أما باللغة الانجليزية فتقول القوات الاسرائيلية تقتحم .

رد وكالة معا

وقد نشرت جوروزاليم بوست رد قسم اللغة الانجليزية في وكالة معا على هذه الاتهامات بالقول :

يذكر تقرير موقع الرقابة على الصحافة الفلسطينية تناقضين رئيسيين بين اللغة العربية والإنجليزية في تغطية الأخبار في وكالة معا، هما: استخدام كلمتي شهيد واستشهادي وكذلك وصف بعض المناطق الاسرائيلية والجنود والنشاطات.

وهنا نقول ان مصطلح شهيد كما يعرفه قاموس هانز ويهر للغة العربية في الصفحة 572 يدل على من يقتل في معركة. أما استشهادي فتشير إلى الأبطال حيث تتضمن النية المقصود بها من يقتل خلال المشاركة في المعركة وليس من سقط ضحية بدون قصد. ومفهوم الشهادة في الثقافة الدينية الاسلامية الفلسطينية يختلف كثيرا عنه في الثقافة اليهودية أو المسيحية. فقد يستشهد الشخص أثناء الدفاع عن زوجته أو أولاده أو أملاكه وليس بالضرورة أن يشارك بحملة مقدسة بالمفهوم الغربي. لذلك فإن مفهوم الرقابة الاسرائيلية الذي يحمله بلا شك أناس متدينون ليس المفهوم العام أو التفسير الصحيح للشهادة وما يتعلق بها.

أما استخدام معا لكلمة الاحتلال فنابع من القوانين الدولية المعترف بها وكذلك الحدود التي أقرتها تلك القوانين. وببساطة فإن القوات الاسرائيلية العاملة في تل أبيب تسمى قوات أمن إسرائيلية، أما تلك التي تعمل في بيت لحم فهي قوات احتلال لأن تل أبيب تقع داخل لخط الأخضر بينما بيت لحم خارجه. وهذا الفرق هو ما تستند إليه معا في تقاريرها الاخبارية.

وبخصوص الأمثلة التي توردها الرقابة الاسرائيلية بتاريخ 29 شباط 2008 مستخدمة كلمات مثل سلطات الاحتلال وبلدية الاحتلال والمناطق المحتلة عام 48 والهوية الاسرائيلية، فلو جردت من السياق فإنها ستبدو متحيزة وعدائية. أما لو نظرنا اليها عن قرب وفي سياقها فإنها تعكس التمييز العرقي في المجتمع الاسرائيلي وتصنيف القوانين الدولية التي لا زالت تنظر إلى إسرائيل على أنها قوة احتلال.

كما أن تقرير الرقابة الاسرائيلية يشير إلى تشديدات اسرائيلية على وصول الفلسطينيين للمسجد الأقصى الواقع شرقي القدس والذي ضمته إسرائيل بعد عام 67 وهو بالتالي يقع ضمن الجانب الفلسطيني لخط الهدنة الذي أقر عام 1949 أو ما يسمى الخط الأخضر. وطالم نظر المجتمع الدولي لهذه المناطق على أنها مناطق محتلة منذ عام 67 وكذلك يفعل الفلسطينيون. واللغة العربية التي تستخدمها معا تحاكي ما هو معترف به دوليا وهو أن بلدية القدس الحالية تضم أراض فلسطينية ضمن حدودها. كما أن الفلسطينيين الذين يسكنون في القدس الشرقية يتمتعون بحق المشاركة في الانتخابات الفلسطينية بينما لا يتمتع الفلسطينيون في مناطق أخرى داخل إسرائيل بهذا الحق.

ولم تزل حتى الان غالبية دول العالم بما فيها امريكا تتعامل مع القدس على انها مدينة محتلة ولذلك لم تنقل سفارتها للقدس بل ابقتها في تل ابيب

أما بالنسبة لوصف الفلسطينيين الذين يعيشون داخل إسرائيل بأنهم سكان المناطق المحتلة عام 48 فقد تكون الطريقة الأدق لوصف أناس تحددت جنسيتهم بناء على مقتضيات قانونية وليس بناء على هويتهم الوطنية. وهم لا يطالبون بنفس التزامات المواطن الاسرائيلي مثل الخدمة الاجبارية في الجيش كما أن النشيد الوطني الاسرائيلي لا يمثل مطامحهم.

ان التركيبة غريبة لكنها تعكس الأوضاع الصعبة لسكان في مناطق يفرض فيها الهوية الوطنية الاسرائيلية بالقوة. كما استخدام كلمة إسرائيل بين قوسين تتماشا مع الاستخدام الدارج للهوية الزرقاء التي يحملها الاسرائيليون أو سكان القدس العرب بينما تستخدم كلمة هوية فلسطينية لتدل على البطاقة الخضراء التي يحملها سكان الضفة وغزة. فلو تحدثنا عن الهوية الفلسطينية فسنستخدم كلمة الهوية الخضراء وكتبنا بين قوسين "الفلسطينية".

ولم يتسنى لنا خلال ساعتين طلبت منا الجروساليم بوست خلالهما الرد على تقرير الاتهامات المذكور ، لم نتمكن من تتبع كل التقارير المذكور من أرشيفنا. وكان من الأفضل لو أنهم أوردوا الروابط لما وصفوه بلغة الكراهية. ومن الملفت أن تقرير الرقابة الاسرائيلية لم يورد سوى رابط واحد يرشد القراء الى كيفية تمويلهم.

وفي الختام فإن تمويلنا يصدر عن ممثلي هولندا والدنمارك في رام الله، ويوجد بينهم موظفون من متكلمي اللغة العربية كلغة أم يساعدونهم في تنسيق برامج الدعم. ونحن على ثقة أنهم يراقبون موقعنا باللغة العربية والانجليزية. وإن اللغة المستخدمة في الموقعين تستند إلى مفاهيم ثقافية في كلا اللغتين ولا يقصد بها أبدا مخادعة الممولين الكرماء.