الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

قرية النصارية قصة الم ومعاناة لواقع قرى الريف الفلسطيني في مواجهة الاستيطان الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 23/10/2005 ( آخر تحديث: 23/10/2005 الساعة: 05:43 )
نابلس -معاً- عندما تزور قرية النصارية شرق مدينة نابلس وتبعد عنها 18 كلم، وتستمع الى المواطنين هناك ، بما في ذلك رئيس واعضاء المجلس القروي تشعر بالحزن الشديد والغضب العارم ، فهذه البلدة الزراعيه التي تقف على بوابة الاغوار تئن وتصرخ من الحالة الاقتصادية التي تمر بها ، والتي لم يسبق لها مثيل من قبل .

وفي الوقت الذي تنتظر النصارية ان يتم معاملتها بصوره مختلفه ، بادراجها ضمن مناطق التطوير الاولى ، حتى تستطيع ان تصمد ، وان تواصل صمودها في وجه المخططات الاسرائيلية التي نفذت ، او تلك التي يجري الاعداد لتنفيذها وتستهدف مصادرة واستيطان معظم اراضي الاغوار ، والتي تشكل حوالي 30 % من اراضي الضفة الفلسطينية المحتلة .
فاسرائيل ، عبر المراحل المختلفة بصورة عامة ، وفي عهد حكومة شارون بصوره خاصة ، اعلنت ونفذت وتسعى لاستكمال تنفيذ مخططاتها المتعلقة بالاغوار من اجل خلق وجود استيطاني وعسكري وامني اسرائيلي يكون حاجزا يمنع التواصل الجغرافي والبشري والاقتصادي والسياسي بين الدولة الفلسطينية العتيده وبين الاردن ، فاسرائيل تريد ان تبقى متحكمة بالفلسطينيين ومصيرهم حتى بعد اقامة دولتهم ، وتعزلهم عن محيطهم الخارجي واشقائهم العرب.النصارية تعاني تقريبا من كل شيء ، من نقص المدارس الامر الذي يؤدي الى اكتظاظ الصفوف المدرسية والعمل بنظام الفترتين .

والنصارية تعاني من التهميش حيث لا تحظى بمشاريع صحية ومائية وتتعلق بالبنية التحتية خصوصا وانها تحتاج الى تغيير شبكة الكهرباء ، تساعدها على العيش الكريم والحياة الحره وعلى الحصول على لقمة العيش . حتى اعضاء بالمجلس البلدي شكوا مر الشكوى واوضحوا ان احوالهم لا تسر صديق وتدعو لنصرتها كلما كان اسرع كلما كان افضل .

والنصارية ، مثل الريف الفلسطيني كله ، تطالب بحماية السلع الزراعية ودعمها وفتح الاسواق لها ، ودعم تربية المواشي قبل ان تنقرض تماما ، وهي كانت والزراعه دائما رافدا حيويا للاقتصاد الفلسطيني .

ان احوال النصارية والريف كله ، مفهومه في ظل ان حصة الزراعه في موازنه السلطة لعام 2005 لا تتعدى 0.8 % ، وهذا لا يستجيب حتى لاقل من الحد الادنى من احتياجات الوقوف الى جانب الزراعه وحمايتها ودعمها ، والزراعة احد اعمدة الاقتصاد الفلسطيني واذا واصلت انهيارها سينهار الاقتصاد الفلسطيني كله .

النصارية شأنها شأن كل المناطق المهمشه لا تطالب بأن تأخذ أكثر مما تستحق بل تطالب بما تستحقه اسوه بقرى وبلدات اخرى نالت ما تستحقه وأكثر ، الامر الذي يدفع اهالي النصارية بالتفكير بادراج قريتهم بمحافظة اخرى .