زكريا الزبيدي في مقابلة مع صحيفة هأرتس: الانتفاضة فشلت بشكل كامل
نشر بتاريخ: 04/04/2008 ( آخر تحديث: 04/04/2008 الساعة: 18:18 )
بيت لحم - ترجمة معا بتصرف حيث جرى شطب عدد من اسماء القادة التي وردت في التقرير - حين تشاهد قائد كتائب الاقصى السابق في مدينة جنين زكريا الزبيدي ستفاجأ لانك ستشهاد رجلا فلسطينيا عاديا دون سلاح او مرافقه ببساطة تشاهد رجل شارع فلسطيني عادي . هكذا وصف احد مقربي زكريا الزبيدي الامر في حديث مع مراسل هأرتس افي سخاروف الذي سعى لاجراء مقابلة مع الزبيدي وصفها بالمتشائمة والسوداوية .
رغم انه لم يعد مطلوبا للجيش الاسرائيلي الا ان اعضاء مسرح جنين جهدوا على مدى ساعات من الاتصال على هاتفه النقال لا يجاده والتحدث معه ، فهو لم يرد على الهاتف حتى حين اتصل به قائد الامن الفلسطيني في جنين سليمان عمران واخيرا قالت احدى الموظفات في مسرح جنين بان زكريا معتاد على النوم حتى ساعه متأخرة فربما كان في منزله الذي اعتاد سابقا على دخوله سرا ومصحوبا ببعض المطلوبين المسلحين خشية الكمائن الاسرائيلية ، وفي الوقت الحالي لم يبقى فيه مايذكر بما ماضى سوى بعض صور الشهداء الذين سقطوا مؤخرا في ازقة وشوارع المخيم وصورة كبيرة لصدام حسين تطل عبر الزقاق الذي يقود الى منزل الزبيدي .
محمد زكريا الزبيدي ، هو من فتح الباب وسارع الى مناداة ابيه الذي نزل الينا مرتديا قميصا بأكمام قصير " تي شيرت " وينتعل صندلا اسودا واعدا ايانا بالحضور خلال دقائق الى مكاتب المسرح .
وفعلا بعد فترة قصيرة وصل الزبيدي الى المسرح مرتديا جاكيت ضباط "حربي " لكن دون سلاح او مرافقين.
س: ماذا تفعل هذه الايام ؟
ج: لا يوجد شيئا خاصا ، انتهيت من كتائب شهداء الاقصى ولكن حتى الان لم اتلق من اسرائيل عفوا كاملا امضي قليلا من الوقت في المسرح وبعضه في المنزل .
س: لماذا لم تتلق العفو ؟
ج: " لقد كذبوا علينا ، السلطة واسرائيل ، السلطة وعدتنا باننا بعد ثلاث اشهر نبقى خلالها داخل مقراتها ولا نتدخل في اي عمل سنتلقى العفو ، انتهت الاشهر الثلاثة ولم يحدث شيئ ، لا زلنا مجبرين على النوم داخل مقرات الامن ، وعدونا بوظائف وايضا هذا لم يتم ، البعض منا يتلقى راتب قدره 1500 شيكل شهريا ، ماذا تستطيع ان تفعل بمبلغ مثل هذا ؟ ، تشتري بمبة للاولاد ؟ لقد كذبوا على الجميع ، لقد ميزوا بين اعضاء الكتائب الحقيقيين الذين دمروهم وبين من اطلقوا على انفسهم مثل هذه التسمية وهم في الواقع كانوا يعملون لصالح السلطة ".
س: اذا لماذ توقفت ؟
ج: " من ضمن الاسباب الصراع بين فتح وحماس ، شوف ، من الواضح لي بأننا لن نهزم اسرائيل وكان هدفي من المقاومة نقل رسالة الى العالم ولكن لا جدوى من المقاومة في ظل عدم وجود قيادة للشعب الفلسطيني تحدد الاستراتيجيات ، ايام ابو عمار كان لنا خطة ، استراتيجية وكانت هناك اوامر منه نفذناها .
س: انت تقول ما قاله عاموس غلعاد والمخابرات ان عرفات خطط كل شيئ ؟
ج: " صحيح كل ما حدث في الانتفاضة كان بأمر من عرفات ولكنه لم يكن محتاجا بان يقول لنا هذا بشكل واضح لكننا فهمنا رسالته .
س: اليوم لا يوجد قيادة ؟
ج: " اليوم استطيع ان اقول بوضوح ، لقد فشلنا في الانتفاضة فشلا كاملا ، ولم نجني منها اي فائدة او نتيجة ايجابية ولم نحقق شيئ انه فشل ذريع ، فشلنا على المستوى السياسي ولم نستطع ترجمة العمليات العسكرية الى انجاز سياسي والقيادة الحالية لا تريد عمليات مسلحه وبعد وفاة ابو عمار لا يوجد من يستخدم عملياتنا لتحقيق انجازات حين مات ابو عمار ماتت معه الانتفاضه المسلحة .
س: لماذا ماتت ؟
ج: لماذا ؟ لان الساسه الفلسطينين زناة وقيادتنا " زبالة " .شوف القائد ، انه يهرب اجهزة الهاتف الخلوي ، انت فاهم ؟، لقد هزمنا ، الانفصال والتشرذم السياسي اجهز علينا ، ليس فقط سياسيا ، لقد اجهزوا على الهوية الوطنية ، اليوم لا يوجد هوية فلسطينية ، اذهب الى شخص في الشارع واسأله من انت ؟ سيجيبك ، انا فتح او انا حماس او اي تنظيم اخر ، لكن لن يقول لك انا فلسطيني ، كل فصيل يرفع العلم الخاص به ولكن لا احد يرفع العلم الفلسطيني".
س: حين كنت رمزا للانتفاضة هل كنت ستقول هزمنا ؟!
ج: " ايضا جمال عبد الناصر اعترف بالهزيمة ، انا لا اعترف ؟! يوم السبت اقيم احتفال بمناسة مرور عام على استشهاد احد الاشخاص وطلبوا مني ان اقول بعض الكلمات ، ماذا كان بوسعي ان اقول ؟ انا الان لا استطيع ان اعد بأننا سائرون على درب الشهيد ، كما جرت العادة ، شعرت بأنني سأكذب ، حينها جاء احد قادة فتح وقال " نحن سائرون على درب الشهداء وسنواصل المقاومة " فأقتربت منه وقلت له انت كذاب ، لا تكذب على الناس ، لقد شعرت بانهم تركونا ، انا كنت احد نشطاء الاقصى ، اننا نسير بلا اتجاه ونحو اللامكان او نحو الدمار الكامل ، الشعب الفلسطيني انتهى ، خلص ، حماس تقول في بثها التلفزيوني ،فتح خائنه ، يعني 40% من الشعب خونه ، وفتح تقوم بنفس الشيئ يعني 80% من الشعب هم من الخونة ".
س: لهذا السبب انت في المنزل ؟
ج : " لقد تعبت ، حين تخسر ماذا تستطيع ان تعمل ؟ نحن ، النشطاء ، دفعنا الثمن الكبير ، قتل بعض ابناء عائلاتنا ، واصدقائنا ، هدموا منازلنا ، ولا يوجد لنا مصدر دخل ، وماهي النتيجة ؟ صفر ، ببساطة ، صفر ، حين تكون هذه هي النتيجة فأنك لا تعود راغبا بالبقاء في هذا الامر ، الكثير من الاشخاص الاخرين بسبب الاحباط وعدم وجود ذراع عسكري لحركة فتح انضموا الى الجهاد الاسلامي ، هؤلاء النشطاء لا زالوا على استعداد لدفع الثمن ، شوف ، ماذا تفعل السلطة لمن يقرر الاستمرار ، اذا قتل احد رجال السلطة خلال اشتباك مع الاسرائيليين ، فأن المخصص الذي ستتلقاه عائلته لا يتجاوز 250 شيكل شهريا ، رغم ان رابته كان 2000 شيكل ، لماذا ؟ حتى لا يفكر احد منهم بتنفيذ عمليات ، هذه هي الخطة الوحيدة لدى السلطة ، الامن الاسرائيلي . امن الاحتلال يسبق امن المواطنين ، حين يدخل جيب قوات الاحتلال الى احد المخيمات فأن السلطة لاتفعل شيئا ، واذا اطلق احد ما النار بأتجاه الجيب فأنها تذهب وتعتقله فورا ، اليوم رئيس الشعب الفلسطيني هو الجنرال دايتون ، جميعهم يعملون عنده ، وهو صاحب البيت " المعلم " السلطة لم تعد قائمة .
ويقول الزبيدي ان المسرح يمنحه مساحة للهرب من الواقع السياسي التعيس الذي يواجه الفلسطينين " هنا لا يوجد سياسة ، ولا يوجد اديان ، انا اشعر بالحرية هنا ".
واضاف الزبيدي " ان خطأ ابو مازن انه يراهن فقط على جولة المفاوضات لكن ماذا يحدث لو فشلت ؟ ماهي خطته حينها ؟ ، انا اقول لك ، اذا لم تقم دولة فلطينية حتى نهاية 2008 ستكون هنا حرب ، ليس ضد اسرائيل او بين فتح وحماس وانما ضد السلطة الفلسطينية ، سوف يطرد الفلسطينين من هنا السلطة ، اليوم تفعل السلطة ما يقول لها دايتون ، ولكن في نهاية العام ، حين لن تمنح اسرائيل الفلسطينين دولة ، ستطرد السلطة ، وستكون حرب الجميع ضد الجميع للسيطرة على الضفه ".