الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحصار ينال من احذية أهل غزة.. غلاء في الاسعار ونقص في المقاسات

نشر بتاريخ: 06/04/2008 ( آخر تحديث: 06/04/2008 الساعة: 10:12 )
غزة- معا- بات الحصار هو الهاجس الأول الذي يؤرق المواطن الفلسطيني بقطاع غزة في صحوه ونومه, حتى أن ألوانه طالت المواطن من رأسه حتى أخمص قدميه حرفيا في كافة جوانب حياته بداية بالكهرباء والغذاء والدواء والوقود وانتهاء بالأحذية!.

ومع موجة الحصار المتواصلة للشهر التاسع على التوالي تشكو الأسواق في قطاع غزة من عجزها عن التزود بالبضائع اللازمة لاستمرار أعمالها وتزويد المواطن الفلسطيني باحتياجاته لدرجة دعت أصحاب محلات الأحذية لتعليق لافتة "إلى متى!؟ ّ " على واجهات محلاتهم الفارغة.

صلاح المزيني ( صاحب محل أحذية المزيني بغزة ) أطلعنا على وضع عمله بقوله: "الوضع بات مأساوي ومخجل لأقصى حد فاليوم البضائع لا تمر وذلك يسبب غلاء في الأسعار والمواطن لا يملك الا القليل على اثر الحصار ونحن عالقون في حلقة مفرغة, لدرجة ان البعض يجد إصلاح حذائه القديم اقل تكلفة من شراء واحد جديد".

وأضاف "المال غير متوفر في أيدي المواطنين إلا انه بالرغم من ذلك فان المسألة لم تعد متعلقة بثمن الحذاء فحتى الموديلات أصبحت قديمة وغير عصرية ولا تناسب أذواق الزبائن والوضع في ترد مستمر".

هكذا كان الحال بالنسبة للمواطنة أم محمد ( 25 عاما ) والتي كانت تصلح حذاءها المهتريء لذات الأسباب حيث قالت: "الحصار الخانق لم يترك أي شيء متاح لنا ولا حتى الأحذية وان وجدت أسعارها غالية جدا لذلك أفضل تصليح أحذيتي انا وأبنائي بدلا من البحث عن بقايا الاحذية الغالية في الاسواق".

وان لم تكن ام محمد تبالغ فالزقاق المخصص لأصحاب حرفة تصليح الأحذية كان يعج بالمارة والزبائن المقبلين بأحذيتهم البسيطة لتجديدها واعادة خياطتها

الحاج أحمد أحد أصحاب هذه الحرفة أشار لازدياد إقبال أهل القطاع على تصليح أحذيتهم بقوله: "الحمد لله عملنا اليوم مزدهر بالرغم من تردي وضع الحصار وفقر الاسواق من البضائع وان كانت المعاناة تكمن في المواد الخام التي نستخدمها الا ان غلاء البضائع في السوق ساهم في زيادة الإقبال علينا".

وتابع: "وان كنت أخشى ان ذلك لن يدوم طويلا فالغراء والخيوط المستخدمة لتصليح الأحذية تكاد تنفد هي الأخرى ولا مجال لشراء المزيد منها طالما استمر الحصار على القطاع".

وتفرض اسرائيل حصارا على غزة منذ الرابع عشر من حزيران من العام الماضي ولا تسمح الا لانواع قليلة من الاصناف بالدخول الى غزة فيما تحل الانفاق على الحدود مع مصر بعض المشاكل ومن بينها الاحذية.