أبو مرزوق: اسرائيل رفضت الهدنة وابو مازن يستطيع تسلم مقاره في غزة متى شاء ومستعدون للحوار مع فتح حتى في جزر القمر
نشر بتاريخ: 06/04/2008 ( آخر تحديث: 06/04/2008 الساعة: 11:15 )
بيت لحم- معا- أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق ان اسرائيل رفضت الهدنة في الضفة والقطاع بعد اقتراح من حماس نقلته مصر الى اسرائيل ثم ابلغت مصر حماس بالرفض.
وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة "القبس" الكويتية ان حركته لن تسلم الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت قبل الافراج عمن طلبت حماس الافراج عنهم من فلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
واعترف ابو مرزوق بان حماس ارتكبت اخطاء، لكنه قال ان حركته لا تصر على الخطأ وان عناصرها موضع محاسبة دائمة وان معاملتهم للجمهور تتحسن.
ولتوضيح ما قال، اشار الى ان رجل شرطة حماس كان مقاتلا على الحدود وهو الان - بعد تدريبه - يتعامل من دون سلاح ومن خلال اجراءات ضبط واحضار المخالفين وتدوين المذكرات.
مصدر شرعية حماس
ورفض ابو مرزوق التنازل عن المقاومة التي اعتبرها مصدر شرعية حماس ما دام الاحتلال قائما، وبرر اصرارها على عدم تسليم غزة الى السلطة الوطنية بان السلطة "فاسدة سياسيا وتجاريا، وتغش في الاسمنت والهواتف النقالة"، وتتعاون مع من اعتبرهم اعداء "مثل محمد دحلان"، الذي قال انه كان يجري تحضيره، ليخلف محمود عباس.
وطالب الدول العربية بألا تثق في الطبقة السياسية الفلسطينية، مؤكدا ان حماس تؤيد اجراء انتخابات تشريعية مبكرة وترفض الانتخابات الرئاسية، لان ولاية عباس ستنتهي هذا العام- حسب قوله.
وردا على سؤال حول ماذا ستصنع حماس بعد ان تنتهي ولاية ابو مازن نهاية العام؟ قال: "سنتوقف عن اعتباره رئيسا شرعيا، وسنستريح من قصة ابو مازن".
وكرر استعداد حماس للتحاور مع فتح ولو في جزر القمر ورفضها الافراج عن جلعاد شاليت قبل الافراج عن 350 اسيرا فلسطينيا طلبتهم حماس والا سيظل عندنا وسنساوم على عظامه.
المبادرة اليمنية
أفاض ابو مرزوق في الحديث عن المبادرة اليمنية، فقال: "ان اليمن قدم مبادرة اولى من ستة بنود تشاور حولها مع حركتي حماس وفتح وبعد اعلان المبادرة اصر محمود عباس (ابو مازن) على تعديلها، وقبلنا التعديل فرفض ابو مازن مرة اخرى، وزار اليمن في اول شباط/ فبراير الماضي وعاد للمبادرة الاولى".
واضاف "بعودة ابو مازن للمبادرة الاولى، جمع اربعة بنود في بند واحد ينص على عودة غزة الى سابق وضعها والتزامات منظمة التحرير واستئناف المفاوضات والقبول بالانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة".
وقال: "لم يستشرنا احد حول هذه المبادرة التي ارسلت الينا بالفاكس، ونحن لم نرفض اي مبادرة على الرغم من تعدد المبادرات والتي جاءت كالتالي: مبادرة من الرئيس المصري ودعوة للحوار ورفضهما ابو مازن، مبادرتان اولى وثانية من البرلمان العربي وتوقفت المبادرتان، ومبادرات من السودان والسعودية وسوريا ومن برلمانات واحزاب عربية ومن المؤتمر الاسلامي".
مطالب أبو مازن
ويمضي ابو مرزوق قائلا: "تحمس ابو مازن للمبادرة اليمنية لان الرئيس اليمني وضع كل مطالب ابو مازن في البند رقم واحد، ورفضناها لاننا لم نستشر فيها ووصلتنا كما وصلت الى الاعلام، بالتزامن, ورغم ذلك اتصلنا بالمسؤولين في اليمن وارسلنا وفدا عالي المستوى للحوار حول المبادرة اليمنية مع اليمنيين وليس مع غيرهم، لاننا لم نكن نعلم بوجود وفد آخر في انتظار وفدنا".
ولفت الى ان اليمنيين هم الذين طلبوا من ابو مازن ان يرسل وفدا، "بعد ان بلغتهم بموافقتنا على الحوار معهم، فارسل ابو مازن وفدا من منظمة التحرير او بمعنى ادق من المجلس المركزي للمنظمة، فيه اثنان من المجلس المركزي وواحد من اللجنة التنفيذية".
وقال: فوجئنا بهذا الوفد وقلنا اننا لن نفاوض وفد المجلس المركزي لانه غير معني، ولانه لا توجد مشكلة بيننا وبين المنظمة حتى نتحاور معها.
ورأى ابو مرزوق ان الخطأ كان في اختيار الوفد، "ولا يعني هذا اننا نحصر التفاوض حول المشكلة مع فتح فنحن جاهزون للتفاوض في اطار وطني يتحقق بتمثيل كل الفصائل الفلسطينية وليس منظمة التحرير لان المنظمة قضية اخرى، وهي بند من بنود الحوار، اولا، وهناك اتفاقات تتعلق بالمنظمة عقدت في مارس 2005 بالقاهرة ويتعين تطبيقها، ثانيا".
هل تمثل فتح؟
واكد ابو مرزوق: نحن نحاور الجميع، فتح وكل الفصائل، اما ان يختصر الحوار مع مجموعة من الفصائل فهذا امر غير محمود، وبالتالي تقدم عزام الاحمد فجمعني به الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وسألته سؤالا واحدا، في حضور الرئيس: هل تمثل فتح؟ فقال امثلها وانا مفوض وانا من حاور في السودان وغير ذلك (..) انا شكوته للرئيس اليمني لانه عمل مؤتمرا صحفيا ووقف يصدح بكل ما يدور بيننا امام وسائل الاعلام، ولكن بتأليفه وتلحينه، انا التزمت وهو لم يلتزم".
واوضح ان الحوار بدا بقضيتين اساسيتين ولا علاقة لهما بمحتوى المبادرة اليمنية: هل المبادر ببنودها للتنفيذ ام للحوار؟ وهل الحوار سيكون عن غزة فقط ام عن غزة والضفة؟ وحول النقطتين استمر الحوار خمسة ايام.
الرئيس يرفض
وقال ابو مرزوق، وازاء اختلافنا ارادت الخارجية اليمنية ان يتفق الطرفان على تفسير للمبادرة ويوقعا عليه، واختلفنا، وعزمنا على الرحيل عدة مرات، ورفض الرئيس اليمني، الاذن لنا بالخروج من دون اتفاق.
قلنا لليمنيين ليس لدينا مشكلة الا ببند رقم واحد وهذا مشكلته مزدوجة:
ـــ انه يعنى ببحث اوضاع غزة مع استبعاد الضفة, وهذا لا يمكن لان غزة والضفة مترابطتان، ارض واحدة وشعب واحد.
التزامات منظمة التحرير
ولفت ابو مرزوق الى انه وبعد النقاط الآنف ذكرها تأتي مسألة التزامات منظمة التحرير، التي هي مسألة وطنية تهم كل فلسطيني.. وقال: "لكن ضمن التزامات المنظمة الاعتراف باسرائيل وخارطة الطريق وانابوليس. ونحن لا نوافق لا على الاعتراف باسرائيل ولا على خارطة الطريق. وافقوا على استبعاد التزامات منظمة واصروا ان الحوار على غزة فقط فرفضنا. وكان الاصرار شديدا فرجعوا للصيغة التوافقية، وتوالت الصيغ حتى خلصنا الى الخلاف على نقطة التعريف بالمبادرة هل هي للحوار ام للتنفيذ؟ وانتهينا الى ان هذا اطار للحوار وحينما وافقوا قلنا على بركة الله لاننا جئنا للحوار مع اليمنيين.
وذكر ان الرئيس اليمني كان قد طلب من القمة ادراج هذه المبادرة على جدول الاعمال قبل التوقيع عليها "ما سبب حرجا. لكننا قلنا لا بأس ان خرج باتفاق مع فتح حول المبادرة اليمنية".
وقال: على هذا الاساس وقعنا هذه المبادرة واقترحنا ان تكون "اعلان صنعاء". وهذه هي: مبادرة للحوار، تم التوقيع عليها كاطار للحوار ونحن ابدينا استعدادنا في اي وقت ووضعناها في عهدة الرئيس اليمني.
مركزية فتح.. كهول مرضى أو أموات
وصف ابو مرزوق فتح بأن لجنتها المركزية تتألف من كهول "يعانون الزهايمر والباقون بين اموات او نزلاء غرف العناية الفائقة"، ونفى ان تكون منظمة التحرير قابلة للحياة.
فليأت عباس ويتسلم مقاره في غزة
ردا على سؤال حول استعداد حماس لتسليم المقار الامنية ومقر الرئاسة في غزة، قبل الحوار، كشرط من شروط الرئيس محمود عباس الدائمة، قال موسى ابو مرزوق:
"نحن لم ننكر ان عباس رئيس شرعي، وبالتالي فمن حقه غدا، ومن دون حوار ان يتوجه الى مقاره ويتسلمها، وليست عندنا مشكلة في هذا".
اما فيما يتعلق بالاجهزة الامنية، فقال ابو مرزوق "في آخر زيارة للسعودية لم نتمكن من الدخول في مفاوضات حقيقية حول الاجهزة الامنية ومشكلاتها، وهذا هو عيب مبادرة مكة، فقد كانت هناك عجلة وضغط علينا الوقت ودخلنا في تشكيل الوزارة والتوافق السياسي، ولم نتعرض للمشكلة الامنية مطلقا، ففشلت المبادرة".
مصر قادرة.. ولكن
قال ابو مرزوق: مصر قادرة ان تشتغل لكنها بحاجة الى ارادة سياسية، الان هناك واقع جديد يتطلب التغيير في المنظمات المكونة لمنظمة التحرير معظمها هامشية، بصراحة.. باستثناء فتح والجبهة الشعبية.
وزعم ابو مرزوق ان البعض الذي يملك حق الفيتو على القرار الفلسطيني "قبض ثمن المبادرة التي وضعها يوسي بيلين خمسين الف دولار".
وطالب مصر بان تتخلى عن وهم ان حماس تتلقى تعليمات من جماعة الاخوان المسلمين في مصر، وقال: نحن مشروع وطني مقاوم تحريري، ليس له علاقة - حتى الان - بالاصلاح الداخلي، نحن نحكم الان غزة، هل قطعنا رأس احد؟ هل جلدنا احدا؟