نشر بتاريخ: 06/04/2008 ( آخر تحديث: 06/04/2008 الساعة: 14:51 )
بيت لحم - معا - "من لم يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر "
ابدا مقولتي بهذا الببيت من الشعر لابي القاسم الشابي , لعل في كلامه وشعره الرصين والمتين ما يحرك في نفوس المسئولين الرياضيين شيء من المبادرة والمثابرة , و القفز عن مواطن الانحدار والركون إلى القاع الآسن والاستعاضة عنها باصدار جملة التصريحات الضبابية و المغلفة بمبررات , فقدت معانيها وبريقها منذ فترة طويلة واصبحت وكأنها لعبة مكشوفة لا تخفى على احد من ابناء شعبنا ,فالاعلان عن عدم الاشتراك في بطولة التحدي الاسيوية في ايار القادم بسبب عدم وجود مبالغ كافية لدى الاتحاد الفلسطيني تدل من جديد وبشكل اكيد على أن القائمين على ادارة المنتخب غير قادرين ولامؤهلين لحمل لهذه الامانة العظيمة في دفع و رفع مستوى الكرة الفلسطينية إلى الامام ,و المتعثرة منذ فترة ليست بالقصيرة على مستوى المشاركات الداخلية والخارجية ,وهذه الحجة والاعذار واهية وضعيفة ,لاتسمن ولاتغني من جوع ولاتقنع الصغير ولا الكبير في آن واحد , في ظل وجود حقائق جوهرية على المستوى الرياضي يحاول البعض أن يقفز عنها بشكل بهلواني أو يتناسها ,لتمرير الفشل المتواصل إلى ما لانهاية ,وتبقى قصة المنتخب الوطني الفلسطيني تسير من سراب إلى سراب , كالعطشان الذي يبحث عن ماء في اتون الصحراء ,الجميع في هذا الوطن يدرك أن عامل الوقت مهم لبناء وتشكيل منتخب فلسطيني يحمل امالنا وهمومنا الرياضية التي تعتبر مشروع لكل فلسطيني في الداخل والشتات , فاي تاخر في تشكيل نواة للمنتخب سوف يكون له عواقب لن تستطيع الايام القادمة حلها أو معالجتها بسهولة ,في ظل التقدم المتسارع والمجنون نحو ميدان كرة القدم واستخدام احدث انواع العلوم و الدراسات التكنلوجية والفسيولوجية في تطوبر الكوادر البشرية الرياضية في دول العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط القريبة منا ووتتقدم عنا بدرجات ونقاط كبيرة ومتفاوتة سواء حسب تصنيف الفيفا أو الاتحاد العربي والاسيوي ,والتي تعمل هذه الدول بشكل حثيث نحو الوصول إلى اهدافها بطرق حضارية متقدمة وبخطوات مترابطة ومتكاملة . ولازال الطريق مفتوح امام المسئولين الرياضيين الفلسطينيين في المبادرة والاسراع في بناء المنتخب الوطني على اسس علمية ومهنية تنقلنا نحو ركب الدول المتقدمة رياضياً ,واذا خسرنا في الاشتراك في هذه البطولة أو تلك لا نريد أن نخسر المشروع الرياضي الكبير (المنتخب ) والذي يمثل الامل الفلسطيني في المحافل الدولية باعتباره لبنة مؤثرة وفاعلة في الكيان الفلسطيني المستقبلي ,فاذا كانت كل دولة تحرص على أن يكون لها ممثلين وسفراء وسفارات في دول العالم ,فالاجدر بنا أن نفُعلَل هذا السفير الفلسطيني الرياضي المتجول نحو كل البلاد المعموره حتى يبقى علمنا الفلسطيني مرفوعاً ومرفرفاً على كل الميادين الرياضية في العالم وهذا الذي كنا نتظره في يوم من الايام ,ولماذا التقاعس والنكوص على اعقابكم في هذه الايام عن نصرة منتخب فلسطين الوطن والهوية والامل والحرية ؟لماذا تتهيبون من صعود الجبال وترضون أن تعيشوا بين الحفر ؟ نامل أن لايكون الجانب المالي سبباً في عدم الاشتراك في هذه البطولة الدولية ,واذا كان في اسباب اخرى أن يتم معالجتها بطريقة منهجية موضوعية ,حتى نصل إلى اهدافنا ورياضتنا بطريقة ناجحة بعيدة عن التعقيد والتبرير الغير مجدي .
[email protected]