محلل عسكري اسرائيلي كبير: الجبهة الداخلية الاسرائيلية تتعرض لتهديد جدي لم يسبق له مثيل
نشر بتاريخ: 06/04/2008 ( آخر تحديث: 06/04/2008 الساعة: 23:17 )
بيت لحم-معا- ان سيناريو هجوم واسع وشامل بالصواريخ لم يعد امرا مستقبليا او شيئا من الخيال ، كيف نستعد للتهديد الجديد الذي من شانه ان يضرب الجبهة الداخلية الاسرائيلية من الشمال والجنوب ؟.
ماذا تغير في هذه الجبهة الداخلية ؟ حتى لا تثير الفوضى والارتباك وسط الجمهور تعمد الحكومة والاجهزة الامنية الى التقليل من شان التهديد ولكن حين نفحص جيدا خاصة التدريب على " سيناريو التعامل " يتبين لنا ان التدريب المدني الذي افتتح يوم الاحد هو حدث تاريخي وليس اقل من ذلك ، ليس فقط لانه خصص لاستخلاص الدروس والعبر من حرب لبنان الثانية ولكن لانه من المتوقع ان يمكننا من التعامل مع اوضاع لم تجد الجبهة الداخلية نفسها امامها مطلقا ، هجوم صاروخي متواصل ، تقليدي وغير تقليدي ، يطال تقريبا كافة انحاء البقعه المعمورة من اسرائيل والمواقع العسكرية ، تهديد سيكون قصف الداخل الاسرائيلي خلال الحرب الاخيرة نموذجا له ، الحديث عن اوضاع ستستمر حسب التوقعات اكثر من اسبوع حتى يتمكن الجيش تدريجيا من اخماد مصادر النيران ، عمليا ، المنطقة الوحيدة في اسرائيل التي لن تتلقى الضربات الصاروخية هي مثلث صغير يقع ما بين جنوب الدولة الى ايلات .
هذا السيناريو يمكن وصفه " بميغا " عملية من الصواريخ غير الموجهة هو ليس ثمرة خيال رجال المؤسسة الامنية وايضا ليس سيناريو مستقبلي قد يحدث لنا بعد عدة سنوات ، الحديث يدور عن شيئ يمكن ان يتحول الى واقع خلال فترة قصيرة ، والسبب ليست حرب الصواريخ والمقذوفات التي يخطط العدو لشنها خلال اذار حيث استكملت الاستعداد في سوريا وحزب الله فيما لا زالت حماس تبني قوتها ولكنها مستعدة الان لاخذ نصيبها في هذه الحرب .
ان التدريب الحالي لا يهدف الى تجهيز الجبهة الداخلية لمواجهة هجوم نووي ايراني الذي يعتبر قضية بحد ذاتها يتوجب معالجتها بطرق اخرى ولكن يكفينا حاليا ما هو موجود في سوريا ولبنان وغزة حتى تقف الدولة امام تهديد منظم وكبير وله قدرة تدميره كبيرة لم نشهد لها مثيل حتى الان .
بدل 15 دقيقة 15 ثانية :
الاختلاف الاساسي الكامن في هذا التدريب عن ما جرى سابقا من تدريبات مدنية ينبع من زمن التحذير الذي تقلص بشكل كبير جدا ، في السابق استعدت اسرائيل لهجمات جوية بواسطة الطائرات وكان زمن التحذير ما بين 10-15 دقيقة حتى سقوط القذيفه او القنبله وهذا الوقت كاف حتى للمقعدين واصحاب الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من الوصول الى الملاجئ المنزلية او العامة ولكن في هجوم صاروخي فان زمن الانذار يتقلص من عدة ثوان الى 4 دقائق على احسن حال وهو وقت لا يكفي حتى لسكان الطوابق العليا للنزول الى الملاجئ او للموجودين في الشارع للوصول الى الملاجئ العامة .
والاخبار الجيدة في كل هذا ان التجربة المتراكمة لدينا اثبتت ان الخسائر في الارواح كانت في الاساس داخل المناطق المفتوحه ولانه يتوجب على كل مواطن في اسرائيل وعلى وجه الخصوص طلبة المدارس ان يدركوا كنه هذه المعلومه ويعتادوا على تطبيقها كرد فعل تلقائي حال سماع صافرة الانذار ومن اجل هذا كان التدريب الكبير .
عامل اخر من عوامل التهديد الجديد التي تجبرنا على الاستعداد بشكل مغاير هو استمرارية وتواصل التهديد حيث استعدينا سابقا لمواجهة غارة جوية على موقع او بلدة محددة ولكن الان الحديث يدور عن سيناريو يتمثل بضرب مناطق كثيرة وفي ذات الوقت ما يعني تشتيت واعادة توزيع وزيادة نجاعة فرق الانقاذ .