أطفال شمال القطاع في يوم ترفيهي الى خان يونس
نشر بتاريخ: 07/04/2008 ( آخر تحديث: 07/04/2008 الساعة: 10:32 )
غزة- معا- على أبواب نادي الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، استقبل أطفال خان يونس نظراءهم أطفال شمال غزة والبريج بالورود وابتسامات ترحيبية وتضامنية "نثروها على جراحهم التي تسبب فيها الاحتلال في عدوانه المتواصل على الشمال واستهدافه للأطفال بشكل متعمد".
وتبادل الأطفال بين جدران النادي عبارات الترحيب واحتضنوا الألعاب المشتركة وسط ضحكات وقهقهات طفولية اشتاقوا لها بعد ان سلبت منهم عنوة بسبب "مجازر" الاحتلال.
جاء ذلك خلال اليوم الترفيهي الذي نظمته مراكز الطفولة التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر جنوب قطاع غزة واستضافت فيه أطفال شمال غزة والبريج الذين تضرروا بصورة مباشرة جراء العدوان الإسرائيلي على مناطقهم وفي إطار احتفالات المراكز بيوم الطفل الفلسطيني الذي صادف الخامس من أبريل أول من أمس.
وتوزع الأطفال الذين بلغ عددهم نحو 700 طفل على الأنشطة المتعددة التي أعدتها المراكز بين الألعاب الجماعية وانشطة ثقافية وترفيهية وأخرى مرئية وفنية فرحين سعداء في يومهم.
وقالت نجوى الفرا مديرة نادي الشروق والأمل بان الهدف من تنظيم اليوم الترفيهي هو رسم البسمة على وجوه الأطفال المتضررين جراء "المجازر" الإسرائيلية وخاصة الذين يعيشون في المناطق الحدودية ومحاولة تفريغ ما بداخلهم عبر ادماجهم في انشطة المركز المختلفة.
وأشارت الى ان اطفال غزة يحرمون من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء والعلاج وان الترفيه بحياتهم مغيب بسبب الغلاء والحصار وتردي أوضاعهم المعيشية، مؤكدة انهم عانوا اثناء التحضير للفعالية من توفير باصات لنقل الأطفال بسبب عدم توفر السولار والوقود وطالبت الفرا المؤسسات الدولية والحقوقية والمؤسسات التي ترعى الطفولة بالتدخل من اجل رفع حصار غزة وإنهاء معاناة الأطفال.
الطفل ثائر عبد ربه " 11 عاما" من جباليا شارك في اليوم وقال بوجه طفولي:" نحن الأطفال محرومون من كل شيء أنا اسكن عزبة عبد ربه التي تبعد امتار قليلة عن الحدود مع اسرائيل ولا أعرف النوم او حتى اللعب فالخوف يطاردنا من كل اتجاه ويضيف قابضا على يديه بقوة لا احد يشعر بمعاناتنا، نخاف الخروج الى الشارع او اللعب فيه كل ذرة رمل تذكرنا بان هنا ارتكبت "مجزرة" او شيع أصدقاؤنا.
تركنا ثائر وهو يحاول اقتناص كل دقيقة للعب في ساحة مركز نوار التربوي التابع للجمعية خشية الا تتكرر فرصة اللعب مرة اخرى وهو الذي يعيش هاجس الموت بفعل الاحتلال كل لحظة- على حد قوله.
أما شيرين عبد ربه " 10 أعوام" من جباليا أيضا فقد اتخذت ركنا من أركان المركز بصحبة إسراء شبير " 10 أعوام " من خان يونس وقضيتا وقتا ممتعا مع بعضهما غنتا وتحدثتا عن همومهما الصغيرة وأحلامهما في وطن خال من العنف والاحتلال.
تقول شيرين: "انا سعيدة اني العب هنا بلا خوف فنحن بالشمال لا نلعب لان القناص الاسرائيلي يتربص بنا".
وفي النادي غنى الأطفال وانشدوا للوطن وللحلم بالاستقلال والسلام وهتفوا ان الوحدة الوطنية دواء للجروح وجسر للأمان وقالوا للقادة "أعطونا الطفولة وارحمونا من سياط صراعكم المرير الذي ألهب أوجاعنا.. نريد ان نعيش ان نحلم نعانق الحياة".
وفي احد انشطة النادي كتب الاطفال على جدارية ورقية "من اجل نصرة رسول الله" كلمات حب للرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) وعبروا عن غضبهم الشديد من الإساءة للرسول المصطفى وارسلوا رسائل للدول الغربية تطالبهم بالكف عن الاساءة للاسلام وللرسول.
وعلى مسرح نوار التربوي الذي استضاف 200 طفل، شاهد الأطفال مسرحية ابيض واسود من إخراج عبد الفتاح شحادة تخاطب حلمهم بالرسم ومداعبة الألوان والطبيعة الجميلة وتحثهم لعى ان للحياة صورة أخرى ملونة وجميلة غير الابيض والاسود.
وتمايل الأطفال مع اناشيد الطفولة والاغاني الوطنية والدبكة الشعبية وحركات المهرج البهلوانية.
تقول أماني حمش 12 عاما من خان يونس :" رغم انني سعيدة اليوم وانا العب هنا وامارس هواياتي الا ان بداخلي حزن كبير على الأطفال الذين تيتموا وفقدوا أحد أفراد اسرتهم وحرموا من حقهم في الحياة دونما سبب اقترفوه.
وتمنت أماني ان يقف أطفال العالم في هذا اليوم ويتضامنوا مع الطفل الفلسطيني وتقول: "على القادة والسياسيين ان يتوحدوا وان يشعروا كم ألمونا".
من جانبها أكدت أمال خضير مديرة مركز نوار التربوي ان اليوم نظم لتضامن أطفال الجنوب مع أطفال الشمال ويساندوهم في محنتهم لان العالم لا يلتفت لمعاناتهم ويصم آذانه عن سماع استغاثاتهم مشيرة انه يهدف إلى إتاحة الفرصة للأطفال للاستمتاع وقضاء يوم بين الألعاب والابتسام والمرح موضحة انه تخلله فقرات فنية والعاب وعروض استعراضية ومسرحية هادفة.
وطالبت خضير العالم بتوفير الحماية والامان لأطفال فلسطين لان من حقهم ان يعيشوا كأطفال العالم وينعموا بالحياة الهادئة والآمنة.