الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سابقة طيبة- في خطوة جريئة ومباشرة روحي فتوح يعتذر من الجميع لما سببه من احراج وسيعزل نفسه عن جميع المسؤوليات

نشر بتاريخ: 07/04/2008 ( آخر تحديث: 07/04/2008 الساعة: 13:09 )
رام الله- تقرير معا- في خطوة عزّها المسؤولون العرب كثيرا عن شعوبهم، وندر وجودها في عصر السياسة الراهنة، اقدم القيادي روحي فتوح على الاعتذار من شعبه وقيادته وعن تحمله لمسؤوليات وتبعات ما حدث في قضية تهريب اجهزة الهواتف الخليوية في سيارته عبر جسر اريحا.

وقال فتوح "ابو وسام" خلال مؤتمر صحافي عقده في استوديوهات رامتان في رام الله: "إنني هنا أتقدم بالإعتذار لسيادة الرئيس محمود عباس لإدراكي ثقل هذا الموضوع عليه وبخاصة المواقع الإعتبارية التي شغلتها مع سيادته. كما أتقدم للقيادة السياسية ولجميع أخوتي وأخواتي في حركة فتـح ولعموم الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ولأسرانا الأبطال في سجون الإحتلال ولجميع الأخوة والزملاء وبخاصة لمن إنتخبوني في محافظة رفح ولمن تضامن معي من رفح وحتى جنين، وكذلك أسرتي ووالدي ووالدتي وزوجتي وأولادي وأشقائي وشقيقاتي بالإعتذار وأقول للجميع آسف عما سببته لكم جميعاً من حرج وعلى أساس مسؤوليتي الأدبية عما حدث".

وأضاف فتوح أن بيان النائب العام المستشار أحمد المغني يوم أمس حول قضية تهريب أجهزة الخليوي على معبر الكرامة "اللنبي" رد الاعتبار له ووضع الأمور في نصابها.

وقال "في نفس الوقت، وبالرغم مما سبق، فإنني أدرك جيداً أن المسؤولية الأدبية والأخلاقية أمر مختلف وأن هذه المسؤولية تقع على عاتقي وهذا ما أعلنته سابقاً".

واعلن فتوح انه سيقف جانبا ويعطي نفسه فترة للتفكير حتى يقرر ما سيفعله بالمستقبل. وقال: "منذ اللحظة الأولى قررت كما تعلمون أن أجمّد العمل بمسؤلياتي وأن أضع نفسي بتصرف النائب العام، وخاطبت سيادة الرئيس أبو مازن بذلك".

وأردف "أمام ما جرى معي طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية سأقف جانباً للفترة القادمة ولن أمارس خلالها أي مسؤولية رسمية وسأعطي نفسي فترة للتفكير حتى أصل لقراري النهائي".

وتقدم فتوح بالشكر لكل من تضامن معه قائلا "مرة أخرى أكرر إعتذاري للجميع كما أكرر شكري وتقديري للجهات الفلسطينية الرسمية وللسفراء العرب ولجميع من عبروا عن ثقتهم بي منذ اللحظة الأولى".

وقال: "أتحدث إليكم اليوم بعد فترة صعبة مرت عليّ شخصياً وعلى أسرتي وإخوتي وزملائي وأصدقائي وهي الفترة من تاريخ 18/3/2008، أي منذ حادث الهواتف الخلوية المهربة في سيارتي الحكومية على جسر اللنبي. كانت تلك الأيام صعبة ومرّة وموجعة ومؤلمة خاصة على رجل مثلي قضيت سنوات نضال طويلة عمرها الآن 41 سنة، ولم يسجل عليّ فيها أي سابقة فساد أو عُرِفَ عني ذلك، ولم يسجل فيها أنني سعيت يوماً لكسب غير مشروع. خلال سنوات نضالي الطويلة تبوأت خلالها مواقع مسؤولية في السلطة الوطنية الفلسطينية وفي تنظيمي السياسي حركة "فتح". فمن جهة كنت بريئا تماماً من أي تورط في هذا العمل البشع ومن جهة أخرى تم التهريب في السيارة الرسمية من قبل سائقي الشخصي. وما زاد في صعوبة الأمر كان الإستغلال السلبي والمنظم لكل هذا من قبل جهات سياسية معادية وهو ما وضع مزيداً من الضغط على القيادة السياسية".

وأضاف "لقد سجّلت بذلك أول سابقة لمسؤول فلسطيني كبير بأن يضع نفسه تحت سيادة القانون وجردّت نفسي طواعية من الحصانة التي أتمتع بها ووضعت نفسي كمواطن فلسطيني بإمرة النائب العام الذي أجرى معي التحقيق كما ينبغي".