الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل من الحكمة ان تتولى رئاسة اتحاد الكرة شخصية سياسية ؟؟؟؟ بقلم - ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 08/04/2008 ( آخر تحديث: 08/04/2008 الساعة: 21:25 )
بيت لحم - معا - سؤال يتردد على السنة الرياضيين وغير الرياضيين ، في المجالس والاجتماعات الرياضية وغير الرياضية ،وعبر المواقع الالكترونية الرياضية ، ومفاده هل من الحكمة ان تتولى شخصية سياسية رئاسة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المرحلة المقبلة ؟ خاصة بعد ان اعلن عضو المجلس التشريعي النائب جهاد طمليه عن قراره بالترشح لرئاسة الاتحاد ، وبعد ان ابقى اللواء جبريل الرجوب الباب مفتوحاً حول امكانية ترشحه لهذه الانتخابات ، وكذلك المعلومات شبه المؤكدة ان شخصية امنية وسياسية اخرى تفكر في الدخول الى معترك هذه العملية .
الاراء متفاوتة بين المؤيدة والمعارضة وبين المترددة والمتحفظة، ولكل اسبابه ومبرراته يدافع بها عن وجهة نظره ، فأصحاب وجهة النظرة المؤيدة يعتقدون ان المرحلة القادمة حرجة ودقيقة ،و تتطلب دعم الاتحاد سياسياً ، وذلك لتسهيل تطبيق اجندته بناء على توصيات الاتحاد الدولي بضرورة اعادة اطلاق مسابقة الدوري العام لجميع الدرجات في رئتي الوطن ، وتخفيض عدد اندية الدرجتين الممتازة والاولى، وتقليص العدد الاجمالي للاندية، الى رقم يسهل التعامل معه من قبل الاتحاد ولجانه ، فوجود شخصية سياسية على رأس الاتحاد من شأنها المضي قدماً في تنفيذ الاجندة والوصول الى الاهداف ، ويدعمون وجهة نظرهم بوجود اتحادات كرة قدم عربية برئاسة شخصيات سياسية كالامراء والشيوخ وابناء الزعماء ، وهم بذلك يحاولون محاكاة التجربة في بعض الدول العربية خاصة تلك التي تشهد استقراراً امنياً وسياسياً واقتصادياً
اما اصحاب وجهة النظر المعارضة ، فيعتقدون ان وجود شخصية سياسية على رأس الاتحاد سيؤدي الى تسييس الرياضة من جهة ، ومن جهة اخرى يتخوفون من امكانية ان تؤدي هذه الفكرة الى تعقيد الوضع الداخلي، ودخول الاحزاب في صراع على الاتحادات الرياضية ، سيما وان لعبة كرة القدم الاكثر شعبية وما يطبق في اتحاد الكرة قد يصبح سابقة غير محمودة العواقب في الاتحادات الاخرى ، وبالتالي تحويل هذه الاتحادات من مؤسسات اهلية وشعبية شبابية ورياضية الى تجمعات سياسية تتبع لهذا الفصيل او ذاك ، ويدعمون وجهة نظرهم بخلو اتحادات كرة القدم المتطورة والمتقدمة في اوروبا على سبيل المثال لاالحصر من الشخصيات السياسية الا ما ندر .
اصحاب وجهة النظر المترددة ،في حيرة من امرهم ،فمن جهة يشعرون بضرورة واهمية وجود رئيس قوي وذو فاعلية لدعم شخصية الاتحاد وجعلها مهابة ودعم برامجه والوصول بها الى بر الامان ، الا انهم في الوقت نفسه يتقاطعون مع وجهة نظر المعارضة وتخوفهم من سيطرة حزب او فصيل على الاتحاد وتسييه .
اصحاب وجهة النظر المتحفظة على تولي شخصية سياسية رئاسة الاتحاد يعتقدون ان الحل لا يكمن في هذا الطرح ،بل انهم يفضلون تولي شخصية رياضية مرموقة رئاسة الاتحاد، على ان تحظى هذه الشخصية بالدعم المالي والسياسي من قبل الرئاسة والحكومة .
بين هذه الاراء الاربعة تقف كرتنا الفلسطينية على مفترق طرق حاد وحرج ، ويبقى علينا جميعاً ان نقرر بأمانة وموضوعية وشفافية متناهية ودون التحييز لوجهة النظر هذه او تلك ،ماذا نريد وما هو شكل وصورة المستقبل الذي نريده للكرة الفلسطينية .