المطران عطا الله حنا في لقائه مع طلاب المعاهد اللاهوتية الأرثوذكسية الروسية يتحدث عن أهمية القدس
نشر بتاريخ: 10/04/2008 ( آخر تحديث: 10/04/2008 الساعة: 15:40 )
القدس - معا - التقى المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم مع أكثر من 300 طالبا من طلاب المعاهد اللاهوتية الروسية الذين وصلوا الى الأراضي المقدسة للحجيج والتعرف على الأماكن المقدسة وزيارة بعض المعالم التاريخية والمكتبات اللاهوتية في الأديرة.
وقد رحب بهم المطران وقال :" أننا سعداء لأنكم أتيتم الى القدس لكي تتعرفوا على هذه المدينة المقدسة وتزوروا معالمها وكنائسها واديرتها، وأنتم خير من يعلم بأرتباط هذه المدينة بالتاريخ المسيحي والحضور المسيحي الذي لم ينقطع لمدة ألفي عام عن هذه الديار".
وقال المطران :" أن السيد المسيح ولد في فلسطين قبل ألفي عام وفيها أسس كنيسته الأولى ومنها أنطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الأرض ومغاربها، فالقدس في المسيحية هي أهم مركز روحي فهي أم الكنائس ومع تقديرنا للمراكز الروحية المسيحية العالمية تبقى القدس هي القمة وهي الأساس وهي المنبع".
واضاف :" أنكم تزورون القدس في فترة الصوم الأربعيني المقدس الذي يأتي تهيئة للألام والقيامة، فالقدس هي مدينة الالام والقيامة والنور, وهي المدينة التي أستقبلت المسيح الأتي اليها وهذا ما نذكره في أحد الشعانين فجولوا وتعرفوا على قدسية هذه الأرض".
وكما قال أحد الأباء النساك مخاطبا أبنائه: عندما تطأ أقدامكم هذه الأرض وعندما تسيرون عليها تذكروا أنها الأرض التي داسها السيد قبل ألفي عام وهي أرض مجبولة بدماء شهدائنا وأبائنا ومعلمينا. أنها أرض قداسة وطهر أختارها الله لتكون مكانا لنعم وبركات وخيرات كثيرة على البشرية.
كما قدم المطران للطلاب شرحا تفصيليا عن تاريخ مدينة القدس منذ العصور الأولى للمسيحية وحتى اليوم وتحدث عن أهمية الأماكن المقدسة معتبرا أياها أمانة ووديعة يجب أن نحافظ عليها. فنحن في كنيستنا الأرثوذكسية ننظر الى الأماكن المقدسة على أنها تراث وأرث روحي يرتبط مباشرة بأيماننا وعقيدتنا.
وقال المطران :"أن فلسطين بقعة صغيرة من حيث المساحة ولكنها كبيرة من حيث الأهمية الروحية والحضارية والأنسانية، كما أشار الى المقدسات الأسلامية لا سيما المسجد الأقصى المبارك وتحدث عن العلاقات الأسلامية المسيحية مستذكرا اللقاء التاريخي الذي جمع خليفة المسلمين عمر أبن الخطاب بالبطريرك الأرثوذكسي الدمشقي صفرونيوس في القدس، وقال هذه المدينة بكل ما فيها من مقدسات وأسوار وأبنية وحارات وأزقة تحدثنا بتاريخ عريق، ويؤسفنا جدا أن تكون القدس المقدسة حاضنة التراث الأيماني والمقدسات أن تكون بعيدة عن السلام وهي مدينة السلام، أنظروا الى الأسوار الاحتلالية التي تحيط بها والجنود الذين يمنعون الناس من الدخول اليها، أنكم أتيتم من روسيا وغيركم يأتي من أي مكان أخر في العالم لزيارة القدس أما أبن فلسطين الذي من بيت لحم ورام االله ومن نابلس وغزة وغيرها فهو محروم من الدخول لمدينته وعاصمته الوطنية والروحية".
وقال المطران نحن الأرثوذكسيون المتمسكون بأستقامة الرأي واستقامة الأيمان يجب أن يكون لنا حضورنا ودورنا الفاعل في نصرة المعذبين والمظلومين وخاصة في البقعة المقدسة من العالم التي أسمها فلسطين.
وبعد أيام ستعودون الى وطنكم وستبقى القدس ماثلة أمامكم فيفها قبلتنا ومحجنا والمكان الذي يذكرنا بما قدمه الله لنا فلا تنسوا شعبنا. فالأرثوذكسي الحقيقي هو الذي يعيش ألام الناس وأحزانهم وهواجسهم. فرسالة الألام هي أن نستشعر ألام البشر ورسالة القيامة هي نعمل من أجل دحر الظلم والعنصرية والبغضاء. فالخليقة الجديدة التي يريدها لنا الله في القيامة هي عالم تختفي منه مظاهر الظلم والعنصرية والحقد، وأن سلام القدس وسلام فلسطين لن يكون إلا بأنتهاء الأحتلال والحرية للشعب الفلسطيني الذي يستحق هذه الحرية. وكما كانت رسالة المسيح أزالة الحواجز بين أبناء البشر هكذا يجب أن تزول الحواجز والأسوار العنصرية الأحتلالية في فلسطين.
ووجه كل التحية والمحبة والأحترام للكنيسة الأرثوذكسية الروسية ورئيسها قداسة البطريرك ألكسي, فكنيسة روسيا وشعب روسيا كان دائما بجانب شعبنا وبجانب أرضنا ومقدساتنا. فالروس يعشقون الأراضي المقدسة والقبر المقدس في قلوبهم كما نحن نؤكد أفتخارنا وأعتزازنا بزيارتكم للأراضي المقدس وترحيبنا بكم.
وقا لهم :" صلوا من أجل شعبنا من أجل مقدساتنا ومن أجل أرضنا الجريحة, لكي تكفكف دموع الحزانى ولكي ينسكب بلسم العزاء على الأسر الثكلى وعلى الجرحى وعلى المعتقلين. وتذكروا بأن كنيسة القدس هي ليست مقدسات وليست حجارة فحسب وأنما هي البشر أي الأنسان الذي دعانا الله لخدمته".
وفي نهاية المحاضرة وزع المطران عليهم كتب وبعض الصور التذكارية. و في الختام قام الأرشمندريت الروسي بوريس بشكر سيادة المطران حيث قدم له ميدالية تذكارية من الكنيسة الأرثوذسكية وعبر عن تأثر الطلاب وتأثره الشخصي مما سمعه أثناء المحاضرة.
كما قدم الطلاب بعض الترانيم الدينية الخاصة بالصوم.