قاضي القضاة في مسجد ببرلين: المسجد الأقصى يتعرض لخطر الهدم والتدمير ومدينة القدس تتعرض لإجراءات التهويد
نشر بتاريخ: 12/04/2008 ( آخر تحديث: 12/04/2008 الساعة: 12:29 )
برلين - معا - حذر الدكتور الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد مؤسسة الحكمة الإسلامية بألمانيا من الأخطار الحقيقية المحدقة بالمدينة المقدسة وبالمسجد الأقصى المبارك من خلال فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأمر الواقع لتنفيذ مؤامراتها ضدهما .
وأكد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب الآن في المدينة المقدسة مذبحة حضارية لطمس معالمها التاريخية ولتغيير هويتها العربية والإسلامية، وتسعى إلى إحداث خلل جغرافي وديموغرافي فيها لصالح اليهود ؛ في تحد صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية التي اعتبرت القدس مدينة محتلة، وحرمت التدخل في شؤون دور العبادة في الأراضي المحتلة وازدواجية العبادة فيها، إلا أنها لا تعبأ بالعالم وبمن فيه لأنها تحظى بدعم الإدارة الأمريكية الكامل، مستغلة انشغال العالم بقضايا أخرى وعجزه عن مساءلتها .
واضاف قاضي القضاة ان اسرائيل تهدف من خلال اعتداءاتها على القدس الى تهويد القدس تعمل السلطات الإسرائيلية على التهجير القسري للمقدسيين بإجراءاتها التعسفية من هدم بيوتهم ، وسحب هوياتهم ، وفرض الضرائب الباهظة عليهم ، ومنعهم توسيع منازلهم أو بناء غيرها ، ورفض منحهم رخصاً للبناء ، وعرقلة معاملات جمع الشمل ، ومصادرة أراضيهم لإقامة المستوطنات عليها وإحاطتها بجدار الفصل العنصري الذي عزلها عن محيطها الفلسطيني .
واشار إن هذا الخلل الذي تحدثه في مدينة القدس دليل واضح على أنها دولة استيطانية توسعية احتلالية إحلالية تهدف إلى فرض مزاعهم الخرافية بأن فلسطين هي وطن لليهود .
وأشار الدكتور التميمي إلى أن الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى ، جراء الحفريات المستمرة تحت أساساته وفتح الأنفاق أسفله وإقامة الكُنُس اليهودية بالقرب منه ، إضافة إلى هدم وإزالة جميع المباني الإسلامية الملاصقة له والمجاورة لحائط البراق من مساجد ومدارس ومساكن ، ودخول الجماعات اليهودية اليمينية المتطرفة إليه على الرغم من تهديداتهم المعلنة ضده في الوقت الذي يمنع فيه المسلمين دخوله والصلاة فيه ، مما يعتبر اعتداء آثماً على حق الإنسان الفلسطيني في أداء شعائره التعبدية وتدخلاً غير مبرر في شؤونه الدينية، وسعياً من سلطات الاحتلال إلى الاستفراد بالمسجد الأقصى المبارك والكيد له بالنسف أو الهدم والتقويض بعيداً عن أنظار العالم وعلى حين غفلة من أبناء الأمة لتحقيق الأسطورة المزعومة والحلم اليهودي بإقامة الهيكل على أنقاضه.
واكد اختصاص المسلمين وحدهم بالمسجد الأقصى المبارك ؛ فهو مسجد إسلامي خالص لا حق لليهود فيه من قريب ولا من بعيد، ومحذراً من أن المساس بالمسجد الأقصى المبارك سيؤدي إلى تفجير الموقف مما ينذر بنتائج وآثار لا تحمد عقباها ، وتتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مضيها في الانتهاكات والإجراءات دون مبالاة بمشاعر المسلمين ، وتقدم الحماية الكاملة للمجموعات المتطرفة التي تدخل ساحاته وتمارس فيه الأعمال الفاضحة والمخلة بالآداب العامة والمتنافية مع قدسية المكان .
وناشد قاضي قضاة فلسطين المسلمين زيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك لدعم صمود أهلها وتعزيز الحضور العربي والإسلامي فيها ، ودعا المسلمين في المجتمعات الأوربية ضرورة الاندماج في أوطانهم مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية والتزامهم بدينهم وأن يكونوا عنصر أمن واستقرار فيها ، والالتزام بأنظمتها وقوانينها ، وأن يكونوا سفراء فيها للقضية الفلسطينية يبينون للجميع عدالتها ، مؤكداً أن تكرار نشر الإساءات هي محاولة يائسة من بعض الدوائر المعادية لإحداث مواجهة بين المسلمين والأوربيين ، ومشيداً بدور الحكومة الألمانية في التعاون مع المؤسسات الإسلامية فيها، فما كانت هذه الدولة العنصرية الغاشمة لتقوم بذلك لولا هذا العجز والتجاهل الدولي لجرائمها .