الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بركة المؤامرة على مقبرة "طاسو" وكل المقدسات تستهدف وجودنا وهوية الوطن

نشر بتاريخ: 12/04/2008 ( آخر تحديث: 12/04/2008 الساعة: 14:19 )
القدس- معا- قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم السبت، إن المعركة على مقبرة طاسو في مدينة يافا، هي معركة من أجل الحياة، ومن أجل التأكيد على هوية المكان".

جاء ذلك في كلمة النائب بركة، في الاجتماع الشعبي الحاشد الذي عقد أمس في مقبرة طاسو، "التي تواجه مؤامرة خطيرة جدا، لسلخ 40 دونما منها، بزعم أن لجنة أمناء عينتها الحكومة في الماضي قد باعتها".

وقال بركة في كلمته، إن موقفنا من تلك الصفقة يجب أن يكون واضحا، وهو أننا لا نعترف بصفقة كهذه، لأن من أبرمها كانت "لجنة أمناء" عينتها الحكومة، ليس من أجل أن تكون أمينة على أوقاف وأملاك المسلمين، بل من أجل أن تكون أمينة للحكومة في تصفية أوقاف وأملاك المسلمين.

وتابع بركة مؤكدا، على "أننا لا نعترف بهذه الصفقة، التي كان فيها البائع والشاري واحد، ومن يتحمل مسؤولية هذه المؤامرة هي الحكومة ذاتها التي عينت هذه اللجنة، ومطلبنا هو إلغاء كلي لهذه الصفقة".

وأضاف هناك سلسلة من المؤامرات التي تدبرها الحكومة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، من كنائس ومساجد ومقابر في قرى مدمرة، وأيضا في مدينة مثل مدينة يافا، ولكن هذه القضايا ليست موجهة ضد أديان وطوائف، وإنما ضد شعبنا كله، لأن المستهدف هو شعبنا برمته وهوية الوطن وانتمائنا له.

وأكد بركة، على أننا موحدون كشعب في مواجهة مؤامرة السلطات على المسجد الأقصى المبارك، والمؤامرة على كنيسة إقرث، وهذه الوحدة والانسجام بين أبناء الشعب الواحد، لربما تتجلى في هذه المقبرة بالذات، لأن اسم عائلة مسيحية (طاسو) أطلق على مقبرة إسلامية.

وقال: "إن معركتنا هنا ليست على كرامة الأموات فحسب، بل على وجودنا هنا في وطننا، إن الأموات هنا هم أكبر شاهد حي على وجودنا، ففي هذه المعركة الأموات هم شاهدا حيا على وجودنا وعلى هوية هذه الأرض".

وتابع بركة، إن حضورنا بهذا الحشد المهيب، هو صرخة من أجل الحياة، إن شعبا يطلق صرخة الحياة من بين القبور هو شعب حي.

وحذر مما اسماها المؤامرة المتسارعة على مدينة يافا، أسوة بباقي مدن الساحل الفلسطينية، ومن عكا وحتى اللد والرملة، وقال "إن معركة مواجهة الاقتلاع لم تتوقف منذ 60 عاما، فالمؤامرة تزداد شراسة، وهذا ما يتطلب منا تعزيز وتكثيف مواجهتنا وتطويرها، من أجل إفشال هذه المؤامرة كما أفشلنا سابقاتها حتى الآن".

وقال بركة، هناك من توهم أنه بعد النكبة لن يكون أي أثر لمعالم الوطن، ولكن ليافا مثل سائر الوطن تاريخ ناصع وشواهد، وله حاضر نصونه، وبالتأكيد له مستقبل نعمل من أجله، تاريخ وحاضر ومستقبل ينطق بالعربية الفصحى، وهذه رسالة إلى كل المتوهمين.

وحيا بركة اللجنة الشعبية لحماية مقبرة طاسو، وقال إن هذا نموذج رائع لتوحيد كفاحنا ضد مؤامرات السلطة، وهو ينتشر في الكثير من القرى والمدن العربية حيث رؤساء سلطات محلية لا ينسجمون مع قضايا شعبهم، وهم اقرب للسلطة، ومثل يافا والمدن الأخرى حيث ليس لدينا سيطرة على السلطة المحلية.

وقال بركة، إن هذا النموذج الرائع لم يولد الآن، بل قائم منذ عشرات السنين، ولعل لجنة الدفاع عن الأراضي التي أقيمت في العام 1975 هي النموذج الأسطع لقيادة المعارض الشعبية، حيث يكون الصوت الرسمي نشازا، ويغدر بإرادة الجماهير.