د.نزال : نقاشات في فتح حول التعديل الحكومي.. والقطاع يتجه نحو الصوملة
نشر بتاريخ: 12/04/2008 ( آخر تحديث: 12/04/2008 الساعة: 20:40 )
بيت لحم -معا- قال د. جمال نزال ، الناطق باسم حركة فتح في مقابلة صحفية اجرتها معه وكالة "قدس نت" ان نقاشات تدور في حركة فتح تدعو الى احداث تعديل في حكومة سلام فياض وهو ما سبق وصرح به كل من رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الاحمد ومستشار الرئيس نبيل ابو عمرو .
وفيما يلي نص المقابلة :
س : مصادر فلسطينية تحدثت مؤخرا عن أن الرئيس محمود عباس سيجري بعض التغييرات في هيكلية حكومة رئيس الوزراء د. سلام فياض..ما صحة هذه الأنباء؟؟؟
ج: فتح ليست جزءا من علاقة الرئيس بالحكومة حسب القانون الإساسي وبالتالي فإن مصير الحكومة في نظامنا يتحدد وفق ما يرتئيه الرئيس وعنده متحدثه الرسمي.
الرئيس يمتلك (بموجب المادة 45 من القانون الاساسي) حق إقالة الحكومة وتعيينها ويستطيع تبرير ذلك بتغير أحوال الطقس إذا أراد. القانون لا يحظر هذا.
ولكن في فتح حاليا رؤيه معينه لضرورات تعديل ما في الحكومة. وكل ما جرى في هذا المسار لا يتجاوز ما أعلن عنه رئيس الكتلة النيابيه لحركة فتح الأخ عزام الأحمد الذي تحدث عن تعديل وشيك في الحكومه نابع من ضرورات عمليه.
وفي تفاصيل هذه الرؤيه هناك مقالة للأخ نبيل عمرو نشرت اليوم تقرأها في جريدة الصباح.
أسوق هذا للقول أن هذا الموضوع لم يعد قيد التعتيم بل هو مطروح بالفعل ومنذ مده ولكن القرار عند الرئيس ولا نعلم بوجود أي خطة جاهزة للتعديل.
وأما في الخلفيه : يجب أن نعلم أن فتح بالوقت الحالي خارج الحكم ببعده الوزاري. وأنت تعلم أن الكثيرين من كبار موظفي السلطة هم من حركة فتح التي اسست السلطة بمشاركة فصائل م.ت.ف وتقاسمتها معها. وكثير من الكادر الحركي لفتح يرى من الصعوبة بمكان أن تستمر الحكومة بدون فتح. وهناك رؤيتان:
الأولى هي أن الأفضل لفتح البقاء خارج الحكم. وهناك مقابلة للنائب جهاد طمليه مع صحيفة الحياة الجديده (ص 5) يرى فيها أن "السلطة (ككيان سياسي) قد أخذت من فتح أحسن ما لديها ومنحتها أسوأ ما فيها".
وأما الرؤية الثانيه فهي أنه لا يجوز لفتح والوطن بحالة الطوارئ أن تجعل الإدارة الحكوميه بعيدة عن مسار مقود تمسك به حركة التحرير الوطني الفلسطيني لا سواها. وقد مررنا بتجربة سيطرة حماس على مصير موظفي السلطة وغالبيتهم من فتح فتعمدت حكومة حماس أن تقطع رواتب العسكر تمهيدا لإضعاف انتمائهم ومن ثم تدمير المؤسسة التي تتألف منهم. هذا الهاجس الكارثي يلاحق فتح ويقض مضاجع الكثيرين وكذلك يجعلنا على حساسية تجاه أي شيئ يتخذ طبيعة الإقصاء الوظيفي في ظاهره أو الباطن من شأنه.
س: على صعيد المفاوضات التي يخوضها الجانب الفلسطيني مع نظيرة الإسرائيلي ..هل هناك بصيص للأمل يرضي الشارع الفلسطيني لا سيما في ظل الإنتشار المتزايد للحواجز وزيادة الإجراءات الإسرائيلية بالضفة الغربية؟
ج: أول أمس اعتقلت إسرائيل 24 رجلا من فتح في الضفه. الحواجز لا علاقة لها بالأمن بل هي حواجز سياسية تضعها إسرائيل أمام منظمة التحرير والرئيس الفلسطيني لصد الفلسطينيين كشعب عن التجاوب مع القائد بما يخدم توفير الظرف الملائم للمفاوضات.
سياسة إسرائيل هي تشكيك الفلسطينيين بالسلام والهدف من ذلك هو تقوية معسكر رافضي السلام أي حماس. حماس في الضفة لا تقاوم ولا تسعى للحل.
وهي بذلك شريك مثالي لإسرائيل. أبو مازن خصم يجلب وجع رأس لإسرائيل. فهو رئيس حركة تحرير آمنت بالمقاومة. ويملك مشروعا للحل السلمي مدعوما دوليا.
لهذا يعتبر إفشاله هبرة طازة تسيل لعاب اليمين الإسرائيلي الذي يلتقي مع حماس . السلام.. بضاعة مكروهة في إسرائيل لأن الوصول إليه يستلزم وقف الإستيطان أي عصب المشروع الصهيوني التهويدي.
الصهيونيون يراهنون على عنصر الزمن: ومع الوقت حولوا يافا لتل أبيب والناصره للناصرة التحتا والقدس لأورشاليم ورام الله قد تصبح بسجات زئف والضفه يهودا والسامرة وباغلبيه يهوديه. عندها ما الحل؟ حماس الماخوذة ببريق السلطة لا تطرح أسئلة كهذه على نفسها, وهل تعرف لماذا؟ لأن الوضع الراهن هو الحل المثالي لحماس. فهي تسعى لسلطة تكلف قرشين ونصف في العام. هل لاحظت أنهم لا يدفعون رواتب لأحد في غزة غير جماعتهم بينما يتلقى كبار قادتهم رواتب شهرية من حكومة فياض ويسعون رغم ذلك لتدميرها؟!وفي العودة لسؤالك.. نعم هناك فرصه للسلام.. وهناك فرصه لأعداء السلام لتدميرها.
س: قطاع غزة : إلى أين يتجه الوضع فيه لا سيما وتهديدات حماس المتكررة بإقتحام معبر رفح والرد المصري على ذلك بأن صبرها "قد ينفذ" في حال نفذت حماس هذه التهديدات؟؟؟
ج: قطاع غزة يتجه إلى الصومال وأفغانستان وجنوب السودان. ما الذي يجعل غزة أفضل من الصومال؟ من الذي يجعل غزة تحت حصار حماس عليها أكثر بحبوحة من جنوب السودان؟ لا شيئ. ما هو افق المستقبل الذي تغريبنا به حماس في غزة؟ المستشفيات لا تكاد تملك سولار يكفي لتشغيل الماتورات الكهربائيه. السيارت بلا بنزين. الفصائل لا تجرؤ على التجمهر. والمواطنون لا يستطيعون السفر. ومن يعارض يقطعوا رجليه. هذا هو حكم حماس. في غزة يبكي الناس على ايام السلطة ومعبر رفح ومطار غزة والمعاشات المنتظمة وأفق الحل وأيام زيارة كلينتون وباب الأمل بالخلاص! إين غزة اليوم من هذا؟ حماس ضحكت على الناس بموضوع الفساد والفضائيات كيفت على حماس لأنها مصدر الخبر السيئ. الأخبار السيئة هي الأخبار المطلوبه عند الفضائيات. مواقف حماس كلها رفضوية وتدعو للتشاؤم. ولهذا ينقل الخبر الفلسطيني من زاوية ردة فعل حماس عليه.
س: كيف تنظر الى لقاء مشعل كارتر المرتقب؟
هناك أصوات في الغرب مؤيده لإسرائل موجوده في الصحافة والسياسه وتدعو للحديث مع حماس. أصدقاء إسرائيل في الغرب يريدون محاورة حماس. لا حبا فيها طبعا بل لعلمهم أن هذا إن حدث فإنه سيعيد المفاوضات إلى المربع الأول .
على الصعيد الفتحاوي:
س: أنظار الفتحاويين تتجه نحو عقد المؤتمر الحركي السادس لحركة فتح وقيادة فتح مصرة على عقده هل هناك من معلومات تريد أن تقولها في هذا الصدد؟؟
ج: نعم. التغيير في فتح اصبح أمر واقعا ومعلما جديدا للديمغرافيا القياديه في مستوى القاعده. البناء الجديد جاهز وطوبار السقف شبه ناجز أيضا. المؤتمر السادس سيوفر الصبة فقط. وهو سيعقد هذا العام على ارجح تقدير. لا مصلحة لأحد بتأخيره. يعجبنا كثيرا أن مؤتمرنا حديث الناس. ونقاشنا الداخلي يصل إلى أبعد فضائية. هل سمعت بمؤتمر أول أو سادس لخصومنا السياسيين؟ هناك ممنوع الآراء. أما عندنا فهناك مقولة متداوله: فتحاويان اثنان في الغرفه.. وثلاثة آراء. هل تعلم لماذا؟ لأن قراراتنا تتخذ بآلية التفكير والتفكير يتغير مع تغير الواقع. بهذه الطريقة اصبح عمر حركتنا 45 عاما شهدت انقراض الكثير من الأفكار وفي طليعتها الشيوعيه. وبعض اليساريين كمصطفى البرغوثي لا زالوا يعتقدون أن حماس (التي قطعت معاشات 160 ألف موظف لمدة 16 شهرا) هي الأفضل للشعب الفلسطيني من منظمة التحرير.أليس هذا بالأمر العجيب؟
س: هل هناك صراعات داخلية بين قيادات فتح بشأن عقد المؤتمر السادس؟
ج:نعم. هناك صراعان. واحد انتهى قبل عامين محسوما لصالح فكرة عقد المؤتمر والثاني صحي يجب الحفاظ عليه لأجل حيوية الحركة. ماذا تتوقع من حركة فيها أربع أجيال قياديه؟ الجيل المؤسس فوق السبعين. والجيل "الشاب" هو بين 48 و60 من العمر وهو جيل القيادة الموحده للإنتفاضة الأولى. وجيل "الأطفال السياسيين" حسب التوصيف المجازي هو بين 35 و48. هذه الفئة الأخيره هي جيل انتفاضة الحجارة. وأما جيل الأشبال فهو من المراهقة حتى النصف الأول من المرحله الجامعيه. أعتقد أن اي حركة تحافظ على وحدتها رغم غياب المؤتمر العام كل هذه السنيين ورغم هذه التركيبة الجيليه المعقده تستحق وصف "الحركة العملاقه". هل شاهدت مظاهرة المليون التي خرجت بغزة وداست لحية الإنقلاب في ذكرى استشهاد ابو عمار؟ مؤخرا قال لي ناطق إعلامي لتنظيم غير موجود في فلسطين ومقره دمشق أن سياسة فتح لا تمثل نبض الشارع!