السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

زفاف ابنة مشعل في دمشق يتحوّل مهرجاناً سياسياً.. زعيم حماس يهدد إسرائيل بـ "آلة الإنجاب الفلسطينية"

نشر بتاريخ: 13/04/2008 ( آخر تحديث: 13/04/2008 الساعة: 10:32 )
بيت لحم- معا- تحولت حفلة زفاف فاطمة مشعل، كريمة رئيس المكتب السياسي لـ حماس خالد مشعل، والشاب السوري - الفلسطيني طارق ارشيد "مهرجاناً خطابياً"، اختصر مشعل رسالته السياسية بالقول ان هذا الزواج يعني ان "لا تنازل عن حق العودة الى اراضي العام 1948".

وأعرب مشعل وفق "الحياة" اللندنية عن الأمل بأن ينجب العروسان "جيل تحرير فلسطين"، محذراً الاسرائيليين من ان "آلة الانجاب الفلسطينية شغالة 24 ساعة".

وكان مقرراً ان تقام حفلة الزفاف في قاعة للافراح بين دمشق ومنطقة السيدة زينب، وفق ما كتب على بطاقة الدعوة، غير ان المدعوين فوجئوا لدى وصولهم اليها انها انتقلت الى مكان آخر، لاعتبارات امنية.

وحضر الحفلة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين المتقاعدين وقادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها، بينهم امين عام الجهاد الاسلامي رمضان عبدالله شلح ومسؤول الخارج في "الشعبية" ماهر الطاهر، اضافة الى سفراء دول عربية واسلامية، بينهم السفير الايراني احمد الموسوي الذي سماه احد الحاضرين مداعبة "شيخ الارهابيين" انتقاداً للتوصيف الاميركي.

وخيمت الطقوس السياسية على "حفلة الزفاف"، فتقدمت كلمة فلسطين في الخطابات وتراجعت الكلمات العاطفية ذات العلاقة بطقوس الزواج، بدءاً بكلمة الشكر التي وجهها شقيق العريس الى المدعوين و "على رأسهم" المعلم، وصولاً الى كلمة شيخ المقرئين الذي تمنى على القادة العرب ان «يوحدوا كلمتهم كي ينتصروا على العدو" الاسرائيلي.

وبعدما نبه مقدم "المهرجان الخطابي" الواقف على المنصة شلح ان يختصر كلمة الفصائل الفلسطينية بخمس دقائق، خصص الأخير خطابه كي يرحب أيضاً بالوزير المعلم "في دياره"، قبل ان يعبر عن الامتنان لسورية لاستضافتها الفلسطينيين وتحملها الضغوطات.

وبين خطاب وآخر كان المذيع يطلب من الحضور، الوزراء والمسؤولين والسفراء وغيرهم، ان يكبروا "كي تسمع غزة" صوتهم، الى ان حان وقت خطاب مشعل الذي خصص للأمور السياسية ايضاً. وقال ان كون ابنته فاطمة من لاجئي العام 1967 وصهره طارق من لاجئي العام 1948 "يعني ان الشيء الطبيعي ان يتمكن ابنهما من الذهاب الى اراضي 1948، أي ان حق العودة مقدس يتضمن عودة الفلسطينيين الى أراضي العام 1948".

وأشار الى قول بعض الاسرائيليين ان "آلة الانجاب الفلسطينية توقفت"، معرباً عن الأمل في ان تنجب هذه الاسرة الجديدة "جيل التحرير"، بعدما كان الجيل السابق هو "جيل الممانعة والمقاومة".

وبعث الى الاسرائيليين بـ "رسالة تحذير" مفادها ان "آلة الانجاب الفلسطينية شغالة 24 ساعة" ليضرب مثلاً بنفسه حيث لديه سبعة أطفال. ومازح الحضور بالقول إن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية لديه 18 طفلاً "يمكنونه من تشكيل حكومة شرعية ومنتخبة منهم".

ولم ينس مشعل ان يشكر سورية التي "ستبقى درعاً حصيناً". وقال: "نعرف حجم الضغوط التي تعرضت لها سورية ليس على زمن مشعل وشلح (واقامتهما في سورية)، بل من زمن ارهابيين سابقين مثل (زعيم الجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد) جبريل" الذي مثله نائبه طلال ناجي في الحفلة.

وكان لافتاً ان مسحة من الفكاهة طبعت خطاب مشعل الذي مزج بين المواقف السياسية المعروفة لـ حماس مع قفشات أضحكت الحاضرين مرات عدة، امام عدسات المصورين الخاصين. وقال: "طالما ان الشعب مؤمن والشعب يتكاثر ونحن في حضن سورية، فإن اسرائيل بدأت العد العكسي للزوال. هذه ليست احلاماً معسولة، بل منطق الحق واليقين".

ومع نهاية الخطابات، اختتمت "حفلة الزفاف"، أو على الاقل خرج كبار المسؤولين والسفراء من القاعة مودعين بالقبلات أمام عدسات الكاميرات التي كانت تنقل التفاصيل على شاشات كبيرة. وامتزجت كلمات المجاملة بتمنّي اطيب التمنيات الى العروسين بـ "الأمل على اللقاء في القدس ولدى تحرير فلسطين".