بسبب شح الوقود في القطاع- شخصيات سياسية وموظفون وطلبة وعمال يتساوون في "رياضة المشي"
نشر بتاريخ: 13/04/2008 ( آخر تحديث: 13/04/2008 الساعة: 11:10 )
غزة- معا- عادوا لرياضة المشي وبعضهم عاد للدراجات الهوائية الآلية والنارية وآخرون انتظروا وقت طويل لسيارة ضلت الطريق، هذا هو حال مدينة غزة التي اقتربت فيها المسافات وتباعدت واصبح المشي صفة حميدة فهو ينظم الدورة الدموية ويعدل المزاج.
آلاف المواطنين والطلبة بالمدارس والجامعات في مدينة غزة وكافة أرجاء القطاع لا يوفقون في إيجاد توصيلة تقلهم إلى أعمالهم، ويضطر بعضهم إما للركض لحاقاً بسيارة بدت علاماتها من آخر الطريق أو لدفع ما يأمر به " البيه" السائق لأنه " لا بديل" أو يضطر آخرون لنفض الغبار عن ملابسهم الصباحية الأنيقة والمشي مسافات طويلة ومن ثم قد يعود البعض أدراجهم فلا سبيل لمن يقطن خانيونس المشي حتى يصل لمكان عمله في غزة.
مواطن غزي من حي الشجاعية حوّل سيارته الشخصية طراز "رينو 5" إلى سيارة على الخط، "أجرة" وأقسم يميناً قاطعا أنه بعد معاناة استطاع تعبئة انبوبة الغاز التي يستخدمها بدلاً من السولار بمائة شيقل، ولتوصيلة صغيرة من مكان لآخر في حي الشجاعية طلب من الركاب دفع ثمن توصيلتين لأن الغاز "مرتفع الثمن".
اما السائق ابو رامي والذي يتعامل مع المكاتب الصحافية بمدينة غزة فقد احتاط لهذا الزمان الذي عزَ فيه السولار والقطران وقام بتخزين ما يعادل ثلاثة جالونات من الحجم الصغير ممتلئة بالبنزين بعد شرائه الجالون الواحد بما يعادل 150 شيقلا.
وقال لـ "معا": "لا شك ان الوقود بغزة اصبح يباع بالسوق السوداء فبدلا من شراء الجالون الواحد الذي يقدر بـ 20 لتراً بما يعادل 5.5 شيقل للتر الواحد فقد أصبح يباع 12 لتراً بما يعادل 200 شيقل إن وجد".
وأكد على أنه سيقوم بشرائه حتى لو ارتفع ثمنه أكثر لانه لا يستطيع أن يتوقف عن العمل فلا مجال للتوقف عن العمل في ظل هذا الحصار.
الصحافية فداء والتي تقطن حي الشجاعية شرقي غزة اضطرت لمشي مسافة تقدر بخمسة كيلو مترات صباح اليوم لتصل إلى أقرب نقطة تتجمع فيها سيارات الاجرة والتي تعمل طبعاً على الغاز.
اما الطريف في الموضوع فهو قيام شخصيات وطنية وسياسية ووجهاء مجتمع بتحويل سياراتهم إلى غاز كي يتمكنوا من الاستمرار بالتوجه إلى أماكن عملهم, اما آخرون فلم يجدوا بداً من استغلال الحيوانات كالحمير في تنقلهم ونقل امتعتهم من مكان لاخر.