اربع واربعون شخصية مسيحية لبنانية توقع اعتذاراً مكتوباً من الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 13/04/2008 ( آخر تحديث: 13/04/2008 الساعة: 12:57 )
بيت لحم- معا- تحت عنوان "نداء إلى الأخوة الفلسطينيين في لبنان"، وعشية ذكرى الحرب اللبنانية، وقّعت 44 شخصية مسيحية لبنانية إقراراً مكتوباً للاعتذار عن "أعمال غير مبررة أدت إلى سقوط ضحايا من الفلسطينيين".
وجاء في النداء: "في الذكرى الثالثة والثلاثين لاندلاع الحرب اللبنانية، وردّاً على الاعتذار الصادر عن السيد عباس زكي، ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الجمهورية اللبنانية، بتاريخ 7 كانون الثاني 2008 نود بدورنا أن نقرّ أنه خلال تلك الحرب الطويلة صدرت أحياناً عن بعضنا، نحن اللبنانيين المسيحيين، أعمال غير مبررة أدّت إلى سقوط ضحايا بريئة من إخواننا الفلسطينيين. هذا الأمر يؤلمنا ونود أن نعتذر عنه، سائلين الله أن يلهمنا التعويض، ما أمكن، عن كل ظلم اقترفناه. وإننا ندعو إخواننا الفلسطينيين إلى التواصل والحوار في ما بيننا خدمة لعيش كريم وآمن وأخوي للجميع. مع ثقتنا بأن ما نعرب عنه ههنا يشاطرنا إياه آخرون كثيرون من إخواننا اللبنانيين".
الموقعون: إدمون ابراهيم، نديم أبو ديب، إيلي أبو ملهم، فادي أبي راشد، ماري فرانسواز ديليفير أبي عازار، المطران جورج اسكندر، روجيه جعارة، جو حكيم، جورجيا حداد، الأب أنطوان خضرة، جورج خوري، ضومط خوري، إليان راهب، الأب فؤاد زيادة، روبير سيكياس، رامز سلامة، د.باميلا شرابيّه، أسعد شفتري، ناجي شلالا، زينة صفير، رجينا صنيفر، د.جانين صوما، جورج صوان، الأب هادي ضو، الأب بول عبد الساتر، ألكسندرا عسيلي، الأب مارون عطا الله، ماري أنطوانيت عطيه، نبيه عقيقي، اميل عون، بيار عيسى، المطران سليم غزال، نعمة فخري، تريز فرّا، طوني فغالي، د.أنيس مسلّم، د.أنطوان مسرّة، فادي مجاعص، د.جان جميل مراد، ريموند معلوف، جهاد معلوف، نهرا مندلق، الأخ نور، فادي نون.
وكان اعتذار زكي، المذكور أعلاه، قد ورد ضمن "إعلان فلسطين في لبنان"، ومما جاء فيه: "... لا فائدة الآن من استعادة السجال السياسي الذي حكم الفترات (من العام 1948 وحتى العام 1982). لكن الإنصاف يقتضي القول أن ذلك الوجود الفلسطيني في لبنان، بحجمه البشري والسياسي والعسكري، قد أثقل كثيراً على هذا البلد الشقيق ورتّب عليه أعباء فوق طاقته واحتماله، وبالتأكيد فوق نصيبه المعلوم من واجب المساهمة في نصرة القضية الفلسطينية، الأمر الذي أصاب دولته واقتصاده واجتماعه الإنساني وصيغة عيشه إصابات بالغة ما عادت خافية على أحد. كذلك من الإنصاف القول إن التورط الفلسطيني في لبنان، على نحو ما شهدنا، وبخاصة في أثناء حروب 1975-,1982 إنما كان في مجمله قسرياً بفعل ظروف داخلية وخارجية أشبه ما تكون بالظروف القاهرة. لا نقول هذا تنصلاً، ولا من قبيل نسبة ما جرى إلى "المؤامرة"، بل رفقاً بالضحيتين، وفتحاً لباب المراجعة، ومساعدة لأنفسنا جميعاً على تنقية الذاكرة. وأياً ما كان الأمر، فإننا من جانبنا نبادر إلى الاعتذار عن أي ضرر ألحقناه بلبنان العزيز، بوعي أو من غير وعي. وهذا الاعتذار غير مشروط باعتذار مقابل...".
وعلق عباس زكي ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في لبنان في بيان اليوم "نحن سعداء جدا بتبادل الاعتذار الذي يعبر عن احترام الفلسطينيين للبنانيين وكذلك احترام اللبنانيين لإخوتهم الفلسطينيين فضلا عن الإقرار بقدسية قضية كل من الشعبين اللذين تعرضا للقهر والمعاناة لفترة طويلة من الزمن بسبب الخرائط السياسية المفروضة على المنطقة".
وأضاف زكي "أن خطوة الاعتذار المتبادل تشكل بداية طيبة للفهم المتبادل لحاجة اللبنانيين إلى الاستقرار وحاجة الفلسطينيين إلى العودة لديارهم، ونحن من جهتنا أكدنا ونؤكد بعد إعلان فلسطين أننا نضع أنفسنا بتصرف الوحدة اللبنانية والاستقرار الأمني اللبناني ولن ندع أحدا يعبث بعلاقتنا الطيبة مع لبنان دولة وشعبا".
وشدد زكي على "أهمية التواصل الدائم بين السلطتين الفلسطينية واللبنانية، لما فيه خير الشعبين ولما من شأنه أن يمارس ضغطا من اجل حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة أرضه وأيضا من اجل حماية لبنان وتحصينه ضد أي محاولة لإعادته إلى الوراء".