تقرير حقوقي يستنكر عملية الاغتيال لمواطنين في طولكرم ويطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته
نشر بتاريخ: 24/10/2005 ( آخر تحديث: 24/10/2005 الساعة: 14:57 )
غزة- معا- استنكر تقرير حقوقي صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اغتيال قائد سرايا القدس في الضفة الغربية لؤي السعدي ومرافقه ماجد الأشقر, معتبراً إياها جريمة جديدة من جرائم القتل خارج نطاق القضاء تنفذ في مخيم طولكرم.
وأوضح التقرير الذي وصل "معا" نسخة منه أن جريمة الاغتيال هذه هي الثانية بعد اعلان قوات الاحتلال أنها ستقَلِّص من عمليات الاعتقال التي تنفذها ضد من وصفتهم بالمطلوبين الكبار في مناطق الضفة الغربية، مشدداً على انه كان بإمكان قوات الاحتلال اعتقال كل من الأشقر والسعدي، بدلاً من قتلهما.
وعن وقائع جريمة الاغتيال وفق التحقيقات التي قام بها المركز قال: إنه في حوالي الساعة 10:00 مساء أمس، اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبأعداد كبيرة، مدينة طولكرم، ومخيمي طولكرم ونور شمس، إلى الشرق منها، وفرضت حظر التجول على سكانها،وتمركز عدد من تلك الآليات في منطقة مربعة حنون، شرقي مخيم طولكرم.
وفي حوالي الساعة 10:30 مساءً، كانت سيارة مدنية فلسطينية، من نوع "سوبارو" بيضاء اللون قادمة من الجهة الغربية للمخيم إلى المنطقة، أجبرها الجنود على التوقف، وأخرجوا سائقها منها، ودون سابق إنذار، فتحوا النار تجاه شخص كان يجلس في المقعد الخلفي، ما أسفر عن إصابته واستشهاده على الفور.
وفي وقت لاحق تبين أن الشهيد هو المواطن ماجد سمير الأشقر، 28 عاماً من قرية صيدا، شمالي طولكرم، وبعد سماع إطلاق النار خرج مسلح فلسطيني من احد الأزقة لاستطلاع الأمر، وعندما شاهده جنود الاحتلال فتحوا النار تجاهه، فأصابوه بعيارين ناريين في قدمه ويده، فر المواطن المذكور بعد أن أطلق عدة أعيرة نارية باتجاه الجنود، إلى أحد المنازل المجاورة، "ويعود لعائلة عاصي"، واختبأ في داخله، فأطلق الجنود كلاباً بوليسية وضعت على رؤوسها أجهزة مراقبة، وراءه، وبعد أن حددوا مكان اختبائه، لاحقته مجموعة من الجنود، فيما تمركزت مجموعة أخرى على سطح منزل مقابل، وأطلقت قذيفة مدفعية باتجاه سطح الطابق الثالث لمنزل عاصي.
وفي تلك الأثناء كان المواطن المذكور يصعد الدرج، فأطلق الجنود النار عليه من مسافة قريبة جداً، واستشهد على الفور.
وأفاد شهود عيان لباحث المركز أنهم شاهدوا حوالي عشرة أعيرة نارية على الدرج الموصل للطابق الثالث من المنزل، فيما شاهد باحث المركز الدماء وهي تغطي هذا الدرج.
وفي حوالي الساعة 8:45 صباح اليوم انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة، واحتجزت جثماني الشهيدين، وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً أعلنت أن الشهيد الثاني هو المواطن لؤي جهاد السعدي، 26 عاماً من بلدة عتيل، شمالي طولكرم، "قائد سرايا القدس في الضفة الغربية".
من جهته أكد المركز الفلسطيني على أن سياسة الاقتحامات والاعتقالات والقتل العمد التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل شبه يومي في الضفة الغربية، يزيد من حالة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويهدد بسقوط المزيد من الضحايا في صفوف الفلسطينيين.
ودعا المركز المجتمع الدولي الخروج عن صمته حيال تلك الجرائم التي تنفذ في الضفة الغربية، مطالباً الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.