الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الإسلامية المسيحية تحذر من مساع إسرائيلية لتحويل المقدسيين إلى أقلية عربية في القدس

نشر بتاريخ: 14/04/2008 ( آخر تحديث: 14/04/2008 الساعة: 12:28 )
القدس- معا- حذر الامين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات الدكتور حسن خاطر من ان سلطات الاحتلال شرعت منذ ايام في تنفيذ مخطط "خطير يستهدف الوجود العربي في مدينة القدس".

وقال ان سلطات الاحتلال وبعد ان أعادت رسم وتشكيل جغرافيا القدس وفق مخططاتها وإطماعها الاستعمارية من خلال الجدار والاستيطان ومنطق الاحتلال المعروف، انتقلت هذه الايام الى خطوة خطيرة تستهدف الوجود العربي في القدس، حيث شرعت بلدية الاحتلال في الترويج لبطاقات جديدة ستفرضها على جزء من المقدسيين ممن تتوفر فيهم شروط خاصة، اهمها الإقامة داخل حدود الجدار، وهي تعمل على فرض هذه البطاقات بالترغيب والترهيب، وقد قامت من خلال إعلانات دعائية تبثها عبر وسائل الإعلام المحلية في المدينة بربط هذه البطاقات بامتيازات مادية وترفيهية خاصة للإيقاع بالمواطن المقدسي في "هذا الفخ الخطير".

وبين الدكتور حسن خاطر ان هذه الخطوة تهدف الى إعادة تشكيل الوجود العربي في مدينة القدس وفق التفصيل الجغرافي الجديد للمدينة، وقال ان هذه الخطوة اذا تمت ستؤدي الى تجريد عشرات الآلاف من المواطنين من مواطنتهم المقدسية، واتمام الفصل النهائي لكل الاحياء والضواحي التي عزلها الجدار.

وقال ان هذه المعايير الاحتلالية الصرفة التي سيحدد بموجبها من هو "المقدسي" ستؤدي الى نتائج خطيرة على المدى القريب والبعيد اهمها: نسف احتمالية التوازن الديمغرافي في القدس بين المقدسيين واليهود حيث ستؤدي هذه الخطوة الى تهميش الوجود العربي في المدينة وتحويله الى أقلية تتآكل يوما بعد يوم, وتكريس سياسة الاحتلال في تجزئة الشعب الفلسطيني وتفتيت وحدته الوطنية والسياسية تحت مسميات ولافتات "بغيضة"، وهذا هو الوجه الآخر لتمزيق وتفتيت الجغرافيا الفلسطينية التي شرعت فيها سلطات الاحتلال منذ اوسلو الى اليوم- كما قال.

وحذر الدكتور خاطر من الاستهانة بهذا الاجراء "الذي سيؤدي في حال تنفيذه الى التخلص من 40%من المقدسيين".

وقال "ان هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تكثف فيه سلطات الاحتلال من هجمتها الاستيطانية على كل شبر في المدينة، وبعد ان احكمت قبضتها على الجغرافيا التي تناسبها، حيث أصبح الآن التخلص من الوجود العربي في القدس يحتل قائمة الاولوية في استراتيجية الاحتلال التي تسعى نحو "قدس يهودية" خالية من الوجود العربي ما امكن".

واردف خاطر ان هذه الخطوة التي بدت صغيرة في نظر وسائل الاعلام تمثل في الحقيقة خطوة كبيرة في المخطط الديمغرافي الذي يسعى الاحتلال الى فرضه على مستقبل المدينة.

وطالب الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات القيادة الفلسطينية العمل على كل المستويات من اجل مواجهة هذه الاجراءات، "لأن العبث بوجودنا وجذورنا في القدس واعادة تفصيله حسب المقاس الاسرائيلي ليس شأنا اسرائيليا ولا يمكن ان يكون كذلك".