في الذكرى السادسة لاعتقاله- النائب قراقع: الهدف من اعتقال مروان البرغوثي كان رأس ياسر عرفات
نشر بتاريخ: 14/04/2008 ( آخر تحديث: 14/04/2008 الساعة: 13:07 )
بيت لحم- معا- كشف النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي أن الهدف السياسي من وراء اعتقال الأسير مروان البرغوثي كان ياسر عرفات وان التحقيق القاسي مع البرغوثي قد تركز حول ياسر عرفات والانتفاضة التي اندلعت عقب فشل مباحثات كامب ديفد واتهام أبي عمار وقيادة حركة فتح بإعطاء الضوء الأخضر لها- كما قال.
جاءت أقوال قراقع مع حلول الذكرى السادسة لاعتقال النائب مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح الذي اعتقل من مدينة رام الله يوم 15/4/2002 على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي والذي حوكم بالسجن خمس مؤبدات وأربعين عاماً ويقبع الآن في سجن هداريم داخل إسرائيل.
وأوضح قراقع أن مائة يوم من التحقيق العنيف والمذل التي واجهها البرغوثي في أكثر من مركز تحقيق كالمسكوبية وبيتح تكفا والجلمة والسجن السري، تركز الجزء الأكبر فيها حول علاقته بياسر عرفات وتمويل نشاطات الانتفاضة والقرارات الصادرة حولها في محاولة إسرائيلية لإدانة ياسر عرفات الذي اعتبره شارون غير شريك وفرض حصاراً على المقاطعة مقر إقامته وقام بتدمير مقرات السلطة وإعادة احتلال المناطق الفلسطينية في عملية أطلق عليها "السور الواقي".
وكانت الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعتبر مروان البرغوثي الذراع المساند لياسر عرفات ومفجر الانتفاضة وصوتها العالي وتحاول أن تجد أي إدانة لياسر عرفات كمبرر لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بتدمير السلطة وإعادة الاجتياحات العسكرية وتدمير اتفاقيات أوسلو وتنفيذ مخطط الفصل.
وحسب البرغوثي فان كبار المحققين الإسرائيليين الذين تناوبوا على استجوابه في أقبية التحقيق كانوا ينتظرون أية معلومات تدين الرئيس الراحل ياسر عرفات معتبرين ذلك حسب أقوالهم جوهر التحقيق وخاصة علاقته بكتائب شهداء الأقصى.
وقال قراقع: كان رد البرغوثي حاسماً وقاطعاً في التعامل مع المحققين حيث رفض التجاوب معهم والتعاطي مع اتهاماتهم التي اعتبرها باطلة وان اعتقاله غير شرعي وغير قانوني وكان يفضل الموت على التجاوب مع سياسة وأساليب المحققين.
وقد استخدمت أساليب تعذيب قاسية واهانات مذلة بحق البرغوثي طوال مائة يوم من التحقيق وخاصة حرمانه من النوم والضغوطات النفسية والشبح والتحقير والعزل الانفرادي.
ويقول مروان بهذا الصدد "يبدو جلياً ان هذه الأساليب الإحباطية والنفسية والمصحوبة بالنزعة العنصرية والغرور وتشويه الحقائق والتاريخ كانت تستهدف مني اعترافاً على ياسر عرفات الرأس المطلوب واقراراً مني بفشل الانتفاضة والمقاومة وعدم جدواها..".
كان هم حكومة شارون حينها أن تجد مبرراً ودلائل تعزز مصداقية حربها العسكرية وإعادة احتلالها لمناطق السلطة الفلسطينية وإعلان أن الرئيس عرفات (لا شريك) وليس ذي صلة وأنه لا يريد السلام.
اعتقد الإسرائيليون أن مروان البرغوثي هو الدليل والشاهد الذي يوصلهم إلى هذه الغاية ولكنهم فشلوا أمام صمود مروان ورفضه لكل هذه الادعاءات.
وقد تبين أهداف المحققين مع البرغوثي من خلال أقوالهم أن رئيس الحكومة شارون ورئيس الشاباك ووزير الدفاع يتابعون أولاً بأول مجريات التحقيق مع البرغوثي وأنهم غاضبون لأن مروان يرفض الحديث وهذا سيدفعه ثمناً غالياً.
وهدد المحققون مروان بأنهم سيجعلونه يفقد السيطرة على نفسه وعلى عقله وأنه سيقضي طوال حياته بالسجن.
يقول مروان البرغوثي: "أقطع يدي ولا اكتب اعترافاً، واني اعتبرت نفسي في مهمة نضالية وأنني أمثل الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة ومقاومته الباسلة وإذا كان الجلاد يملك من أدوات القتل والتعذيب والقهر الكثير وأنا منفرد وأسير مقيد لا أملك سوى إرادة المقاومة والإيمان المطلق بعدالة قضية شعبي وإذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي فسأدفع هذا الثمن".
قراقع أوضح أن اعتقال البرغوثي جاء ضمن مخطط بدأ فيه جيش الاحتلال عمليات السطو المسلح في الضفة الغربية والحصار والعدوان ليرتكب خلاله سلسلة من المجازر في جنين ونابلس ورام الله ويحاصر المقاطعة وكنيسة المهد وأن اعتقال البرغوثي اعتبرته حكومة إسرائيل صيداً ثميناً كفيلاً بإنهاء الانتفاضة وضرب معنويات الشعب الفلسطيني.
شارون قال حينها: "أنه يؤسفه إلقاء القبض على البرغوثي وكان يتمنى أن يكون رماداً في جرّة".
أما الياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت فقد قال: "ان البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاماً ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يجب أن يحاكم بلا رحمة وأن يبقى في السجن حتى موته".
أما وزير "الدفاع" موفاز فقد قال: "ان اعتقال البرغوثي هو هدية جيش الدفاع للشعب الإسرائيلي في عيد الاستقلال".
والبرغوثي أوضح أن هذا الحقد من وراء اعتقاله برز من خلال إصرارهم على معرفة العلاقة بالرئيس ياسر عرفات مدعين أن لديهم معلومات تفيد أن البرغوثي مكلف بقيادة الانتفاضة وأن عرفات زوده بالمال والسلاح.
وقد حاول المحققون إغراء مروان بأن التعاون في هذا الملف سيساعد كثيراً في إغلاق الملف.
يقول مروان بهذا الصدد: "ان التحقيق حول علاقتي بأبي عمار أخذ عدة أسابيع من جولات التحقيق مورست عليّ فيه ألوان لا تحصى من الضغط والتعذيب..".
لقد تحولت محاكمة البرغوثي إلى محاكمة دولة الاحتلال مستقطباً مروان الأوساط الدولية السياسية والقانونية والإعلامية وقد أعلن في المحكمة عدم اعترافه بصلاحية إسرائيل في اعتقاله واختطافه وأن التحقيق معه ومحاكمته جريمة من جرائم الحرب وأن الاحتلال هو أعلى مراحل الإرهاب.
وكانت حكومة إسرائيل قد وجهت لائحة اتهام سياسية لمروان تهدف إلى محاكمة القيادة الفلسطينية ورموزها وأساليب كفاحها أمام القضاء الإسرائيلي من منطلق تشويه هذا الكفاح ووصفه بالإرهاب.
منذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها البرغوثي في قاعة المحكمة وأمام الحشد الإعلامي الهائل رافعاً يديه المقيدتين والتلويح بقبضة واحدة باليدين صارخاً الاحتلال إلى زوال... الانتفاضة ستنتصر.. تحول البرغوثي إلى رمز وطني عالمي وإنساني ورقماً سياسياً هاماً في الدفاع عن حقوق شعبه المشروعة.
قراقع قال: "إن 6 سنوات من اعتقال البرغوثي لم تنجح خلالها حكومة إسرائيل من كسر الإرادة الفكرية والسياسية له.. وأن الإسرائيليين بدأوا يدركون أن هذا الرجل المحبوب من شعبه ومن كل الأحرار في العالم قد نجح في تعرية الاحتلال وممارساته وأنه يشكل لهم احراجاً دائماً أمام المجتمع الدولي خاصة أنه يطالب بالسلام القائم على إنهاء الاحتلال وأن السلام والاحتلال لا يتعايشان".
معجزة مروان انه استطاع أن يخترق المجتمع الإسرائيلي الذي بدأ يصدق مروان ولا يصدق حكومته ومبرراتها وادعاءاتها مما دفع أوساطاً رسمية في حكومة إسرائيل للبدء بإعادة النظر في اعتقال مروان البرغوثي والمطالبة بإطلاق سراحه.
احدث استطلاعات الرأي في إسرائيل أشارت أن 71% من الإسرائيليين يؤيدون إطلاق سراح البرغوثي.
وفي آخر رسالة من البرغوثي موجهة إلى حركة السلام الآن بمناسبة مرور 30 عاماً على إقامتها دعا إلى مصالحة تاريخية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وبما يكفل وجود دولتين لشعبين تنهي وجود الاحتلال بكافة مظاهره في الأراضي الفلسطينية.