العشرات من مطاردي الاقصى يعودون الى مقاطعة جنين بعد تلقي وعود بدمجهم في الاجهزة الامنية
نشر بتاريخ: 14/04/2008 ( آخر تحديث: 14/04/2008 الساعة: 15:12 )
جنين- تقرير معا- عاد خمسة واربعون مطارداً فلسطينيا الى مقر المقاطعة في جنين, بعد خمسة ايام على مغادرتها, احتجاجا على ما وصفوه بعدم وفاء السلطة بالتزاماتها تجاههم.
وقال زكريا الزبيدي احد قادة كتائب الاقصى إن عودة المطاردين وجميعهم من كتائب الاقصى تمت بموجب تفاهم مع الرئيس محمود عباس لتحسين اوضاع المطاردين, وعائلاتهم, بعد أن وافقوا على المكوث في المقرات الامنية بموجب اتفاق فلسطيني- اسرائيلي للعفو عنهم.
من جانبه أكد عامر عامر السعدي, رئيس مرجعية حركة فتح في مدينة جنين, في حديث لـ "معا" عودة المطاردين الى المقاطعة, وعلى رأسهم زكريا الزبيدي بعد جهود بذلتها الحركة مع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله, تعهدت خلالها السلطة بتحسين اوضاعهم المعيشية والنفسية- كما قال.
وأضاف السعدي " نقلنا للقيادة الفلسطينية في رام الله صورة الاوضاع التي يعيشها المطاردون, وأوضحنا لها الصعوبات التي يواجهونها بعد التزامهم منذ شهور عدة باتفاق العفو وبقائهم في مقرات الامن الفلسطيني".
وأكد التزام كافة المطاردين المشمولين باتفاق العفو بشروط الاتفاق, والتزامهم بشرعية الرئيس محمود عباس وقرارات السلطة الفلسطينية.
وأشاد السعدي بدور ابناء كتائب الاقصى في "حفظ النظام" عندما كانت الاجهزة الامنية لا تتمكن من ذلك في فترات سابقة, مؤكداً على دورهم كذلك في خدمة ابناء شعبهم والتصدي للاحتلال- حسب قوله.
وطالب الرئيس محمود عباس, ورئيس الوزراء سلام فياض, بإنصاف المطاردين في كتائب الأقصى, ليتسنى لهم العيش بحياة كريمة, مثلهم مثل باقي أبناء شعبهم, مؤكدا, أنهم جزء هام من أبناء الشعب الفلسطيني, وحالة نضالية مرموقة.
من ناحيته اوضح الزبيدي أن سبب مغادرة المطاردين للمقاطعة يعود الى عدم وفاء السلطة بوعودها التي قطعتها على نفسها بتأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم, بعد وقف مطاردة عدد منهم من قبل قوات الاحتلال, والتزامهم بمقر المقاطعة, قائلا: "مرت شهور دون أن تفي السلطة بتعهداتها, مما اضطرهم إلى الخروج من المقاطعة".
وأضاف, أن مطالبنا بسيطة جدا, وهي توفير الحياة الكريمة لنا ولعائلاتنا, وخاصة أن معظم المطلوبين من الكتائب متزوجون, ولهم أطفال وعائلات, هم مسؤولون عن توفير مستلزماتهم, والتي أصبحوا عاجزين عن توفير الحد الأدنى منها.
وأشار، إلى أن اتصالات أجريت مع الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية، وكبار المسؤولين في السلطة الوطنية، أفضت إلى إنهاء أزمة مطاردي شهداء الأقصى، وعودتهم إلى مقر المقاطعة.
ونفى الزبيدي، وجود أية علاقة تذكر بين ما حدث وموقف كتائب الأقصى المعلن بشأن التهدئة مع الجانب الإسرائيلي، مشيرا الى أن ما حصل فقط للمطالبة بتحسين ظروف معيشة هؤلاء المطاردين.
وقال: "إننا ندرك جيدا أن الموقف التفاوضي الفلسطيني ضعيف إذا ما قورن بالموقف الإسرائيلي المتعنت، ولكن ما يتعلق بأوضاعنا المعيشية الصعبة، فالأمر مرهون بيد السلطة الوطنية، وهو ما دفعنا مضطرين إلى مغادرة المقاطعة".
وأضاف, أن تعليمات الرئيس أبو مازن, إلى قيادة الأجهزة الأمنية, تضمنت بضرورة العمل على تسوية أوضاع المطاردين, ودمجهم في الأجهزة الأمنية, وتوفير الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم, مشيرا الى "أن هذه التعليمات ساهمت في عودة المطاردين إلى مقر المقاطعة".
بينما "أبو يعقوب", احد ابرز قادة كتائب شهداء الأقصى, في جنين, قال "بعد أن شعرنا أن كل الأبواب قد أغلقت أمامنا, وان مطالبنا لم تتحقق, على الأقل تيسير الحياة المعيشية, حتى نستطيع تلبية طلبات أطفالنا وزوجاتنا, اضطررنا للخروج من المقاطعة, كشكل من أشكال الاحتجاج, والمطالبة بحقوقنا المشروعة, ولكن بعد تعليمات الرئيس ابو مازن, للجهات المختصة في السلطة الفلسطينية, بحل القضايا الخاصة بكتائب شهداء الأقصى, عدنا من جديد إلى المقاطعة, على أمل حل المشاكل بشكل نهائي, وحتى يتسنى لنا ولعائلاتنا العيش بكرامة".