الحديث ذو شجون مجرد أسئلة !!! بقلم - فايز نصار
نشر بتاريخ: 15/04/2008 ( آخر تحديث: 15/04/2008 الساعة: 19:56 )
بيت لحم - معا - يحتار الكتاب في سبل الدخول إلى مواضيعهم ، ويترددون كثيرا في اختيار مقدمات كتاباتهم ، بين طرفة شاردة ، ومأثور عالق ، إلى سؤال يفتح شهية القارئ !
والأسئلة أسلوب طُبع عليه كثير من الكتاب في مقدماتهم ، وفي أحشاء عروضهم .. مدركين كثافة المعلومات ، التي يمكن أن تصل المتلقين ، في متن سؤال استنكاري ساخط ، أو استفهام تقريري موافق ، أو تعجب من أمر طارئ يساق مذيلا بعلامة استفهام ... وغير ذلك من أساليب البلاغة العربية .
وقد يحتاج السؤال إلى إجابة شافية ، تكون عجزا لصدر استفهامي ، تماما كما أن السؤال قد يحمل في طياته إشارات الإجابة المطلوبة ، أو الاستهجان المقصود ، أو التوقع المحسوب .
وبدون أطالة رأيت أن تكون الأسئلة خط الإنتاج في حديث اليوم ، مع التنويه مسبقا إلى أن بعض الأسئلة تحتاج إلى أجوبة ، من شخوص يسيرون بيننا ، وبعضها يبحث عن أبطال ، يأتي الردّ الجريء في كلام يجب أن يصدحوا به ، وقد تكون أنت يا قارئ هذه الكلمات البطل الموعود ، الذي يملك الإجابة الشافية ... ثم أن بعض الأسئلة تعبر عن مواقف حصلت فعلا في ملاعبنا ، فيما يتوقع الراصد الكروي أن تحصل مواقف أسئلة أخرى ، والخشية أن تتحقق النبوءة المتشائمة ، بحصول النوع الثالث من الأسئلة .
والسؤال الأول فني ، أتوجه به لشيخ الحكام ، الحاج حسني يونس ، حول ضرورة أن يتقدم المدربون بقائمة لمنفذي ركلات الترجيح ، أم أن الأمر قد تغير ، ولا يحق للحكم إجبار المدربين على ذلك ... ثم هل يمكن يا حاج حسني للحكم أن يحتسب ضربة حرة مباشرة ، على حارس المرمى بداعي الاستحواذ على الكرة لأكثر من ست ثواني خارج صندوق الجزاء ؟
والسؤال الثاني موجه إلى إعلامنا الرياضي ، الذي تعرض لاختبار صعب ، على جبهة التأسيس والتمحيص لمصادر الأخبار ، بعد حكاية "اللمبي الالكتروني" الذي مرر كذبة نيسان في موقع رياضي ، فيما أشيع عن احتراف لاعبنا سمارة في ناد فرنسي ، وما تلا ذلك من تسابق غير مؤسس لوسائل الإعلام المختلفة على تبني الخبر ، وتعزيزه بمزيد من الإضافات ... فهل أصبح إعلامنا الرياضي يطيش على شبر من الماء ، بعد اعتراف الرجل بفعلته المدانة !
أما السؤال الموجه إلى مختلف المؤسسات الرياضية ، التي تملك هيئات عامة مؤثرة فهو : هل استشيرت هذه الهيئات في مسودة النظام الداخلي ، التي مررت قبل المصادقة عليها ، ليأتي السؤال الأكثر جدوى عن الأخطاء النحوية غير المشرفة ، التي تسللت إلى النظام السابق ، الذي صادقت عليه الست "فيفا" وإن كان النظام الجديد أصبح معافى من الأخطاء الإملائية ؟
ويبدو أن السؤال الأهم هنا موجه إلى المجلس الاتحادي ، الذي سيقود السفينة خلال الحقبة القادمة ، وإن كان المنتخبون سيقدمون على قرارات أكثر جدوى ، كتحرير جميع اللاعبين ، لا إعادة قيدهم كما يتم كل مرة منذ قيام ساعة الكرة في بلادنا ، ليساهم رجال التغيير في تجميع النجوم في الأندية ، التي تستطيع التنفس من أكسجين الإصلاح الرياضي المعافى ؟
ويأتي سؤال لا يقل أهمية يتوجه به الغلابى للعشرات ممن تزدحم بهم قائمة المتسابقين على الترشح لطاقم الإنقاذ الموعود ، على أمل أن يتريث هؤلاء قبل تزكية أنفسهم ، لأن الله - عزوجل - سيسألهم يوم القيامة عن ما يملكون من كفاءة ونزاهة والتزام ، وقدرة على تحمل المسؤولية ، في خدمة الحركة الرياضية ، وقيادة سفينة كرة القدم في بحر متلاطم الأمواج !
إنها جملة من الأسئلة ، التي قد لا يكون لبعضها جواب بين متعاطي الجلد المنفوخ في هذا الوطن المعذب ، على أمل أن تزداد شريحة المتفائلين بغد أكثر إشراقا في ملاعبنا ... وحتى يتأكد ذلك أعترف بأنني ما زلت متشائلاً مثل معلمي الكبير اميل حبيبي !