الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة في جمعية مركز حواء تناقش التهديدات التي تواجه البيئة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 15/04/2008 ( آخر تحديث: 15/04/2008 الساعة: 23:13 )
نابلس- معا عقدت جمعية مركز حواء للثقافة والفنون وبالتعاون مع جامعة بير زيت وجامعة العلوم الحياتية في النرويج، امس ندوة بيئية توعوية بعنوان "المشهد في فلسطين: واقعه وأهميته، وطرق الحفاظ عليه"، تخللها عرض للفيلم الوثائقي "حقيقة مزعجة" An Inconvenient Truth الحائز على جائزة الأوسكار.

وتأتي هذه الندوة في إطار برنامج التوعية العامة الذي تقوم بها دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بير زيت حول المشهد في فلسطين وعرض مفاهيمه وقيمه ودوره في عكس وتقديم الهوية الفلسطينية وكونه جزءا من البيئة المحلية والطبيعية التي يصنعها الإنسان، إلى جانب كونه جزءا من التراث الثقافي الفلسطيني وعنصرا هاما من عناصر الحياة الصحية في فلسطين مما يتطلب الحفاظ على هذا المشهد وصيانته وتطويره.

وحاضر في الندوة التي عقدت في مقر جمعية حواء بنابلس د. يزيد عناني

ود. لبنى شاهين المحاضران في كلية الهندسة بجامعة بير زيت، وحضرها عدد من المهتمين بالشؤون البيئية.

وبدأت الندوة التي ادارها الصحفي سامر خويرة بكلمة لرئيسة جمعية حواء غادة عبد الهادي التي قالت إن فلسطين تنعم بخيرات كثيرة ومنها الطبيعة الخلابة المتنوعة، كذلك الطابع التاريخي والديني الذي أضفى على البيئة جمالاً طبيعياً، بالاضافة إلى ما أنجزه الانسان من عمران متناسق وبناء مدروس وحدائق مزهرة مخضرة، الا أن المشهد في فلسطين يواجه تحديات جمة، منها النتائج السلبية المرتبطة بوجود الإنسان الفلسطيني وبوجود المستوطنات الإسرائيلية وإغلاق المناطق الفلسطينية من قبل الاحتلال، مما أثر سلبا على المنطقة من حيث تعدد واستفحال القضايا والمشاكل البيئية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرة إلى بناء الجدار العنصري الذي يلتهم المناطق الطبيعية ويلفها بجدار عال وعريض، وكذلك الحواجز الموجودة على طول الطرق وحول المدن والقرى الفلسطينية.

وأضافت عبد الهادي أن الاحتلال لا يتحمل وحده مسؤولية تشويه المشهد في فلسطين، فنتيجة لتصرفات البعض السلبية أثر ذلك على جمالية الصورة مشيرة إلى التزايد الطبيعي للسكان والتوسع العمراني، مما أدى إلى زيادة استغلال الأرض واستنزاف المصادر الطبيعية، بالاضافة إلى البناء العشوائي دون دراسة مسبقة لطبيعة المكان وجماليته، والتعديات على الطبيعة بشكل مبالغ فيه دون الالتفات إلى اهمية الحفاظ على صورة المشهد سليما ومعافى.

وقالت عبد الهادي إن العالم مقبل على ظاهرة جديدة وهي ظاهرة الاحتباس الحراري، وهناك تغير كبير في المناخ لا يحمد عقباه مما ينذر بالعديد من الكوارث البيئية الخطيرة، منوهة إلى ارتفاع نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو الامر الذي يستوجب إقامة حزام اخضر من الاشجار على شكل غابات تكون منقذا حقيقيا للارض لامتصاص هذا الغاز الفاسد وانبعاث الاوكسجين النقي.

ودعت عبد الهادي الى دق ناقوس الخطر من مغبة الاستمرار في الاعتداء على الطبيعة سواء من قبل الاحتلال أم المواطنين اصحاب الارض، والتوعية باهمية الحفاظ على الارض والطبيعة، مشيرة إلى أنه بات من الضرورة تضمين المناهج الدراسية مواد تعنى بهذا الشأن لزرعها في عقول الطلبة، بالاضافة للدور الملقى على عاتق الجمعيات والمؤسسات المجتمعية.

مفهوم المشهد

وفي كلمة موجزة له شرح د. يزيد عناني مفهوم المشهد موضحا انه يعني كل ما تحتويه الطبيعة والبيئة المرئية.

وتناول د. عناني ظاهرة الاحتباس الحراري، وتحدث عن فيلم "حقيقة مزعجة" موضحا انه فيلم وثائقي حائز على جائزة أوسكار لعام 2006، ويلقي الضوء على ظواهر تغير المناخ وبالأخص ظاهرة الاحتباس الحراري، ويعتبر من أكثر الأفلام الوثائقية رواجا وإثارة للجدل حتى الآن، مبينا ان الفيلم من إخراج ديفيس غوغنهايم ويقدمه نائب الرئيس الامريكي السابق والمرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة آل جور.

ويعرض الفيلم للتهديدات البيئية التي تواجه العالم بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الارض وما ينجم عن ذلك من كوارث طبيعية كالفيضانات والاعاصير المدمرة والجفاف.

دور الأفراد في حمايته

وبعد عرض الفيلم الذي تزيد مدته عن 90 دقيقة، تحدثت د. لبنى شاهين عن مفهوم المشهد في فلسطين، والتهديدات التي تواجهه، ودور الأفراد في حمايته والحفاظ عليه.

وشرحت د. شاهين اهم التهديدات التي تواجه المشهد في فلسطين، وتشمل النفايات والمحاجر والتوسع العمراني ومياه الصرف الصحي والرعي الجائر، بالاضافة الى ممارسات الاحتلال واهمها الطرق الالتفافية والانفاق والجسور والمستوطنات والجدار الفاصل وقلع الاشجار.

وجرى في ختام الندوة نقاش بين المحاضرين والحضور حول محتوى فيلم "حقيقة مزعجة" وكذلك حول التهديدات التي تواجه المشهد الفلسطيني واليات الحفاظ عليه.