الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الوزراء في مئوية بلدية رام الله:سنواصل العمل والبناء .. نطالب المجتمع الدولي توفير الحماية لشعبنا وفتح المعابر

نشر بتاريخ: 16/04/2008 ( آخر تحديث: 16/04/2008 الساعة: 23:22 )
رام الله-معا- القى الدكتور سلام فياض اليوم كلمة بمناسبة الذكرى المئوية لبلدية رام الله ، دعا فيها الشعب الفلسطيني الى العمل رغم ما يتعرض له من قتل وهدم للبيوت.

واضاف د. فياض "إن انطلاق مشروع مئوية هذه المدينة الصامدة رغم الحواجز والمستوطنات التي تحيط بها، يشكل بالنسبة لنا جميعاً أحد عناوين الصمود والبقاء والتطلع نحو مستقبل أفضل ننعم فيه بالحرية والاستقرار والاستقلال دون حواجز ولا جدران ولا مستوطنات".

وخاطب د. فياض مواطني رام الله قائلا "ان عناصر مشروعكم الرائد تستند إلى رؤية شاملة لمستقبل هذه المدينة، وتشمل تطوير البنية التحتية والبيئية، وحماية الموروث الثقافي، وإحياء البلدة القديمة، وتعزيز المشاركة المجتمعية في إطار من التعددية والانفتاح الثقافي، وبما يمكن من المساهمة الخلاقة للتطوير المؤسسي، ويفتح آفاق الاستثمار والجذب السياحي، والأهم اعتماد التخطيط العلمي والطموح وبمشاركة مجتمعيه تعكس الرغبة الصادقة الخلاقة لدى أبناء وبنات ومؤسسات هذه المدينة في العمل نحو مستقبل واعد لشعبنا، تشكل رام الله أحد معالمه البارزة.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة :

بماذا نحتفل ؟ ولماذا نحتفل؟
و يسقط شهداؤنا بالعشرات بما في ذلك اليوم في غزة
ويئن جرحانا من تحت ركام المنازل المهدمة وتئن عائلاتنا الثكلى بالألم
لماذا؟.. لماذا نحتفل؟

يبدو أن هذا قدرنا . ولكننا نحن الفلسطينيين عندما نحتفل فنحن نعمل. وعندما نبتهج فنحن نعمل.وعندما نحزن وأيام حزننا كثر.. فعلينا أن نعمل أكثر
أنه لشرف كبير لي أن أشارككم اليوم في احتفالية مشروع المئوية لبلدية رام الله، والذي إن دل على شيء فإنما يؤكد على الأصالة والتجديد.. التواصل والتقدم... وقبل ذلك الإصرار على البناء، انطلاقا من التمسك بحقوقنا والإصرار على البقاء في هذه الأرض، وتعبيراً أكيداً عن قدرة الإنسان الفلسطيني على الصمود والتغلب على كل العقبات التي تواجهنا.

إن انطلاق مشروع مئوية هذه المدينة الصامدة رغم الحواجز والمستوطنات التي تحيط بها، يشكل بالنسبة لنا جميعاً أحد عناوين الصمود والبقاء والتطلع نحو مستقبل أفضل ننعم فيه بالحرية والاستقرار والاستقلال دون حواجز ولا جدران ولا مستوطنات.

فعناصر مشروعكم الرائد تستند إلى رؤية شاملة لمستقبل هذه المدينة، وتشمل تطوير البنية التحتية والبيئية، وحماية الموروث الثقافي، وإحياء البلدة القديمة، وتعزيز المشاركة المجتمعية في إطار من التعددية والانفتاح الثقافي، وبما يمكن من المساهمة الخلاقة للتطوير المؤسسي، ويفتح آفاق الاستثمار والجذب السياحي، والأهم اعتماد التخطيط العلمي والطموح وبمشاركة مجتمعيه تعكس الرغبة الصادقة الخلاقة لدى أبناء وبنات ومؤسسات هذه المدينة في العمل نحو مستقبل واعد لشعبنا، تشكل رام الله أحد معالمه البارزة.

أيها الأخوات والأخوة:

إن احتفالنا جميعاً بمئوية هذه المدينة، يترافق هذا العام مع الذكرى الستين للنكبة. ولكنه يتزامن أيضاً مع تحضيرات مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009. فالقدس زهرة المدائن وعاصمة العواصم، يشتد الخناق عليها، وتشوه الجدران جمالها، ويعمل الاستيطان على تغيير معالمها. ومع ذلك تظل القدس وعبق تاريخها الأقوى بإرادة أبنائها وحارسات مستقبلها، ولن يتمكن الجدار ولا الاستيطان من تشويه تاريخ أو مستقبل مدينة الصلاة. وإن السلام الذي نسعى إلى تحقيقه لن يكون إلا بحرية عاصمة العواصم ومنارة الانفتاح الديني والحضاري، وقلب الثقافة العربية، ولن تجدي محاولات طمس معالم وواقع هذه المدينة الخالدة في عقولنا وضمائرنا، بل وخططنا نحو الاستقلال والدولة لتعود القدس عاصمة فلسطين الأبدية، نابضة بالحياة ومنطلقا للتسامح والحضارات وتعايش الأديان، بل ومنارة للعلم والثقافة والسلام. وما تعاونكم بتكامل مشروع المئوية لمدينة رام الله مع مشروع القدس، عاصمة الثقافة العربية، إلا تعبيرا عن إرادة الحياة والتغلب على الصعوبات التي يضعها الاحتلال في محاولة فاشلة للتعتيم على القدس ومكانتها الثقافية والسياسية.
بل وهو تأكيد على دور المدن الفلسطينية في حماية القدس والدفاع عن مكانتها في مركز اهتمام الحركة الوطنية الفلسطينية عاصمة لدولة فلسطين المستقلة.

الأخوات والإخوة:

تأتي هذه المناسبة وقضيتنا الوطنية تمر في ظروف غاية في التعقيد داخليا وخارجيا. ولا يمكن لنا التغلب على هذه الصعوبات، والعبور بشعبنا وقضيتنا نحو بر الأمان، دون تغليب المصالح العليا لشعبنا ومستقبل مشروعنا الوطني على أية مصالح فئوية ضيقة. ومن هذا المنطلق نقول وبكل صراحة أن مشروع الانفصال لن يجلب في حال استمراره سوى الكارثة الوطنية على شعبنا. ويحق لنا أن نتساءل ما هو معيار النجاح، أي نجاح، إذا كان الوطن يتمزق والمشروع الوطني تتهدده المخاطر!!! ولن يستفيد من هذا الوضع الشاذ سوى الاحتلال ومناوراته التي تضعف القدرة الفلسطينية وتفتتها وكذلك تشوه الجدارة بحقنا في الاستقلال والتحرر من الاحتلال.
إن ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة من حصار خانق يشكل الوجه الآخر لسياسة الاستيطان، في محاولة لفرض حل الأمر الواقع الإسرائيلي. وإن مهمة إنهاء هذا الحصار الظالم لا تتم باستمرار سياسة ومحاولات تقويض الشرعية الوطنية ممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية، ولا باستمرار الأجندات الفئوية والسياسات المغامرة، والتي لا تدفع شعبنا إلا لمزيد من اليأس والإحباط والتأزم........ في وقت أن شعبنا وخاصة في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى حلول خلاّقة ترفع عنه الحصار، وتفشل الأهداف السياسية الإسرائيلية لهذا الحصار........ وفي نفس الوقت تستنهض عناصر القوة الذاتية التي تمكن من حماية المشروع الوطني، وفي مقدمتها حماية أرضنا من الاستيطان، وتعزيز قدرة شعبنا على الصمود والبقاء وإتباع سياسة فاعلة وقادرة على تجنيد الدعم الدولي لحقوقنا الوطنية ونضالنا المشروع لتحقيقها.

وفي هذا السياق، وفي الوقت الذي ندين فيه سياسة الحصار الإسرائيلية على شعبنا، فإننا نتوجه إلى المجتمع الدولي لممارسة مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية بالعمل على توفير الحماية الضرورية لشعبنا، وإلزام حكومة إسرائيل بإعادة فتح المعابر وفقاً لمبادرة السلطة الوطنية. كما نتوجه إلى كل أبناء شعبنا بتوخي الحذر من المواقف التي لا تجلب لشعبنا سوى الكوارث وتعرض مصالحنا الوطنية وعلاقاتنا القومية للخطر.

الأخوات والإخوة:

إن السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تمثل بالنسبة لنا الطريق نحو الدولة، لا يمكن لها أن تقبل تعدد السلطات وتضارب الأجندات. وببساطة، لان ذلك لن يوصلنا في حال استمراره إلى الدولة. فمن لديه الحرص على مشروع الدولة والاستقلال الكامل ليس أمامه من طريق إلا التسليم بوحدانية السلطة، وحقها وحدها وواجبها في إدارة شؤون البلاد، وفي إطار نظام سياسي يحمي الديمقراطية والتعددية ويعمل بمثابرة لتكريس دور المؤسسات القوية والقادرة، وحكم القانون، والفصل بين السلطات. هذا هو الطريق الذي يحمي الانجازات ويضمن الوصول لتحقيق الأهداف. ونحن على ثقة أن شعبنا لن تخدعه الشعارات الزائفة مهما تعددت أشكالها وتلاوينها. والمعيار الأساسي يتمثل في القدرة على توفير مقومات الصمود والبقاء، واستنهاض طاقات الفعل والبناء واستعادة الثقة بالمستقبل، وفق قواعد صارمة للإصلاح ومحاربة حازمة للفساد.

الأخوات والإخوة:

إن إعادة بناء مؤسسات السلطة القوية والقادرة على تحقيق ذلك، قطعت شوطاً هاماً وما زال أمامنا الكثير، ونحن نعمل ليل نهار لضمان تكريسه واقعا يصعب التراجع عنه، في إطار السلطة الواحدة الموحدة، لوطن واحد وشعب واحد. ونحن على ثقة بالنجاح، بجهود كل المخلصين من أبناء شعبنا. وما هذا المشروع الخلاق الذي تحتضنه اليوم مدينة رام الله إلا علامة بارزة على هذا الطريق. وفي هذا السياق فإنني أعلن اليوم أمامكم أن السلطة الوطنية ممثلة بحكومة الرئيس أبو مازن، تضع إمكانياتها كاملة لضمان تحقيق الطموحات التي يسعى إليها هذا المشروع، والذي يشكل جزءا لا يتجزأ من خطة التنمية والإصلاح الفلسطينية. وأملنا أن تبادر كافة البلديات في فلسطين لأخذ زمام المبادرة للنهوض بمسؤولياتها. ولن تجدوا من وزارات ومؤسسات السلطة الوطنية إلا كل الدعم والمساندة المادية والمعنوية. فهذا المشروع وما يفتحه من آفاق استثمارية جاذبة والتي نأمل أن يكون لها حضور فاعل وحيوي في مؤتمر فلسطين للاستثمار والذي ستحتضنه مدينة بيت لحم الشهر القادم، إنما يظهر للعالم الوجه الآخر لفلسطين وشعبها، ويبرز الفرص الاستثمارية في بلادنا وقدرة الشعب الفلسطيني وإصراره على الحياة وانتزاع حقه في الاستقلال. فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة، كما يقول شاعرنا الكبير محمود درويش. ونؤكد لكم ولشاعرنا الكبير أننا سنعمل معا حتى يكون على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وليس بأقل ما يرقى لمستوى ما قدم شعبنا من تضحيات. وهذا ما يتوقعه شعبنا منا جميعاً.

الأخوات والإخوة:

في ختام حديثي اسمحوا لي أن انقل ومن خلالكم لكل أبناء شعبنا تحية الإصرار على مواصلة البناء والثبات على حقوقنا........ ولشعبنا في قطاع غزة أقول: إن الليل لن يطول. ولشعبنا في الشتات أقول: إن التشرد واللجوء لن يطول كذلك.
أبارك لكم هذا العمل العظيم.

وفقكم الله والسلام عليكم.