الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة إنقاذ الطفل تعلن عن "سراج شهر نيسان 2008" مؤسسة إنقاذ الطفل تعلن عن "سراج شهر نيسان 2008"

نشر بتاريخ: 17/04/2008 ( آخر تحديث: 17/04/2008 الساعة: 17:20 )
رام الله-معا-أعلنت مؤسسة إنقاذ الطفل عن الشابة "منى العدرة"، مبادرة شابة من قرية بني نعيم في محافظة الخليل، شقت طريقها نحو التميز والإبداع بابتكارها لماكينة متطورة تعمل على رش المبيدات الحشرية في البيت البلاستيكي ، كسراج شهر نيسان ،2008 وذلك كثامن "سراج الشهر" ضمن برنامجها الشبابي "سراج".

وذكرت المؤسسة، بان اختيارها للشابة "منى العدرة" جاء تماشيا مع إستراتيجيتها القائمة على تشجيع وتقدير التجارب، الرائدة والمميزة وقصص النجاح المجتمعية التي بادر بها الشباب والشابات، والتي أدت لنتائج إيجابية على أسرهم أو مجتمعهم أو عليهم، والتي تستحق تسليط الضوء عليها وتغطيتها إعلاميا.

وفي هذا السياق، ارتأت المؤسسة تقديم الشابة "منى العدرة" إلى الجمهور عبر الحديث معها عن تجربتها وقالت الاخيرة": أنا منى خضر العدرة من قرية بني نعيم جنوب مدينة الخليل، وعمري 25 سنة. ولدت مغتربة في دولة الإمارات وكبرت هناك لحد ما أنهيت دراستي الإعدادية، وما بنكر الدور الفاعل اللي ساهمت فيه الغربة بصقل شخصيتي، ففي الغربة بحب الواحد فينا وطنه اكثر وبدوِّر دايما عن كل شي بذَكره بالصورة المشرقة للقرية الصغيرة اللي بينتمي الها أصلا. ومن هون كان للبيئة وعلومها معزة خاصة عندي، كنت أتطلع للبيئة والزراعة بطريقة شوي مختلفة.

عندي إيمان بقدراتي وبنفسي ... وعندي أمل كبير ببكرة
أروع ما في شخصي إني كثيرة التساؤل.... ومن هون بديت..

ركزوا معي...... ملايين الجياع في الوطن العربي رغم الحقيقة القائلة إنو ثلثي أراضي الوطن العربي صالحة للزراعة..ليش؟

آلاف الدونمات من الاراضي الزراعية بيستخدم أصحابها المواد الكيماوية بطريقة جائرة مطنشين أثرها الضار على الانسان والحيوان والنبات والبيئة ..ليش؟

ومن هون فكرت بطريقة نقلل فيها من كمية الكيماويات المستخدمة في الزراعة، حتى نساهم في نظام زراعة جديدة، فكانت آلة رش المبيدات والاسمدة الورقية.

بعتبر مراحل تطور آلة الرش حتى الآن أهم شي عملتو في حياتي، بدأت مع مؤسسة النيزك عام 2006 فخرجت الآلة بشكلها الأول، بعدين واصلت العمل معهم عام 2007 حتى وصلت الآلة لشكلها النهائي اليوم.
أنا الان ماشية بإجراءات الحصول على براءة اختراع للآلة في فلسطين وفي مصر ومنها للعالم .. إنجاز مدهش بالنسبة الي انو تكون آلتي أول آلة من نوعها بتشتغل بالطاقة الشمسية وبيتحكم فيها المزارع الكترونيا من دون ما يضطر عامل يمشي وراها ..

اما الصعوبات التي واجهتني، كتير ناس من مجتمعي في الخليل انتقدوا وجودي في المخارط وورشات الحدادة، لأنو طبيعي انو وجود الفتاة بهيك أماكن منظر لسه ما تعودنا عليه في مجتمعنا الشرقي..

وببساطة طنشت، لأنو كنت بحاجة لقوة خارقة لإقناع هاي الفئة بأنو الفتاة مخلوق ما بينقصه من الإبداع والمهارة ما يؤهله ليكون في كل مكان، وبان إشراك الفتاة في مختلف جوانب الحياة كان موضوع مستحيل إقناعهم فيه... وبالتالي قررت انه ليس من الضروري الاجابة عن اسئلة المحبطين دايما.مؤمنه بأنه كل ما صنعه إنسان عمل بحرية هو ملهم وعظيم.. عشان هيك بحاول أتخلص من كل القيود اللي بتقيدني وبتحد من إبداعي.إضافة إلى من كان سلبي في مجتمعي، أكيد كان في المجتمع متحمسين ومناصرين آمنوا بأفكاري ودعموني في مختلف الجوانب، فكان لعائلتي دور بارز في كل شي عملتو، كان تشجيعهم مستمر إضافة الى مشاركتهم اياي دايما سعادتي في كل مرحلة مميزة بوصل الها من العمل. عن جد بشكر تعاونهم وإيمانهم بأنو كل شي بعملو هوي مستقبلي...

واقول: كثير من فتيات جيلي بيطمحوا يوصلوا للي وصلتلوا، وكتير من صديقاتي شايفين انو اللي بعملوا لازم يكون هو الصورة الطبيعية للبنت الفلسطينية. انجحت بإقناع العديد من الفتيات انو بالإصرار ممكن الواحد يعمل أي شي وما يكون في شي صعب أو مستحيل، وبتخيل لحد الآن كنت قادرة على التأثير في أقراني من أبناء المجتمع ولو بشكل صغير... وتعلمت ان الفضول هو الاساس في التطور والتقدم، إذا كنت فضولي ستبحث دائما عن كل ما هو مميز... وإياك ثم إياك انو تتوقف عن التساؤل...

حان الأوان لأن أخلق فرصة عمل... ستشارك آلتي في معرض النيزك لإبداع الشبابات الفلسطينية وآمل ان أجد قريبا الطريقة الأمثل للاستثمار في آلتي. وراح أعمل من الآن جاهدة انو أشارك في مؤتمر فلسطين للإستثمار اللي راح يكون ببيت لحم بشهر مايو القادم. وكمان راح أعمل جاهدة إنو أكون أول المشاركين في معرض صنع في الوطن العربي اللي راح يقام في القاهرة ويجمع ابداعات الوطن العربي كافة.


وفي النهاية اقول: تعبت بلادنا كثير من الحروب اللي مرت عليها، استنزفت هاي الحروب كامل قوانا... لكن بعدنا بنملك قوى بشرية وعقول شبابية رائعة يمكنها أن تنهض بفلسطين مجددا وبطريقة مختلفة هاي المرة، بفلسطين المفكرين والمبدعين. فحان الأوان أن نقرأ على كل البضايع في أسواقنا "صنع في فلسطين"

الأمل فينا إحنا الشباب واليأس هو أسوء ما يمكن أن يوصلو الانسان .. خلينا نجرب دايما ونحاول مرارا .. ولولا التجربة لما وصلت آلتي لما هي عليه اليوم.. فإن من لم يخطئ لم يجرب شيئا جديدا.