الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال الاحتفال بيوم الأسير : التأكيد على ان قضية الأسرى هي مقدمة لأي اتفاق

نشر بتاريخ: 17/04/2008 ( آخر تحديث: 17/04/2008 الساعة: 17:22 )
رام الله- معا-ضمن سلسلة الاحتفالات بيوم الأسير الفلسطيني في كل محافظات الضفة الغربية، احتفل جماهير الشعب الفلسطيني في مقر المقاطعة / في رام الله اليوم، وبحضور كل من رئيس الوزراء د.سلام فياض، والعديد من الوزراء ومن بينهم وزير الأسرى اشرف العجرمي، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية، وممثلي المجتمع المدني، وأعضاء اللجنة التنفيذية، بمشاركة وأهالي الأسرى، والعديد من أبناء الشعب الفلسطيني في الجولان، ومناطق" 48"، إضافة إلى أهالي مدينة القدس.

هذا وبدا الاحتفال بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، وتلاها السلام الوطني، وافتتح الرئيس أبو مازن الاحتفال بكلمة مسجلة له بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أكد فيها على وضع قضية الأسرى على قائمة الاولويات والقضايا المطروحة على طاولة المفاوضات، إننا نُصر على أن البدء في الإفراج عن الأسرى هو مقدمة ضرورية لا بد منها لإنجاح العملية السياسية وتوفير المناخات المناسبة التي تجعل شعبنا يؤمن بهذه العملية.

وأوضح أن قرارنا كان ولا يزال قاطعاً بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع إسرائيل دون تحرير كل الأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال، ولا توقيع على أي اتفاق لا يتضمن الإفراج عنهم جميعاً، لهذا السبب نحن نطرح موضوع الإفراج عن الأسرى في كل لقاءٍ مع الجانب الإسرائيلي وبخاصة في لقاءات القمة واللقاءات التفاوضية، وفي هذا السياق أود طمأنة إخوتي وأبنائي وبناتي من أسرانا الأبطال ودويهم وكل أبناء شعبنا بأننا استطعنا تثبيت هذه القضية كقضية تفاوضية أسوة بقضايا التسوية الدائمة الست: القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن.

وتابع ابومازن: اللافت أن إسرائيل بدلاً من أن تقوم بالإفراج عن آلاف الأسرى والمعتقلين تتعمد الإفراج عن أعداد قليلة جداً منهم في إطار الإصرار على معاييرها الظالمة، أي أن الإفراجات بالقطارة والاعتقالات بالقنطار، وهذا عملياً يزيد من مأساة أسرانا وتزيدها تعقيداً، وقال: إننا بأمس الحاجة إلى توحيد جهود الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وفصائله ومنظماته، فالوحدة الوطنية هي البديل للانقلاب والسعي لتجزئة الوطن، وهي التي تساهم بصورة جدية وملموسة في حشد الدعم للقضية الفلسطينية وعدم إفساح المجال أمام إسرائيل لمحاولة التهرب من استحقاقات العملية السياسية.
وكرر السيد الرئيس دعوته لحركة حماس للتراجع عن انقلابها وتغليب المصلحة الوطنية العُليا على أي مصالح حزبية أو فئوية ضيقة.

وعبر المتحدثون في المهرجان المركزي الذي، عن دعمهم التام لحقوق الأسرى، مشددين على ضرورة تحريرهم من الاعتقال دون قيد أو شرط.

من جانبه، أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين، أشرف العجرمي، 'أن قطاع غزة يعيش عملية ذبح بربرية تستهدف كل شيء فيه وفي المقدمة حياة مليون ونصف المليون من أبناء شعبنا، الذين وضعتهم الأقدار بين مطرقة الاحتلال وجرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية، وبين سندان الانقلاب والفصل وحكم حماس التي لا تراعي حدود الله ولا القانون ولا الأعراف ولا القيم التي تربى عليها شعبنا، فتضيف مأساة جديدة وخطيرة تهدد المشروع الوطني برمته'.
وأشار إلى أن يوم الأسير يوم كفاحي يتم فيه الاحتفاء بأسرانا الأبطال وتكريمهم، وهو مناسبة لتجديد الالتزام نحوهم، وشحن الهمم والطاقات من أجل بدء عام جديد من العمل المتواصل والدؤوب؛ من أجل تحريرهم والحفاظ على حقوقهم.

وأفاد العجرمي أن أكثر من عشرة آلاف معتقل وأسير يقبعون في الأسر، موزعين على خمسة وعشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، ولا يزال عدد كبير منهم في السجن منذ فترات طويلة تزيد عن الثلاثين عاماً لبعضهم وعشرين عاماً لبعضهم الآخر.
وأضاف أن ثلاثة وثمانين أسيراً أمضوا أكثر من عشرين سنةً في الأسر وفي مقدمتهم عميد الأسرى سعيد العتبة الذي يشارف الآن على دخول عامه الثاني والثلاثين، وهؤلاء هم جزءٌ من قائمة تضم ثلاثمائة وخمسون أسيراً معتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو كان يجب أن تفرج عنهم سلطات الاحتلال.
وتلا العجرمي أسماء الأبطال الذين أمضوا أكثر من ربع قرن في الاعتقال ولا يزالون في السجون، وهم: سعيد وجيه سعيد العتبة 31 عاما، ونائل صالح عبد الله البرغوثي 30 عاما، وفخري عصفور عبد الله البرغوثي 30 عاما، والأسير العربي سمير سامي علي قنطار 29 عاما، وأكرم عبد العزيز سعيد منصور 28 عاما، ومحمد إبراهيم محمود أبو علي 28 عاما، فؤاد قاسم عرفات الرازم 27 عاما، وإبراهيم فضل ناجي جابر 26 عاما، وحسن علي نمر سلمة 26 عاما، وعثمان علي حمدان مصلح 25 عاما ونصف، وسامي خالد سلامة يونس 25 عاما، وكريم يوسف فضل يونس 25 عاما، وماهر عبد اللطيف عبد القادر يونس 25 عاما، وسليم علي إبراهيم الكيالي 25 عاما.
وأشار العجرمي إلى أن هناك سبعاً وتسعين امرأة وفتاة فلسطينية أسيرة، لافتا إلى أن وجود الأسيرات في السجن يرمز إلى مشاركة المرأة الفلسطينية للرجل في كل المجلات والميادين وفي مقدمتها ميدان الكفاح والمقاومة.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يسجل صفحات موصومة بالعار عندما يخرق كل القوانين والأعراف ويعمد إلى اعتقال القاصرين والأطفال، حيث تضم السجون والمعتقلات الإسرائيلية حوالي ثلاثمائة وأربعين طفلاً يمثلون الطفولة المسلوبة كأحد أوجه ممارسات الاحتلال البشعة والانتهاكات الخطيرة لمبادئ حقوق الإنسان وللقوانين والمواثيق الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين تحت الاحتلال.
وأشار العجرمي إلى أن الاحتلال يصر على إبقاء المرضى الذين يواجه بعضهم خطر الموت في كل لحظة قيد الاعتقال دون مراعاة لأوضاعهم ودون تقديم العلاج والرعاية الطبية اللازمة لهم.

وفي السياق ذاته طالب حلمي الأعرج في كلمته عن" الهيئة الوطنية العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمعتقلين"، بتوحيد الجهود ووضع إستراتيجية وطنية، تشكل مرجعية لكل مكونات السلطة والمجتمع الفلسطيني في ملف الأسرى تقوم على أساس أن قضية الأسرى، هي قضية سياسية ووطنية من الدرجة الأولى وأن حلها بما يضمن حريتهم جميعاً مقدمة لأية مفاوضات جدية وليست نتيجة لها.

وأشار إلى أن هذا يستدعي نقل الملف إلى المجتمع الدولي لشرح معاناة الأسرى وقضيتهم، بصفتهم أسرى حرب ناضلوا من أجل حرية شعبهم واستقلاله وليسوا إرهابيين كما تحاول الدعاية الإسرائيلية وصمهم بها.
وأضاف الأعرج أن قرارات القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في دمشق والتي اعتمدت يوم الأسير الفلسطيني، يوماً عربياً وقومياً ينبغي أن لا تبقى حبراً على ورق، بل يجب تفعيله ليصبح ذي تأثير كبير على الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي.

وطالب عمر شحادة في كلمته باسم" القوى الوطنية والإسلامية"، بالعمل الجاد على مساءلة الاحتلال على جرائمه البشعة بحق أسرانا وعموم شعبنا، من خلال اللجوء إلى هيئة الأمم المتحدة.
واستنكر حرب الإبادة الإسرائيلية وسياسة 'الحرب المحروقة'، والاستيطان والاعتقالات الجماعية، مشددا على أن هذه الإجراءات لن تنال من عزيمة شعبنا المصمم على مواصلة نضاله حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية في الحرية والاستقلال.
وجدد شحادة العهد لأبناء وبنات الحركة الأسيرة الفلسطينيين والعرب، وتقدم لهم بأحر التحيات بهذه المناسبة، وخص بالذكر عميد الأسرى سعيد العتبة، والأسير سمير القنطار عميد الأسرى العرب، وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، والنائب مروان البرغوثي، وعزيز دويك رئيس المجلس التشريعي وبقية النواب المختطفين.
وأوضح أن القوى الوطنية والإسلامية، ومعها مؤسسات العمل الأهلي تؤكد تمسكها بالثوابت الوطنية وبالمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء والأسرى، مطالبا بضرورة التحرك على كل المستويات لضمان فك جميع الأسرى والمعتقلين دون قيد أو شرط.