مسرح نعم في الخليل يبدأ مشواره المسرحي بإفتتاح مسرحية " في المكان "

الخليل - معا - افتتح مسرح نعم في مدينة الخليل ، أولى مسرحياته "في المكان" المقتبسة عن مسرحية " في انتظار غودو لصموئيل بيكيت "، وذلك في قاعة نادي بيت الطفل الفلسطيني.

مخرج المسرحية ايهاب زاهدة ، قال عن المسرحية "بأنها تجسد صديقين فلسطينيين وهما "نايف وهشام" بجانب الجدار وحول شجرة وحيدة جافة، مصطحبين معهما مجموعة من الحقائب الضخمة وهما ينتظران شخصا ما عرفناه باسم "هو" حتى يأتيهما ويخلصهما من حالة الحصار والانتظار التي يعانيان منها، ويشاهد "نايف وهشام" وهما يبتكران الأساليب لقتل الوقت والملل حتى يأتي اليوم الذي يأتي فيه "هو" لينتقلا إلى المكان الآخر الذي سيحصلان فيه على حياة أفضل ولكنه رغم طول الانتظار لا يأتي. "

وأضاف زاهدة " إن اختيار هذا الموضوع نابع من حالة الانتظار الحقيقية التي نعاني منها منذ أكثر من ستين عاما دون نتيجة تذكر أو أمل يلوح في الأفق. "

من جانبه قال رائد الشيوخي " هشام " المسرحية لا تقتصر على طرح الحالة العامة التي يعيشها الشعب الفلسطيني فقط ولكنها تطرح الحالة الفردية للمواطن الفلسطيني على كافة مستوياته.

فيما أشار الممثل محمد الطيطي " نايف " إلى أن المسرحية وبرغم حالة اليأس التي تسودها وانعدام الأمل الأكيد بالتغيير إلا أنها تحاول أن توصل رسالة هامة تتمثل في أن شعبنا بالرغم من كل معاناته يجب أن لا يستسلم لواقعه، بل عليه أن يفكر دائما بفعل شيء جديد وخلاق، شيء مفيد لملء هذا الفراغ وعدم الاستسلام للواقع السيئ وتركه يتحكم بنا.

وأكد المدير الإداري لمسرح نعم ،محمد عيسى، أنه وبما أن هذه هي المسرحية الأولى للمسرح فقد عمل الطاقم الإداري والفني جنبا إلى جنب بجد واجتهاد لإخراج هذا العمل بالصورة التي تليق بالمشاهد الفلسطيني في كل مكان، وأضاف بأن المسرحية ستقوم بجولة من أربعين عرضا على الأقل قريبافي محافظة الخليل بشكل رئيسي ومحافظات الضفة شكل عام .

وتمنى عيسى بأن يقوم مسرحه بعرض " في المكان " في ولاية نيويورك الامريكية ، والمشاركة في المهرجانات المسرحية العالمية ، لما لها من تجسيد حقيقي للواقع الحالي الفلسطيني .

" في المكان " استمرت لمدة ساعة والذي تخللته عدة مقاطع مصورة لعدد من المواضيع التي تهم المجتمع الفلسطيني من الطفولة وحتى تلك التي تصور أكثر الحالات ألما ومعاناة للصغار والكبار على حد سواء، حضره جمهور كبير من المواطنين وممثلي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المهتمة.

وقد أعرب الحضور عن إعجابهم بهذا العمل ووصفوه بالعمل المميز من جميع النواحي، فكرة ونصا وتمثيلا، خاصة وأنه العمل الأول لطاقم مسرح نعم الفني منذ تأسس مع مطلع هذا العام.

وسيقوم مسرح نعم في الأيام المقبلة بافتتاح فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الأول لهذا العام، والذي يطمح لجعله تقليدا سنويا يتم من خلاله تدريب عدد من معلمي ومعلمات المدارس وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم على مبادئ استخدام الدراما في التعليم وتطبيق خبراتهم المتلقاة مع طلبتهم في داخل الحصص وخارجها والخروج بمسرحيات تربوية تشارك في هذا المهرجان.