الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بحجة عدم الترخيص: الاحتلال يريد قتل أحلامه ببناء البيت في جلبون

نشر بتاريخ: 19/04/2008 ( آخر تحديث: 19/04/2008 الساعة: 16:23 )
جنين- معا- يقف المواطن نافع عبد الله ابو الرب 29 عاما, من قرية جلبون شرق جنين, أمام منزله المهدد بالهدم, يتحسر على ماله وجهده وحلمه, الذي يموت رويدا رويدا, ويتخيل جرافات الاحتلال عندما تأتي في موعد الهدم, ويفكر بطريقة كيف ينقذ منزل أحلامه من أسنان جرافات الاحتلال, وما أن تجول أفكاره بالإبعاد الثلاثة, إلا والدموع تنهمر من عينيه, والقهر والحزن يتغلغل في قلبه.

نافع أبو الرب, يتفاجأ بقرار إسرائيلي, وصله بتاريخ 16-4-2008 , بهدم منزله, الذي تم بتجهيزه بعد جهد كبير ويقطن فيه وزوجته وطفلته ذات العام والنصف.

يقول أبو الرب, الذي يعمل في احد الاجهزة الامنية في حديث لـ "معا": "تزوجت وانعم الله علي بطفلة جميلة, ترتسم البراءة على شفتيها, والاحمرار الجميل على وجنتيها, وكنت اقطن في ذلك الوقت, في منزل شقيقي, الذي كان يقبع في سجون الاحتلال, وعندما أفرج عنه قررت مغادرة المنزل لان شقيقي سيتأهل وسيتزوج, ومن حقه إن يمكث في بيت دفع ماله لبنائه, فقررت البحث عن بيت مستأجر, مع العلم, أنني أول مواطن من قرية جلبون يستأجر بيتا فالجميع يقطنون في منازلهم".

وأضاف أبو الرب, وهو يسرح بمخيلته, في تلك الأيام, "بعد ذلك, قررت إنشاء منزل لارتاح من هموم الإيجار, على قطعة ارض املكها منذ مدة, حيث تقع قطعة الأرض في الجهة الغربية من البلدة, وبعيدة كل البعد عن جدار الفصل, وبدأت بحفر الأرض لأضع الأساس وابدأ في البناء".

وتابع "عندما وصلت إلى السطح, وجهزت بيتي للاعمار النهائي, وأنا أتلهف لإنهاء الاعمار, لأمكث في المنزل أنا زوجتي, التي تحلم أن تملك بيتا لوحدها وتعيش فيه معي ومع طفلتنا الجميلة, الا وقرار إسرائيلي "جائرط, يصدر عن الإدارة المدنية- مجلس التنظيم الأعلى - اللجنة الفرعية للتفتيش الإسرائيلي, يفيد بضرورة إيقاف بناء المنزل, وأربعة منازل أخرى مجاورة".

واوضح, "ان هذا القرار كان الطامة الكبرى على قلبي, وشعرت بأن الاحلام بدأت تتطاير رويدا رويدا, ولكن كان الامل في ذلك الوقت موجود, فسعيت عبر المجلس القروي في جلبون, بتقديم الترخيص والتصريح, من اجل استئناف البناء, وتحقيق حلمي, الذي هو حلم كل شاب فلسطيني يريد الاستقرار".

واضاف, "لكن من دون فائدة, فالادارة المدنية تماطل في الموضوع, تارة, يقولون جئت في وقت متأخر, وتارة يقولون هناك امل في استخراج الترخيص, لاستكمل البناء".

وقال ابو الرب: "مكثت عاما كاملا, وانا انتظر الترخيص على احر من الجمر, ولكن هيهات هيهات, فبعد ان انتظرت عاما كاملا, ولم اعمل أي شيء في البناء, وكان كلي امل, في ان ادخل البيت واعيش فيه سعيدا, كما الجميع يعيشون سعداء في منازلهم, حتى جاء يوم 16-4-2008, والذي اصفه باليوم المشؤوم, والقرار الاسرائيلي من الادارة المدنية, بهدم المنزل بعد ايقافه".

ويقول القرار الاسرائيلي, "اعطي لك اخطار سابق, لوقف الاعمال ومنحت لك فرصة للحضور امام اللجنة الفرعية للتفتيش, وتقديم ادعاءات بعد ان اقتنعت اللجنة ان العمل المذكور اعلاه "وهو البناء" انجز بدون تصريح قانوني, تحظر اللجنة الثانية وعليك بموجب المادة 38 (1) (3) من قانون تنظيم المدن والقرى والابنية, رقم 79 لسنة 1966 التوقيف فورا عن الاستمرار في البناء, وهدم ما انشأته او كل تغيير الذي انجز في العقار خلافا للتعليمات وارجاع الوضع الى حالته السابقة, خلال سبعة ايام من يوم تبليغك هذا الاخطار, واذا لم يتم ذلك سوف تتخذ الاجراءات القانونية, بما في ذلك هدم البناء, وارجاع الوضع لحالته السابقة, وعلى نفقتك الخاصة".

وفي تعقيب على الموضوع, اكد محمد عبد الرحمن ابو الرب, رئيس مجلس قروي جلبون, في اتصال هاتفي اجراه مراسلنا معه, ان هناك اربعة منازل تسلمت انذارات بوقف البناء واخطارات بهدم المنازل, لكن بالنسبة للمواطن نافع ابو الرب, فقد اكد على انه الاخطار الثاني الذي وصله خلال عام واحد".

واضاف, "عندما سلمت الانذارات اول مرة لاصحاب المنازل, ومنها منزل نافع ابو الرب, قمنا بالاتصال بمكتب الرئيس, وبقدورة موسى محافظ جنين, وقمنا بتعيين محامي, عن طريق مكتب الرئاسة في رام الله, ولكن عندما جاء الانذار الثاني للمواطن نافع ابو الرب, ابلغنا مكتب الرئاسة, ونحن الان نعتمد على المحامي, الذي عين من قبل مكتب الرئاسة, بالغاء القرار".

واشار, الى ان قرية جلبون محاطة من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية, بجدار الفصل, "بينما يتاح لنا فقط من الجهة الغربية للتوسع العمراني, للقرية, ورغم ذلك فان قوات الاحتلال تمنعنا بذلك".

واضاف, ان الجهة الغربية من القرية, مصنفة الى "ب" و "ج" ورغم الحصار المفروض من الجهات الثلاث بسبب الجدار, الا انها تمنعنا من التوسع العمراني, في القرية" .

وأكد ابو الرب ان اسرائيل, "تقوم بتضييق الخناق على البلدة, ومنعها من التوسع العمراني, فقد صادرت قوات الاحتلال ما يقارب ثلاثة الاف دونم, من اجل بناء الجدار, على الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية, وها هي تمنعنا من التوسع العمراني, على الجهة الغربية ".

واضاف, "لم تكتف سلطات الاحتلال بذلك, بل هناك تضييقات اخرى, وهي ان مياة المجاري تصل الى البلدة من المستوطنات الاسرائيلية القريبة منها, مما يبعث بالروائح الكريهة والامراض على الانسان والحيوانات في القرية, كما تمنع سلطات الاحتلال الرعاة, بالاقتراب من جدار الفصل, من اجل رعي مواشيهم, ومضايقات اخرى, تهدف اسرائيل الى التضييق على اهل البلدة, واخضاعهم للامر الواقع وللاستيطان".

وناشد ابو الرب الرئيس ابو مازن, وكافة المؤسسات والهيئات المعنية, بانقاذ اهالي بلدة جلبون, من المضايقات, والعداون الاسرائيلي عليها".