تنظمه جمعية الثقافة والفكر الحر:"بيئتنا خضراء" مهرجان ثقافي للتسوق للأطفال بخان يونس
نشر بتاريخ: 22/04/2008 ( آخر تحديث: 22/04/2008 الساعة: 09:44 )
غزة- معا- وقفت وسام البيوك " 12 عاما" أمام بنك نوار المصرفي الثقافي تحدق في الورقة المصورة التي تشبه العملة النقدية ويكتب عليها "جنيه فلسطيني" وتتساءل هل يعقل أنه كان لنا عملة بوقت من الأوقات، حتى أتاها الرد من الحاج حمدان زقماط الذي كان يتوسط جلسة للأطفال كتب عليها كافتيريا القراء،" نعم هذا الجنيه الفلسطيني" الذي كنا نتعامل به قبل عام 48 قبل النكبة، ويواصل الحاج السبعيني تزوجت أنا ب30 جنيها وتزوج والدي والدتي به أيضا، "الجنيه كان العملة المتداولة بتلك الفترة إضافة الى عملات فضية تسمى الليرات وكنا نعيش في تلك الأوقات اجمل أيام حياتنا حتى جاء الاحتلال وأفسدها علينا ليومنا هذا.
والتف الأطفال حول الحاج حمدان مشدوهين وهو يسرد الحكايات عن فلسطين زمان مؤكدا أن الحال كان أفضل بكثير من الآن وأخذت وسام تحدق بعيونها في حديث الحاج حمدان عندما قال : كنت أسير سيرا على الأقدام في بيع خضروات غزة في أسواق يافا، التي تفصلها اليوم عن غزة الأميال وتابع سرد بعض من عادات الفلسطينيين القديمة.
هذا المشهد جزء من مهرجان التسوق الثقافي الذي نظمه مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر للأطفال في محافظة خان يونس للعام الثاني على التوالي تحت عنوان "بيئتنا خضراء " محاولة منه لكسر الحصار ورسم البسمة على وجوه الأطفال الذين ركدو ا سيرا على الأقدام من مدارسهم من أجل الحصول على معلومة أو ثقافة.
وفي المركز تجمهر المنشطون والأطفال يروجون لبضاعتهم الثقافية ،" بجنيه ونص" قرب وبص" كانت تسنيم الفرا تنادي "عندي معلومات جميلة عن الشجرة والنظام البيئي" بينما كان المنشط شادي يعرض بضاعته وهو مرتدي زيه من الأصفر والأحمر لجذب أنظار الأطفال وينادي على بضاعته " أنا والكلمات" صرنا حكايات فيما يعلو صوت الطفلة رحاب اربيع وهي ترتدي اللون الأخضر عنا عجائب وغرائب قرب وشوف بينما وقف الأطفال ووجوههم تضحك وتمسح عنها بعض ملامح الوجع والخوف.
وقالت مريم زقوت مدير عام الجمعية أن في حفل الافتتاحية :" التظاهرة تأتي رغم الحصار والاغلاقات ولانتهاكات الإسرائيلية بحق أطفالنا الذين يقتلوا وتشوه أجسادهم في أبشع صورة دون ان يحرك ذلك بالعالم شيئا ، وأضافت ان الاحتلال يكرس قتل الأطفال لأنهم بناة المستقبل، معتقدا انه بذلك يقتل روح الحياة في المجتمع الفلسطيني ولكننا نصر ان نبقى وتبقى نشاطاتنا المجتمعية فعالة لان من حق الأطفال أن يعيشوا حياتهم كباقي أطفال العالم ويتحدوا ظروفهم الصعبة.
وناشدت زقوت المؤسسات المعنية وأولياء الأمور بإعطاء مساحة للأطفال كي يكتبوا ويعبروا عن داخلهم ويرسموا واقعهم مؤكدة انهم بحاجة للدعم والمساندة والحماية فضلا عن حاجتهم لان نعزز فيهم الثقافة الفلسطينية والهوية والتراث مشيرة ان المهرجان يشكل لبنة لربط الطفل الفلسطيني بهويته الثقافية من خلال التسوق بمفهوم مغاير للسوق المعروف هذه المرة ليس لشراء لعبة او فستان وانما لشراء معلومة وكلمات وللتعرف على ثقافتنا الفلسطينية التى نحن احوج لان نعززها في أجيالنا قبل الضياع.
وقالت أمال خضير مديرة مركز نوار التربوي ان مهرجان التسوق الثاني الذي يقيمه المركز بمشاركة المدارس والمؤسسات المجتمعية اليت تعنى بالطفولة وانها تهدف الى تعريف الأطفال بالعملة الفلسطينية التي تعتبر رمز من رموز الذاكرة الفلسطينية التي لم تنسى أبدا رغم مرور ستون عاما على النكبة مشيرة انه يهدف أيضا إلى تفعيل الحراك الثقافي في المحافظة وتشجيع عادة القراءة عند الأطفال وربط الطفل بالبيئة التي يعيش فيها والتعرف على الوجه الثاني للسوق من خلال التداول بالأنشطة والشراء بالمعلومات والأفكار عبر عملة الجنية الفلسطيني مشيرة انه رغم العراقيل التي تعترضنا والتي تمثلت في نقص الوقود وعدم توفير مواصلات خاصة للمدارس المشاركة مما حد ا الأطفال السير على أقدامهم للوصول للمركز.
من ناحيته شكر حاتم البيوك في كلمة المؤسسات المشاركة المركز والجمعية في اطلاق المهرجان والاهتمام في الطفولة الفلسطينية وتفعيل الوعي الثقافي للاطفال من خلال الانشطة الابداعية.
وللشراء من السوق فانه يشترط ان يكون التداول عبر الجنيه الفلسطيني وان يتم الشراء بشكل جماعي باتفاق أي مجموعة على معلومة ،بعد امتلاك الأطفال للجنيه الفلسطيني فإنهم يتوزعون على زوايا المركز يشترون المعلومة التي أعدت بإتقان وبشكل مبدع من قبل القائمين على المهرجان.
"كل شيء عجبني بالمهرجان " وجدت هنا مجال للضحك وللتعبير عبر الرسم والكتابة والتمثيل المسرحي وهو عير متاح لنا " تقول ملاك بريكه 10 أعوام مشيرة أنها لاتستطيع المشاركة بأي نشاط إلا باصطحاب الجنيه الفلسطيني وتقول :"هنا فقط يوجد للجنيه قيمة اكبر اذا لا وجود له بالخارج" .معربة عن سعادتها بوجودها بالمهرجان وشكرها لمركز نوار وجمعية الثقافة والفكر الحر في المساهمة في تقديم فعاليات وأنشطة للأطفال رغم الظروف التي نعيشها .
وقالت لميا الفرا منسقة المهرجان بأن يحتوي المهرجان الذي يستمر مدة أربعة أيام متواصلة يحتوي على فعاليات شتى منها تفانين من خامات البيئة لاستغلال نفايات البيئة في صنع أشكال وزخرفة وعلى عجائب وغرائب عن النباتات والأفكار وزاوية للتخيل والإبداع :" فكرت بيوم تعيش احلامك ؟، وعروض أفلام سينمائية للأطفال وورش عمل تربوية وأخرى بيئية، وسرد لحكايات فلسطينية وأنا والكلمات" نالت إعجاب الأطفال التي التفوا حولها بسرور وتشوق لمتابعتها متمنين ان تكون ثقافتهم وتبقى لغة السلام.