أهالي الأسرى.. لا زيارات للسجون ..وانتظار لتجاوز كل الحدود
نشر بتاريخ: 22/04/2008 ( آخر تحديث: 22/04/2008 الساعة: 23:16 )
غزة - معا - " حييو الأصايل حييو ... أهل الأسرى والشهداء ... صبروا وشاهدوا وضحو كرمالك يا أرض الإسراء" , على أنغام هذه الأنشودة خلال حفل تكريم للأسرى ذهب كل من له أسير إلى المكان الذي يقبع فيه في السجون الإسرائيلية , تحلم باليوم الذي يخرج فيه من السجن ورأسه مرفوعة عالياً .
من خلال نظراتها إلى الحضور حمدت أم الأسير ناهض السوافيري الله لأن حالها أفضل من حال آلاف غيرها , فرغم ما تعانيه جراء عدم تمكنها من زيارة ابنها أكثر من عام إلا أنها تجد معاناتها لا تعد مقارنة بغيرها , والذي يكون قد مضى على سجن من لديها إن كان شخص أو اثنان أو ثلاث سنوات أكثر من ابنها إبراهيم قائلةً :" والله أنا أحمد الله على ما أنا عليه , فأنا أحسن من غيري ".
يقبع إبراهيم في السجون الإسرائيلية منذ 15 عاما من أصل 18 عاما , حيث سجن بعد أن أتم امتحانات النهائية في عامه الأخير في الجامعة , وقد حصلت أسرته على الشهادة وهو في السجن , قائلة :" ليس هناك أجمل من النجاح ولكن شهادته وتخرجه لم يغني عن وجوده الذي حلم بالساعة التي يمسكها بين يديه ".
وتذهب أم إبراهيم في الذاكرة بعيداً حتى تصل إلى اللحظات التي تأتي فور استيقاظ إبراهيم من النوم قائلة :" في صباح كل يوم كان إبراهيم يأتي إلي ويسألني عن حالي ويمزح معي وبعدها يجهز نفسه للخروج " مضيفةً :" كلماته تلك بالنسبة إلي تسوى الدنيا وما فيها " .
تزوج إبراهيم عندما كان يدرس في الجامعة وأنجب ثلاثة أطفال , الطفل الأكبر عمره 16 عاما منعه الاحتلال من زيارة أبيه وبقي الطفلان الآخران يزورانه حتى منعت الزيارة منذ عام , أما زوجته فهي تداوم على إرسال الرسائل والحاجيات الأساسية له ولكنها لا تعلم إن كانت تصله ولكن الرسائل التي يبعثها لها تصلها عن طريق الصليب الأحمر .
وبجوار المكان الذي تجلس فيه أم إبراهيم جلست علياء تجلس بصمت , وهي تتذكر زوجها الأسير منذ أكثر من 20 عاما , وهي التي لم تنجب منه لقلة الفترة التي عاشتها معه , وهو الذي عانى من قبل زواجه بسبب وقوعه بالسجن لمدة عشر سنوات وبذلك يكون قد أمضى كل حياته في السجن .
فعلى الرغم من الأمل الذي يعمر قلبها الا أنك تستطيع أن تشعر بمقدار الألم المخزون في قلبها جراء سنوات الحرمان التي عاشتها بدونه , وهي الآن تسكن في بيت أهلها وكأنها لم تتزوج أصلاً قائلةً :" أملي في الله كبير أن أملي عيني بزوجي وان أعيش بقية حياتي معه على الحلوة والمرة في بيت واحد ".