الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ذي تايمز: مناورة كارتر لم تذهب سدى

نشر بتاريخ: 23/04/2008 ( آخر تحديث: 23/04/2008 الساعة: 20:18 )
تحت عنوان "مناورة جيمي كارتر" كتبت ذي تايمز في افتتاحيتها أن الرئيس الأميركي الأسبق لم يضيع وقته في دمشق.

وقالت الصحيفة إنها لم تفجأ كثيرا من لوم كوندوليزا رايس للرئيس كارتر أمس على لقائه قادة حماس، لأن لدى الولايات المتحدة إستراتيجية سلام في الشرق الأوسط تقوم على عزل حماس بدلا من إشراكها, ولسبب جيد وهو أن حماس ما زالت لم توافق بوضوح على حق إسرائيل في الوجود ولم تنبذ العنف واستولت على غزة العام الماضي وما زالت مستمرة في إرهاب الإسرائيليين بالصواريخ والتفجيرات "الانتحارية" -كما وصفتها- بالإضافة إلى أنها من التفتت لدرجة أنه لا يوجد قائد واحد موثوق فيه يستطيع أن يتحدث نيابة عن كل أعضائها.

وعقبت بأنه رغم ذلك فإن لقاءات كارتر في دمشق كانت مهمة، حيث صدر بيان مقبول لدى كل الأطراف المعنية جاء فيه أن حماس ستقبل حق إسرائيل في العيش كجارة قريبة في سلام، الأمر الذي نفته رايس علنا وقالت إنه كلام فارغ.

ومن جهته أقر كارتر بأن هذا لم يكن تقدما مفاجئا لأن اجتماعات دمشق والبيانات الختامية لم تحمل صفة رسمية، وأي قبول من حماس لإسرائيل كجارة سيتوقف على مصالحة بين حماس وفتح، في مقابل عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 وإجراء استفتاء يتضمن كل الفلسطينيين.

وقالت ذي تايمز إن كارتر قد يبدو ساذجا لرجل عمره 83 عاما، لكنه كان على حق عندما قال إن عملية السلام لا تتحرك. وأضافت أن المطلوب الآن هو اتخاذ سبل جديدة.

وأشارت إلى أن مشاركة سوريا كوسيط تستحق المتابعة، بعدما ألمح الرئيس السوري إلى أنه قد ينظر في نهاية المطاف بجدية في السلام مع إسرائيل حتى على حساب أن ينأى بنفسه عن إيران.

واعتبرت الصحيفة أن مبادرات مثل مبادرة كارتر مهمة أيضا لأنها لا تلزم الولايات المتحدة بشيء، كما أنها لا تضفي شرعية على أعمال حماس التي وصفتها بالإرهابية.

لكنها تعطي انطباعات قيمة عن طريقة تفكير حماس، التي في السراء أو الضراء، ستحدد قدر عملية السلام الرسمية. ومن جانبها ستغتنم حماس الفرصة لتدعو إلى هدنة من جانب واحد وإطلاق الأسرى الفلسطينيين، وهذا قد يمنحها آذانا صاغية من شخصيات أقوى من ذلك الفلاح التافه من سهول ولاية جورجيا.