في عامها الدولي: بطاطس غزة- حصاد قبل الموعد والاحتكار عالمكشوف
نشر بتاريخ: 24/04/2008 ( آخر تحديث: 24/04/2008 الساعة: 15:23 )
غزة- تقرير معا- حتى تلك الثمرة "المسكينةط تعاني حصاراً في غزة، حال قطع الوقود دون وصول مياه الري إليها، وكذلك منع عمل جرارات التجريف والنقل وكان في عام سبق قد أحالها طعاماً للمواشي مسقطاً من حسبانه أن العالم أجمع يحتفي بعامها الدولي" كما أعلنت هيئة الأمم المتحدة ان "2008 عام البطاطس العالمي".
في غزة "لا بطاطس ولا طماطم ولا جرجير" إلا ما ندر وارتفع ثمنه أضعافاً مضاعفة، فكلها محاصيل زراعية وخضروات أساسية أتى عليها الحصار الإسرائيلي والتجريف والقصف المدفعي الذي أتمّ المشهد حارقا الدفيئات الزراعية ومحيلاً معظم الأراضي الزراعية إلى جرداء سوداء محروقة ومواسم الحصاد تحولت إلى "خسائر".
"عام البطاطس الدولي" هكذا أطلقت عليه الأمم المتحدة وفي غزة ضحك المزارعون من هذا المسمى ساخرين وقالوا:" كل محصولنا الزراعي هالك بفعل الحصار وكذلك البطاطس التي يحتفلون بها فهل يتضمن هذا الاحتفال تعويض المزارعين عن خسائرهم بفعل الحصار وقطع الوقود".
في قطاع غزة يزرع عشرة آلاف دونم بالبطاطا تعود لقرابة ألف مزارع في حين يعمل بها آلاف العمال الذين يعتمدون على دورتي الزراعة السنوية في تحصيل لقمة العيش لهم ولأسرهم ولكنهم في العام الماضي جنوا خسائر فقط حيث تحول محصولهم إلى طعام للمواشي بعد هرسها والسبب إغلاق المعابر ومنع تصديرها من قطاع غزة.
أما ما يواجهه المزارعين هذا العام فهو قطع الوقود الذي أدى إلى جفاف الكثير من الأراضي المزروعة، وبمجرد سماع المزارعين عن توفير قرابة مائة الف لتر من البنزين والسولار للأنروا بغزة خرجوا ليحولوا دون ذلك مطالبين بتوفير نفس الكمية لهم، معربين عن استغرابهم من التفرقة بين قطاعات الحياة اليومية الغزية.
مدير الجمعية الزراعية في بيت لاهيا محمود اخليل والذي يزرع قرابة 100 دونم بطاطا قال ان هذا العام سيء للغاية بالنسبة للمزارعين مشددا على ان الحصار أتى على كل متعلقات الزراعة في قطاع غزة ولذلك فإن "بكسة البطاطا" او ما يعادل 12 كيلو تباع في هذه الأيام بقطاع غزة بما يفوق 25 شيقل في حين كانت تباع بأقل من عشرة شواقل وهو ما يشكل عبئاً آخراً على المزارعين الذين يفتقدون للكيماويات وأدوية رش المحصول والوقود الذي يحتاجونه لتشغيل آبار الري.
ويشتكي المزارع رشاد البدي من بيت لاهيا من ضعف المحصول الزراعي لهذا العام مشيرا إلى انه خسر خلال العام الماضي 30 ألف شيقل جراء منع تصدير البطاطا، حيث يزرع قرابة 28 دونم بالبطاطا والتوت الأرضي إلى جانب عشر دونمات تعود لشقيقه الذي خسر الموسم الماضي 17 ألف شيقل لذات السبب.
ويشير البدي إلى انه قام بحصاد محصول البطاطا قبل حلوله بعشرين يوم متخوفاً من احتراقه بفعل ارتفاع درجة الحرارة ونقص مياه الري التي لم يعد بمقدور المزارعين ضخها لتلك الاراضي.
كما تلعب التوغلات الإسرائيلية المتكررة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، دوراً كبيرا في كساد المحصول أو ما يسميه المزارعون "سنة هاملة".
وأثناء التوغل يقدم الاحتلال على تجريف أراضي المزارعين وتدمير منشآتهم وإحراق محصولهم فقد أقدمت تلك القوات المتمركزة على الجهة الشرقية لمدينة خان يونس مؤخراً بإطلاق القذائف والقنابل على أراضي المواطنين المزروعة بمحصول القمح والشعير وأدى ذلك إلى إحراق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والدفيئات والمنشآت ومزارع الدواجن وآبار المياه على حدود القطاع من شماله إلى جنوبه.
وحسب وزارة الزراعة المقالة فإن "ما نسبته 75% من تلك المساحات الزراعية على الحدود باتت أراضي قاحلة ومتصحرة بفعل التدمير أو الهجر من قبل أصحابها خوفاً من استهدافهم ولعدم جدوى عملهم في ظل شح الوقود".
المزارعون ياملون أن تقوم الجهات المعنية بتعويضهم عن خسائرهم فيما يأمل المواطن بأن تهبط الأسعار كي يستطيع تامين سلته الشرائية من أساسيات الغذاء التي باتت صعبة المنال.