الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

جبريل الرجوب : العالم يريد لنا دولة ويجب أن نستحقها انقلاب حماس في غزة جريمة غير مبررة.. ورجال فتح هناك لم يكونوا ملائكة

نشر بتاريخ: 25/04/2008 ( آخر تحديث: 25/04/2008 الساعة: 19:18 )
القدس - معا - اعتبر اللواء جبريل الرجوب قائد الأمن الوقائي في الضفة الغربية سابقا ومستشار الرئيس عباس للشؤون الأمنية مؤسس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني وقائده السابق في الضفة الغربية واحد ابرز القيادات الأمنية الفتحاوية في لقاء خاص أجرته معه( اليوم ) : « أن انقلاب «حماس» في غزة جريمة غير مبررة , معترفاً في نفس الوقت بأن رجال فتح هناك لم يكونوا ملائكة.
ودعا الرجوب في حوار اجري معه بأحد فنادق القدس الشرقية المحتلة ليل الخميس الماضي «حماس» لتخطو الخطوة الأولى نحو المصالحة مع «فتح» محذراً من خطورة القسمة السياسية والقسمة الجغرافية التي يعانيها الوطن الفلسطيني.
وفيما يلي نص الحوار:* ما دوركم في مساعي المصالحة بين فتح وحماس حيث التقيتم ببعض قياداتها قبل وبعد مؤتمر اليمن.؟
* أود أن أصحح معلوماتك أولا أنا كان لدي موقف متميز واعتز واعتد به وهو يمثل الأغلبية الفتحاوية أن الوحدة الوطنية بالنسبة لنا هي برنامج عمل يومي، وان الطريق إلى الوحدة هي عبر صندوق الاقتراع، وصندوق الاقتراع قد يحمل مفاجآت واحترام النتائج هو الأساس الأخلاقي في العملية الديمقراطية وأنا مقتنع بأننا كنا قادرين على تجنب أحداث غزة من خلال أجندة سلوك فتحاوية مرتبطة بأهداف فتح ومبادئها ومنطلقاتها وآلية عمل لديها نزاهة، لديها شفافية لديها أخلاق، لديها انتماء وهذه بمجملها كانت ستشكل عنصر ردع للمجموعة العدمية في حركة حماس التي كانت تعتقد بأن الحسم العسكري ممكن أن يهيئ لنا الاستيلاء على السلطة.هذا كان رأيي وهذا كان موقفي نحن لم نكن ملائكة في غزة ولكن الاستيلاء على السلطة من خلال حسم عسكري هو جريمة غير مبررة، غير مقبولة ومدانة بكل المقاييس والمفاهيم.
فتح رفضت الحسم العسكري في غزة، فتح كان لديها توجه لحوار استراتيجي وفتح رفضت الحسم العسكري من خلال أجندة العمل التنظيمي أما بعد الحسم العسكري الحمساوي، فانا من أكثر الناس الذين عبروا عن المرارة الفتحاوية لما حصل ولكن في كل الأحوال نحن أسرة فلسطينية واللحمة والوحدة هي أساس القوة لإقناع العالم للإيفاء باستحقاق الدولة والاستقلال وإنهاء الاحتلال واعتقد بأن استمرار الوضع الراهن يشكل خطراً على مستقبلنا وعلى مشروعنا الوطني وعلى هذا الأساس عبرت عن موقفي بأن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من حماس وعلى هذه الحركة أن تدرك مخاطر استمرار القسمة السياسية والجغرافية على مشروع الشعب الفلسطيني كله وقولك أنني التقيت بفلان وفلان اعتقد بأن هناك تشويهاً للموضوع وأنا لم اقطع علاقتي مع احد.
في الحقيقة أنني التقيت بمحمد نزال في بيروت في إطار مؤتمر الأحزاب الإسلامية والقومية وكان من المفترض أن يكون هذا اللقاء سرياً ولكن لم يعد سريا، وقد التقيت بخالد مشعل وآخرين مع حماس في اليمن خلال جنازة الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله .
القضية الفلسطينية في مأزق
واعتقد أن القضية الفلسطينية الآن في مأزق والحكومة الإسرائيلية تدق طبول الحرب ونحن أحوج ما نكون فيه لاستخلاص العبر وما حصل في اليمن حديثاً هو كسر للحاجز النفسي ويجب أن يتم البناء عليه وعلى حماس أن تتخذ عدة خطوات إلى الوراء ونحن جاهزون لاتخاذ خطوة إلى الأمام باتجاههم لإعادة اللحمة إلى الوطن.
يجب أن نبدأ بوقف الحملات الإعلامية ووقف الملاحقات السياسية والاتفاق على آليات للحوار وآليات لضبط سلوكنا الداخلي وآليات الضبط يجب أن تكون وطنية فلسطينية ويجب أن تتم آليات الحوار بمعزل عن وسائل الإعلام. والخطوة الأولى يجب أن تأتي من حماس فهي تدرك أن تراجعها يؤسس لتقدم مشروعها التنظيمي في إطاره الوطني وليس مشروعها في إطاره وعمقه بمعزل عن مفهوم الهوية ومفهوم الدولة.

حماس مطالبة بالإجابة عن 4 أسئلة
* هل تعتقدون انه يمكن إجراء انتخابات دون توافق بين حركتي فتح وحماس؟
ـ لقد تحدثت عن آليات الحوار و على حماس أن تجيب عن أربعة أسئلة:
- ما مفهومهم للحل السياسي للصراع لأنه نحن بحاجة إلى وحدة مفهوم للحل السياسي الذي يجب ان يقوم على حل الدولتين.؟
ما مفهومهم للمقاومة وهل هذه المقاومة مرتبطة ببرنامج سياسي؟ وهل المقاومة مرتبطة بالشرعية الدولية؟ وهل تجيز المقاومة في الأراضي المحتلة لإنهاء الاحتلال بكل أشكالها ـ ما مفهوم حركة حماس للسلاح وتملك السلاح والميليشيات، وهل يقبلون في المناطق المحررة بمبدأ وحدانية السلاح والقانون والأمن ـ ما مفهومهم للشراكة هل تقوم على أساس الديمقراطية والتعددية أم على أساس الاستيلاء على المؤسسات والسلطة بقوة السلاح وبقوة الفصيل الواحد؟
وهذه المسألة برأيي هم من يتوجب عليهم الإجابة عنها. فإذا أجابوا وتبلور هناك مفهوم موحد فإنه يمكن أن يشكل هذا المفهوم حالة من الاختراق في خريطة المصالح الدولية والإقليمية كشرط لإقناع الأسرة الدولية بحقنا في إقامة الدولة واعتقد انه في هذا الظرف حيث تدق الحكومة الإسرائيلية طبول الحرب.
جميعنا بحاجة للشرعية الفلسطينية
الإخوة في حماس ونحن جاهزون وجميعنا أحوج ما نكون إلى البيت الفلسطيني والى الشرعية الفلسطينية والى العودة إلى وحدة الوطن ووحدة النظام السياسي، هذه هي الوسيلة اليتيمة لحماية مشروعنا ولإنقاذ غزة ومسألة الهدنة يجب أن تتحقق لخلق عناصر ضاغطة إقليمية ودولية لوقف آلة الحرب الإسرائيلية ولوقف المجازر التي تحدث في غزة.
هناك خلل في موازين القوة ونحن يجب ألا نبالغ، فقضيتنا عادلة ولكن موازين القوة العسكرية ليست في صالحنا وعدالة قضيتنا لا تبرر انتحارنا ولا تبرر السلوك العدمي من جانبنا.

المصالحة والتهديدات الإسرائيلية
هناك من يشكك في مقدرة الرئيس أبو مازن على فتح حوار مع حماس، وقد شاهدنا أنه بمجرد أن بدأ الحديث عن اتفاقية اليمن هددت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات مضادة للسلطة والرئيس، فهل يستطيع أبو مازن أن يجري حواراً لإقامة حكومة وحدة وطنية على غرار الحكومة السابقة دون أن يتعرض للحصار والمضايقات الإسرائيلية والأميركية؟
ـ أؤكد لك أن قرار فتح الحوار هو قرار حركة فتح ولن يكون قرار شخص بل قرار الأطر ونحن نريد إجراء حوار وعقد اتفاق كي نرفع الحصار عن غزة وليس على أساس أن نحاصر الضفة الغربية. فهذه المسألة يجب أن تكون مفهومة وعلى هذا الأساس يتوجب علينا أن نقدم رؤية موحدة للحل السياسي ولمفهومنا للمقاومة ولمفهومنا لحيازة السلاح ولمفهومنا لنظام قائم على التعددية السياسية.
الإسرائيليون يضعون العصي في دواليب الحوار
وإذا قدمنا رؤية مرتبطة بمصالح العالم فاعتقد انه لن يكون هناك قدرة لأحد أن يضع فيتو على الحوار، الإسرائيليون هم الطرف الأول والأخير. المستفيد من الفصل ومن القسمة وسيضعون دائما العصي في دواليب الحوار ولكن هناك أسرة دولية وهناك مصالح للعرب وللمسلمين وللأميركيين والروس يجب أن نتفهمها ونحن لا نستطيع أن نملي أجندتنا على كل دول العالم وبالمقابل يستغل الإسرائيليون تكتيكات لنا يمكن أن تكون عادلة ولكنها غير قادرة على إقناع العالم بعدالة موقفها، وارى أن أبو مازن وحركة فتح قادرون على اتخاذ قرار إذا كان أساس الحوار مرتبطا بوضوحنا في مفهومنا للحل السياسي ومفهومنا للمقاومة ومفهومنا للسلاح ومفهومنا للتعددية السياسية والنظام الديمقراطي.