الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطفلة مريم معروف اصطادتها قذيفة مدفعية اثناء هروبها من موت تسلل الى منزلها ليلا

نشر بتاريخ: 26/04/2008 ( آخر تحديث: 26/04/2008 الساعة: 15:44 )
غزة- معا- سرير وبيت محطم مدمر الجوانب والسقف، مأساة بأربعة محاور فمريم ماتت وأمها الجريحة لم تستطع إنقاذ طفلتها الجميلة وبيت تهدم من كل الجوانب ولم تشفع صرخات عشرة أطفال من منع الموت القادم بقذائفه وقصفه العنيف والمأساة تكتمل بفقدان الأب ليصبح مجهول المصير.. فهل دفنته آليات الاحتلال في رمال أرضه أم قتلته أو لعلّها اصطادته جريحاً واعتقلته.

"أين الوالد طلعت معروف؟" سؤال يدق رؤوس المواطنين في بلدة بيت لاهيا حيث كانت منطقة الشيماء مسرحا لعملية إسرائيلية جديدة لم يمنعها صراخ الأم عندما جرحت وطفلتها عندما تمزقت بقذيفة مدفعية.

المشهد ذاته قريب من مشهد قبل عامين استهدف منزل الطفلة هديل غبن وهو اليوم يستهدف منزل الطفلة مريم معروف القريب من آل غبن، آليات لا يعرف عددها تسللت إلى المنطقة الخضراء الساكنة وبدأت بشكل مفاجئ بقصف منزل المواطن طلعت معروف.

" القذيفة الأولى سقطت بالشرفة الأمامية للمنزل" هكذا قالت خالة الشهيدة وأضافت: "سمعت صراخ شقيقتي وأطفالها العشرة، قال لي من تبقى أنهم هربوا إلى الدرج فراراً إلى باب المنزل وعلى الدرج فاجأتهم قذيفة ثانية أختي أصيبت بصدرها وهي تحمل طفلتها الرضيعة ذات الشهور الثمانية ورأت طفلتها مريم مغموسة بالدماء حاولت ان تهرع لنجدتها فما استطاعت".

شاهدة عيان كانت الشقيقة لوالدة الطفلة الجريحة قالت لـ "معا": "كنت أنام بشرفة منزلي هرباً من الحر وفي سكون الليل سمعت صوت أرتال من الدبابات وحلقت مروحيات إسرائيلية وبدأت بالقصف لمنزل شقيقتي وهنا سمعت صراخاً وبدأت بالصراخ علّ أحداً ينقذ أسرة شقيقتي وتوالى القصف على المنزل".

واضافت "بدأ الناس بمحاولة انقاذ العائلة ولكن القصف كان عنيفا ومتواصلا, حاول الشيخ صلاح معروف حمل سرير الاسعاف لينقل الأم وطفلتها ولكن قذيفة استهدفته فأصيب بجراح خطرة وانا أرى كل ذلك أمامي وسمعت صراخ المنازل المجاورة ولم يستطع الاسعاف التقدم سوى بعد ساعات عندما هدأ القصف".

المواطن عطا معروف قريب العائلة قال: "تقدمت آليات الاحتلال عددها كبير في تمام الساعة الواحدة فجراً إلى المنطقة وبدأت بقصف منزل الشيخ طلعت معروف بالقذائف والصواريخ واستمرت حتى الساعة الثالثة والنصف فجرا بنفس العنف إلى أن هدأت قرابة الساعة الرابعة".

"المأساةط امتدت للاراضي المجاورة عندما بدأ الاحتلال باستهداف الأراضي الزراعية وقام "بتجريف الأرض التي لم تحترق بقذائفه".

المواطنة "ام ياسر" معروف احتضنت صباحاً شتلات الكوسا والباذنجان التي زرعتها بيديها كما احتضنت احفادها فجرا قالت: "صرخ احفادي وهم في حضني يا ستي اغيثينا".

صباحاً عندما هدأ "الخوف والقتل والدمار" هرعت ام ياسر لأرضها الزراعية فقد شعرت بأنها لن تجد سوى الدمار وهناك رأت ما لم تحب: "تجريف اسرائيلي وحرق لما أنبتته الأرض من محاصيل"، قالت: "لم أستطع الوقوف عندما رأيت تعبي انهار امامي وتسارع أولادي لحملي عن الأرض قبل أن أموت فيها".