الأسرى في السجون يحفرون في الصخر ويحصلون على الشهادات الجامعية
نشر بتاريخ: 27/04/2008 ( آخر تحديث: 27/04/2008 الساعة: 10:59 )
غزة- معا- أكد مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة ان إدارة السجون الاسرائيلية تسعى جاهدة لتفرغ الأسير الفلسطيني من محتواه الثقافي والنضالي وتضع له العراقيل على كل الصعد من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأضاف في تصريح صحفي "أن إدارة السجون تمنع الأسرى من الانتساب للجامعات وتمنعهم من إدخال الكتب للسجون فى محاولة للتنغيص على الأسرى ووضع الحواجز لتقدمهم العلمي والثقافي والفكري، ومع هذا استطاع الأسرى في السجون ايجاد واقع مليء بالعلم والوعي والمعرفة والثقافة داخل السجون".
وقال حمدونة: "إن تجربة الانتساب إلى الجامعة المفتوحة فى اسرائيل جديرة بالاهتمام فبفضل الله ثم بفضل المعركة التي خاضها الأسرى بجوعهم وصبرهم في الإضراب المفتوح عن الطعام فى عام 1992 والذي دام سبعة عشر يوما تم نزع موافقة إدارة السجون للانتساب للجامعة المفتوحة فى اسرائيل فقط بعد رفض الادارة الانتساب للجامعات العربية بحجة الأمن او التحريض أو المبررات الادارية، وكانت الموافقة على الانتساب إلى الجامعة المفتوحة في اسرائيل نوعا من تعجيز الأسرى لصعوبة اللغة فتفاجأت الادارة من إرادة المعتقلين الذين أتقنوا اللغة العبرية بجهودهم الذاتية ومساعدة بعضهم فانتسب للجامعة عشرات الأسرى وعدد كبير منهم من أنهى دراسته فى البكالريوس وآخرين يكملون دراسات عليا (ماجستير) ومنهم من حصل على شهادات امتياز من الجامعة رغم أن إدارة السجون تضع العراقيل في وجه الطلبة الأسرى، كتأخير الكتب لهم، ومزاجية مدراء السجون في الموافقة والرفض للأسير في التعلم، ومنع إدخال الكتب المساعدة ، وغلاء الرسوم الجامعية، ونقل الأسرى للعزل لمنعهم من التواصل الجامعي قبل الانتهاء من الدراسة بأشهر، وأحياناً مصادرة الكتب عند التفتيشات، او تأخير بعث التعيينات لمقر الجامعة عبر البريد".
وأكد حمدونة والذى أمضى في السجون الاسرائيلية 15 عاما متواصلة أنهى خلالها البكالوريوس من الجامعة المفتوحة في اسرائيل أثناء فترة اعتقاله وحصل على شهادة الماجستير فى الدراسات الاقليمية تخصص دراسات اسرائيلية من جامعة القدس أبو ديس بعد الافراج عنه "أنه رغم كل هذه العراقيل إلا أن الأسرى في السجون وبكل الوسائل ارتقوا بأنفسهم وأثبتوا ذواتهم وأنهوا دراستهم وخرجوا من السجون وتبوءوا المراكز العالية في المجتمع ولم يكونوا عبئا عليه، فأصبحوا مدراء ووزراء وحملة شهادات ودراسات عليا وأمناء عامين لتنظيمات, وكما كانوا مبدعى مقاومة أثبتوا أنهم طلاب علم ووعى وثقافة".
وقال حمدونة: "إن المراقب إلى الأسرى والسجون الفلسطينية يجدها مدارس وجامعات، فالأمي فيها سرعان ما يتعلم القراءة والكتابة ويتحول إلي مثقف يحب المطالعة والمتعلم يتوسع في دراسته، فيدرس اللغات ويحفظ القرآن ويطالع في شتى العلوم والأبحاث، ويتخصص في مجالات يميل إليها".
وفي السجون الجلسات التنظيمية والحركية والفكرية والتاريخية والاهتمامات الأدبية والثقافية داخل الغرف وساحة السجن، وشهد الكثير من الحوارات والنقاشات والتحاليل السياسية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والهموم العربية والإسلامية والتطورات الدولية.
وأكد حمدونة "أن الأسرى ضحوا بأعمارهم وزهرات شبابهم لنصرة دينهم وشعبهم وقضيتهم وتحقيق الكرامة والاستقلال، فتحملون الألم وتطلعوا بالأمل للمستقبل، وهم يفخرون بتضحياتهم ويتطلعون بثقة لتحقيق أهدافهم، اجتمعوا على محبة الله والوطن واستعلوا على الصغائر والماديات والمصالح التي أشغلت الكثيرين وتواصلوا بكلمة الحق، وتعاهدوا علي مسيرة النضال والمقاومة".