الجبهة الإسلامية المسيحية تتهم إسرائيل بالعمل على تهديم القدس القديمة
نشر بتاريخ: 28/04/2008 ( آخر تحديث: 28/04/2008 الساعة: 14:56 )
رام الله- معا- اتهم الدكتور حسن خاطر الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية، اليوم، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالعمل وفق خطة واضحة ومدروسة لهدم وتخريب معظم مباني البلدة القديمة بالقدس، ما سيجعلها مكانا غير صالح للسكن.
وأفاد الدكتور خاطر، في بيان صدر عن الجبهة وصل "معا" نسخة عنه، "أن هذه الأعمال التعسفية سينجم عنها في حال استمرارها إجلاء معظم سكانها المقدسيين، وهو الهدف الذي تسعى إليه سلطات الاحتلال".
وقال: "إن هذه الخطة تستند إلى وسيلتين خطيرتين تعتمدهما سلطات الاحتلال، الأولى تتعلق بسلطة الآثار الإسرائيلية التي نقلت نشاطها المركزي منذ عام إلى البلدة القديمة، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم وهي تعمل ليلا ونهارا على حفر الإنفاق الضخمة في كل مكان تحت الأحياء العربية وتحت الأقصى، وتحت سائر المقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى".
وأوضح أن آثار هذا الحفر والتخريب الذي يتم باسم العلم والبحث عن آثار، بدأت تظهر في كل مكان داخل الأسوار، وكان آخرها وأخطرها سلسلة الانهيارات التي حدثت في أكثر من مكان، ابتداء بالانهيار الذي وقع في الساحة الغربية للمسجد الأقصى في يوم الجمعة 15/2/2008م، ومرورا بالانهيار الذي حدث في حوش الزوربا، وصولا إلى الانهيار الخطير في حوش العسيلة، الذي تم من خلاله الاطلاع على حقائق خطيرة توحي بأن أجزاءً كبيرة من البلدة القديمة باتت معلقة في الهواء, إضافة إلى ظهور شقوق وتصدعات واضحة في عشرات المباني التي يسكنها الفلسطينيون في المدينة وانتهاء بتساقط الحجارة من حائط البراق، وظهور تصدعات خطيرة في حجارة الحائط جعلت الإسرائيليين يصابون بالذعر من احتمال حصول انهيارات في أية لحظة فوق رؤوس اليهود الذين يصلون في ساحته الأمامية.
وبين أن البنايات القديمة جدا التي تتكون منها البلدة العتيقة في القدس لا تحتمل أبدا هذا العبث وهذا الحفر والتخريب المتواصل تحت أساساتها.
ولفت إلى أن لا أحد يعرف كم ستصمد بعد تفريغ كميات كبيرة من الصخور والأتربة التي كانت تسندها على مدار الآلاف السنيين، فكل الأبنية القديمة في القدس تستند في بقائها إلى الأرض الصلبة التي تقوم عليها، إذ لا يوجد في أرضيتها أية أساسات خاصة أو دعائم فولاذية أو ما شابه.
وأضاف: أن النتيجة المنتظرة لهذا كله هو حدوث مزيد من الانهيارات في هذه المساحة الصغيرة والمكتظة بالبنايات التاريخية والأثرية النادرة على مستوى العالم كله، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بحجم الانهيارات المحتملة هذه المرة ولكننا نؤكد بأنها ستكون أكبر بكثير من كل ما حدث لغاية اليوم.
وعن الوسيلة الثانية التي تستند إليها هذه الخطة، قال د. خاطر: إنها تتعلق بمنع سلطات الاحتلال أية أعمال ترميم أو صيانة لهذه المباني، ووضع شروط تعجيزية لمن يفكر في وأن هناك عشرات الأمثلة والنماذج على ذلك، ما أدى إلى تفاقم الأخطار والعوامل التي تحدق بهذه المباني من فوق الأرض ومن تحت الأرض، وكلها في النهاية تتلاقى على تحويل هذه البنايات التاريخية إلى أماكن مهدمة أو مهددة بالانهيار وغير قابلة للسكن، الأمر الذي يؤدي إلى خروج العائلات المقدسية خوفا على حياة أبنائها، أو إجلائها بالقوة حرصا على سلامتها، وهو الحلم الذي يراود سلطات الاحتلال.
وأشار خاطر إلى أن سلطات الاحتلال لها تجربة في هدم وإزالة جزء كبير وهام من البلدة القديمة عند احتلالها المدينة عام 1967، وهو الجزء الذي كان يشكل حي المغاربة وحي الشرف، مبينا أن ما بات يعرف اليوم بالحي اليهودي في البلدة القديمة هو النموذج الذي تريد إسرائيل تعميمه على سائر البلدة القديمة.
ونوه إلى أن سياسة عزل المدينة ومنع المسلمين بشكل مستمر من الوصول إلى البلدة القديمة والصلاة في الأقصى، ومنع المسيحيين أيضا من الوصول إلى كنيسة القيامة كما حدث قبل أيام في سبت النور وغيره من المناسبات الدينية الأخرى، يهدف في نهاية المطاف إلى تعزيز هذه الخطة وشطب القدس من ذاكرة المسلمين والمسيحيين مما يسهل على الاحتلال تنفيذ أهدافه بسهولة أكبر.
وطالب الدكتور حسن خاطر منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو بالنظر إلى هذه التحذيرات بعين الجدية، واتخاذ قرارات وإجراءات تعكس المكانة الحقيقية للقدس عند الأمة بمسلميها ومسيحييها.