سلطة جودة البيئة يحذر من التداعيات الخطيرة لاستمرار أزمة الوقود على البيئة في القطاع
نشر بتاريخ: 28/04/2008 ( آخر تحديث: 28/04/2008 الساعة: 15:27 )
غزة- معا- حذرت سلطة جودة البيئة من التداعيات السلبية والخطيرة لوقف إمداد قطاع غزة بالوقود على مجمل البيئة الفلسطينية بكل عناصرها، التي يعتبر الإنسان في المركز الأول منها، مؤكدة أن وقف توريد الوقود يصيب حياة جميع السكان في كافة النواحي الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية بشللٍ تامٍ وانعدامٍ كاملٍ.
وذكرت السلطة في بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لها ،اليوم، الاثنين، أن القرار شلِّ ما تبقى من أشكال الحياة لمليون ونصف مليون إنسان من سكان قطاع غزة، حيث يعتبر القرار حلقةً أخرى من حلقات الحصار المشدد والمستمر منذ ما يزيد على 10 شهور متواصلة، والذي أجهد الفلسطينيين واستنفد مواردهم، وأن وقف سلطات الاحتلال توريد جميع أنواع الوقود إلى قطاع غزة بشكل تام، وضع اللمسات الأخيرة على تدمير مجمل البيئة الفلسطينية في قطاع غزة.
ودان البيان بشدة السياسات والإجراءات الإسرائيلية المتواصلة بحق البيئة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة والهادفة الى "التدمير الشامل لما تبقى من مصادر البيئة في هذه الأرض العريقة التي حافظت على جمالها ونضارتها وحيويتها على مدار آلاف السنين الماضية". كما وتدعو جميع الدول والهيئات والمنظمات ذات العلاقة إلى التدخل العاجل لوقف هذه الإنتهاكات غير المسبوقة وتجريم فاعليها.
وأوضح أن إسرائيل ومنذ 5 شهور قامت بتقليص المعدل اليومي لواردات البنزين إلى غزة، إلى ما يعادل أقل من 10%، كما قلصت واردات السولار إلى 30%، والغاز المنزلي إلى 39% من إجمالي الكميات التي يحتاجها القطاع يومياً، إلى أن تم منعه بشكل تام، الأمر الذي أثر بشكل كبير ومباشر على كافة النواحي البيئة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن هذا القرار تسبب بوقف تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، وانقطاع التيار الكهربائي عن نصف مليون مواطنٍ من سكان القطاع، إلى جانب ذلك يضاعف ويراكم من الآثار السلبية الخطيرة الواقعة على عناصر البيئة الطبيعية الأخرى مثل المياه والتربة والهواء والتنوع الحيوي وغيرها من الموارد الهامة.
وأشار البيان إلى "أن السياسة الممنهجة التي يتبعها وينفذها الاحتلال ضد البيئة الفلسطينية ليست جديدةً، ولكنها باتت الأسوأ منذ عقود، فلقد إتبع الاحتلال وعبر سياسةٍ مدروسةٍ وخطةٍ إستراتيجية ثابتةٍ ابتدأت مع نشأة دولة إسرائيل ولا تزال فصولها تتلاحق تباعاً، سياسةً مجرمةً بحق البيئة الفلسطينية ومواردها, فهو من جهةٍ يشدد قبضته للسيطرة على الموارد البيئية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948، وتهجير أهلها وإخلاء الموارد نفسها منهم، ومحو وتغيير معالمها وأسمائها، بينما كانت السياسة من جهةٍ أخرى في الأرض المحتلة عام 1967 تتمثل في تدمير البيئة، واستنزاف مواردها والسيطرة عليها ومصادرتها، وتلويثها بشتى الوسائل والطرق، إلي جانب اقتلاعه للأشجار وتدمير وتجريف مئات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية والسيطرة عليها".