الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة بيت لحم وبوليتكنك فلسطين تطلقان برنامج الماجستير المشترك في التكنولوجيا الحيوية

نشر بتاريخ: 29/04/2008 ( آخر تحديث: 29/04/2008 الساعة: 18:02 )
الخليل - معا- استضافت قاعة جاليري رابطة الجامعيين في محافظة الخليل اليوم ، حفل إطلاق برنامج الماجستير المشترك ما بين جامعتي بيت لحم وبوليتكنك فلسطين. وكمبادرة أولى من نوعها ما بين الجامعات الفلسطينية، تم إطلاق هذا البرنامج بشكل مشترك من نواح إدارية وأكاديمية.

وفي كلمته الترحيبية، رحب الأستاذ أحمد سعيد بيوض التميمي، رئيس مجلس أمناء جامعة بوليتكنك فلسطين، رئيس رابطة الجامعيين في محافظة الخليل بهذا التعاون النوعي الذي من شأنه أن يقدم نموذجا يحتذى به بين الجامعات الأخرى وشكر القائمين على هذا التعاون.

ومن جهته، أشاد الاستاذ الدكتور محمد السبوع مدير هيئة الاعتماد والجودة بالمبادرة المميزة وهي ليست بالحديثة على مدينتي الخليل وبيت لحم، مدينتي الضيافة والتعاون والذي تمثل بمبادرات سابقة في ميادين أخرى، كما وعزز كون الحدث مميزا في ظل الظروف الاقتصادية و السياسية التي تشهدها فلسطين والذي من شأنه أن يوفر للطلبة فرص دراسات عليا متميزة، كما وأكد على دعم الوزارة المتواصل ووعده الصادق بأن يطرح موضوع الشراكة بين الجامعات الفلسطينية على جدول أعمال إجتماع مجلس التعليم العالي القادم.

وفي كلمة جامعة بوليتكنك فلسطين، رحب الأستاذ الدكتور داود الزعتري، رئيس الجامعة، بالحضور الكريم من جامعة بيت لحم وعلى رأسهم السيد روبرت سميث نائب رئيس جامعة بيت لحم للشؤون الأكاديمية، والسيد جاك كوران، نائب الرئيس لشؤون التطوير، والسيد سامي اليوسف، نائب الرئيس للشؤون المالية والتخطيط، والدكتور معين كنعان عميد كلية العلوم، والبروفيسور عدنان شقير رئيس دائرة الأحياء في الجامعة، والسيد نيل كييف، مدير التكنولوجيا المؤسساتية في الجامعة، كما ورحب بالأستاذ الدكتور السبوع وأشاد بدور الوزارة في اعتماد مثل هذه البرامج النوعية، كما ورحب بالضيوف من المؤسسات المختلفة الحكومية منها وغير الحكومية. وقد أكد في كلمته على ضرورة التدقيق في معايير المصادقة على برامج الماجستير في الجامعات المختلفة حتى نتأكد من نوعية الخريجين، وكذلك ضرورة العمل على توفير المتطلبات الأساسية لأي برنامج دراسات عليا قبل المصادقة عليه نتيجة لشح الموارد المالية والنوعية المطلوبة من الكفاءات العلمية التي من شأنها أن تعود بالفائدة على الطالب أولا، والجامعة ثانيا والمجتمع بأسره. كما ودعا الأكاديمين للاستمرار في توفير البيئة التعليمية المناسبة للبحث العلمي والتي من شأنها أن ترقى بمستوى التعليم العالي في فلسطين. ووضح الدكتور الزعتري في كلمته أهمية مثل هذه المبادرات خاصة في ظل الظروف التي يمر بها شعبنا وفي ظل الحصار الاقتصادي القائم.

وقد ألقى السيد روبرت سميث كلمة جامعة بيت لحم مثنيا وشاكرا كافة الجهود التي بذلت من الطاقم الذي أعد لهذا البرنامج على مدار مدة زمنية اتسمت بالتعاون وعمل الفريق من أجل إنجاح هذه المبادرة واطلاقها. وأكد في كلمته دعم الجامعة بكل كوادرها لمثل هذا البرنامج من أجل انجاحه وازدهاره حتى يصبح مثلا لتجربة قائمة على أرض الواقع ونموذجا يحتذى به في التنافسية من أجل النوعية الأمثل في مبادرات الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية. كما وأكد أن استثمار الامكانات من الجامعتين سيكون سببا أساسا في إنجاح هذا البرنامج وخاصة وأن الجامعتين تعيشان نفس الظروف وتواجهان ذات التحديات. وشكر في نهاية كلمته رابطة الجامعيين ممثلة بإدارتها وأعضاء مجلسها وكذلك جامعة البوليتكنك وطواقمها الإدارية والأكاديمية على هذه الجهود المميزة.

وقد كان هذا البرنامج نتاج جهود إعداد مشتركة ما بين كل من الدكتور يعقوب الأشهب مدير وحدة التكنولوجيا الحيوية في جامعة بوليتكنك فلسطين والدكتور معين كنعان، عميد كلية العلوم في جامعة بيت لحم. وقدم الدكتور كنعان البعد الإنساني لهذه الشراكة منذ بدايات التفكير في مثل هذا البرنامج وأشاد بالتعاون وعمل الفريق الذي صاحب مراحل التحضيرات المختلفة. وقدم الدكتور الأشهب عرضا موجزا عن طبيعة البرنامج، أهدافه، فوائده، أبعاد الشراكة التي التي ركز عليها وأهمها توحيد الجهود الأكاديمية، والبحثية والتقنية تحت مظلة واحدة، وأهمها حصول الخريج على شهادة ماجستير مشتركة تحمل شعاري الجامعتين ولأول مرة في فلسطين. وقد أثنى على كافة الجهود التي بذلت من أجل الوصول إلى هذه المرحلة على مستوى الجامعتين.

وقد كان في إدارة اللقاء السيدة مي التميمي، القائم بأعمال مدير دائرة العلاقات العامة في جامعة البوليتكنك والتي شكرت كل من قام على هذا الجهد والتحضير لهذا اللقاء المميز، وتم بعدها فتح باب الأسئلة من الحضور. وفي رد على استفسار للدكتور سمير خضر، نائب رئيس جامعة بوليتكنك فلسطين للشؤون الأكاديمية حول تقبل المجتمع لفكرة البرنامج، وضح كل من الدكتور كنعان والدكتور الأشهب، أن البرنامج جاء وليد الحاجة المجتمعية في القطاعات المختلفة وللأهمية البحثية، وأنه من المتوقع أن يتقدم عدد كبير من الطلبة للالتحاق به وهذا ما سيضع أمام لجنة الإختيار تحدي إختيار النوعية المناسبة أكثر من العدد. وفي رد على استفسار آخر من السيد وضاح الحداد حول الجاهزية التقنية لاستقبال البرنامج، أكد الدكتور كنعان على جاهزية البنية التحتية لاستقبال الطلبة وبشكل تشاركي.

وتعتبر التكنولوجيا الحيوية حقلا جديدا من حقول العلوم التطبيقية يُعنى بتوفير السلع والخدمات المنتجة باستخدام الكائنات الحية وخصائصها البيولوجية، وتتميز التكنولوجيا الحيوية بإتساع آفاقها ودخول تطبيقتها المهمة لقطاعات حيوية كالطب والزراعة والغذاء والبيئة. ولأهمية هذا الحقل العلمي ونظراً لإفتقار السوق الفلسطينية لكوادر متخصصة وعالية التدريب في هذا المجال فقد تم التحضير لهذا البرنامج المشترك والذي يمنح الطالب درجة الماجستير في التكنولوجيا الحيوية، ولقد جاء هذا البرنامج المتميز والفريد كثمرة للتعاون ما بين جامعة بوليتكنك فلسطين وجامعة بيت لحم، حيث انه أول برنامج أكاديمي مشترك بين جامعتيين فلسطينتين الأمر الذي سيعزز من قوة البرنامج من خلال الإستفادة من الطاقات البشرية والبنى التحتية والخدمات المتوفرة في كلا الجامعتين.

وبنية البرنامج تتلخص بأنه بعد انهاء المواد الإجبارية في السنة الأولى والتي تتضمن مواد نظرية وعملية حديثة هدفها تمكين الطلبة من كسب المهارات من خلال التطبيق العملي المباشر داخل المختبرات، يتعين على الطلبة في السنة الثانية اختيار مسارهم التخصصي إما في مجال العلوم الطبية أو في مجال علوم النبات والزراعة، ويتكون البرنامج من 36 ساعة معتمدة مقسمة كالتالي: مساقات إجبارية بواقع 18 ساعة معتمدة متضمناً ذلك ما تحتاج اليه هذه المساقات من مواد عملية ومختبرات. ومساقات إختيارية بواقع 12 ساعة معتمدة لأي من المسارين الطبي أوالنباتي. وإضافةَ الى المساقات المطلوبة على الطالب إنهاء جزء عملي على شكل أطروحة (رسالة) بواقع 6 ساعات، ويحصل الطالب بعد إجتياز هذه المتطلبات بنجاح على درجة الماجستير في التكنولوجيا الحيوية مع الإشارة إلى المسار التخصصي سواءً بالفرع الطبي أو النباتي.

ويضم طاقم البرنامج في كلا الجامعتين فريق يتميز بكفاءة عالية من الناحية البحثية وخبرة في الاشراف على طلبة الدراسات العليا سواء في جامعات اجنبية أو محلية، إضافة الى ذلك، هنالك عدد من الكفاءات المميزة من كلا الجامعتين سيكون لهم دور فعال في خلق التكامل المطلوب في البرنامج.

أما المختبرات والمصادر البحثية فيوجد في كلا الجامعتان عدد من المختبرات الحديثة والمجهزة للتدريب والبحث، ومن أهم تلك المختبرات: مختبر البيولوجيا الجزيئية الطبية، ومختبر زراعة الأنسجة النباتية، ومختبر زراعة الخلايا البشرية، ومختبر المعلوماتية الحيوية، وحدة قراءة سلاسل الـ DNA، وحدة خدمات النظائر المشعة، ومختبر الوراثة البشرية، ومختبر التشخيص الجزيئي لأمراض النبات، ومختبر المقاومة الحيوية. كما ان الجامعتان مشتركتان في قواعد بيانات عالمية تسهل على الطالب الحصول على المصادر العلمية والمراجع التي يحتاج اليها خلال دراسته بالإضافة الى مكتبتين فيهما العديد من الكتب الحديثة المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية وتطبيقاتها.

ويمكن للطلبة الذين انهوا درجة البكالوريوس بتقدير جيد -على الأقل-في المجالات التالية الالتحاق بالبرنامج: طلبة الأحياء والكيمياء، والطب المخبري، وطلبة الزراعة بفروعها الإنتاج النباتي والحيواني والتغذية، والطب وطب الأسنان والصيدلة. ويتم توزيع الدوام بين الجامعتين بشكل سلس يضمن راحة الطالب حيث يكون دوام الفصل الأول كاملاَ في جامعة بيت لحم ودوام الفصل الثاني في جامعة بوليتكنك فلسطين. أي ان الطالب قلما يحتاج الى التنقل بين الجامعتين خلال الفصل الدراسي الواحد.

أحد أهم الأهداف التي يركز عليها البرنامج هي إعداد كادر بشري مدرب وقادر على أخذ دور ريادي في مساعدة المجتمع الفلسطيني للإستفادة من تطبيقات التكنولوجيا الحيوية. كذلك يهدف البرنامج إلى خلق أفاق بحثية جديدة نابعة من واقع المجتمع الفلسطيني ومستغلة لمصادرة، وهنالك ثلاثة مجالات رئيسية متاحة للخريجين: المجال البحثي في مراكز البحث العلمي المتخصصة المحلية منها أو الخارجية. والمجال الخدماتي في القطاع العام: مختبرات وزارة الصحة والتي تتعامل مع تشخيص العينات المخبرية باستخدام المادة الوراثية أو البروتينات، والمستشفيات الحكومية في العديد من المختبرات المتخصصة يالتقنيات الحيوية، وفي وزارة الزراعة - المركز الوطني للبحوث الزراعية، وذلك في مجال تكاثر النباتات بالأنسجة أو الكشف عن الأمراض النباتية مخبرياً، وفي وزارة الزراعة - دائرة البيطرة ومجالات عديدة أهمها التشخيص الجزيئي للأمراض الحيوانية. ومعهد الطب الشرعي في استخدام التقنيات الحيوية في مقارنة العينات ومطابقتها باستخدام المادة الوراثية. وفي وزارة التربية والتعليم وذلك في مجال التوجيه التربوي وصياغة المناهج الدراسي، وفي سلطة جودة البيئة (معاملة وتدوير النفايات، معالجة مياه الصرف الصحي والمياه الصناعية).

أما في المجال الخدماتي في القطاع الخاص فيمكن للخريجين العمل في المختبرات الطبية، وشركات الأدوية والعقاقير (البشرية). شركات الأدوية والمطاعيم (البيطرية/ الإنتاج الحيواني)، والشركات الزراعية المختصة بالنتاج النباتي، وإنتاج البذور والمشاتل، ومختبرات ومراكز أطفال الأنابيب سواء في زراعة الأنسجة البشرية، أو فحص الجنين جينياً قبل الزراعة، وشركات الصناعات الغذائية التي تتعامل مع منتجات التقنيات الحيوية مثل شركات الألبان والأغذية بأنواعها.

وحول كيفية الالتحاق في البرنامج فإنه بعد الاعلان في الصحف المحلية وعلى موقع الجامعتين الألكتروني عن فتح باب التسجيل وذلك قبل بداية الفصل الدراسي الأول يمكن للطلبة الراغبين بالتسجيل تحميل طلب الالتحاق وتعبئته الكترونيا، وتقديم الطلب مع رسوم غير مستردة تدفع لمرة واحدة لإحدى دائرتي القبول والتسجيل في أي من الجامعتين. ثم تقوم لجنة قبول مشتركة من الجامعتيين بدراسة وتقييم الطلبات على أسس تنافسية ليتم بعدها الإعلان بشكل رسمي عن لائحة الطلبة الذين تم قبولهم.