الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز الإعلام المجتمعي وشبكة المنظمات ينظمان ورشة حول إدارة وتحويل النزاعات

نشر بتاريخ: 30/04/2008 ( آخر تحديث: 30/04/2008 الساعة: 14:43 )
غزة- معا- قال خبير في شؤون حل النزاعات من مؤسسة (RTC) بول ليفوري أن عملية إدارة وتحويل النزاعات تتطلب معرفة أسبابها ومعالجتها لئلا تتجدد مرات أخرى.

وأكد ليفوري أن النزاع يحدث بين الناس دائماً، وهو أمر إيجابي، ولكنه حين يتحول إلى نزاع عنيف فإنه يصبح مدمراً.

وعدد ليفوري خلال ورشة عمل نظمها مركز الإعلام المجتمعي بالتعاون مع شبكة المنظمات الأهلية في مقر المركز بمدينة غزة أمس حول "إدارة وتحويل النزاعات" لعدد من الصحافيين والإعلاميين، عدد سبل التعامل مع أي نزاعات، قائلاً أنها تتدرج في الآتي: "منع الصراع العنيف، تهدئة النزاعات في حال وجودها، إدارة النزاعات بشكل يضمن تجنب أي نزاعات مستقبلية وذلك بالعمل على تغيير سلوك القوى العنيفة".

ولفت إلى أن العمل على حل أسباب النزاع يحافظ على علاقات دائمة ومستقرة بين أطراف النزاع في المستقبل، ويحول دون تجدده، مؤكداً أن الرؤية العامة التي تقول أن وقف النزاع والوصول إلى سلام كافي غير صحيح، فالمهم أن يتم تحويل الطاقة السلبية للنزاع الى أخرى سياسية واجتماعية سلمية تسهم في منع أي نزاع مستقبلي.

وقال ليفوري أن العنف حينما يكون بنيوياً في أساسيات المجتمع فهو يؤدي إلى ضرر كبير للناس، مثلما حدث في جنوب أفريقيا إبان نظام التمييز العنصري، مشيراً إلى أن منع الإنسان من ممارسة حريته والتعبير عن إمكاناته عنف أيضا.

واعتبر أن الأشخاص أو الجهات التي تعمل على حل النزاعات لابد أن تتفهم العوامل التالية ذات العلاقة بكل الصراعات، وهي: القوة، والثقافة، والهوية، والجندر وخلاف الأجناس، حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن سبب النزاع عادة ما يكون أن الذين يملكون القوة يضطهدون من لا يملكونها، وهنا يكون أمام هؤلاء المضطهدين حلان إما قبول هذا الاضطهاد والتعايش معه، أو تحدي هؤلاء الأقوياء ومحاولة الحصول على هذه القوة، وبذلك يصبح هذا التحدي مصدر للنزاع، مؤكداً على دور ما أسماه "القوة الأخلاقية" التي تمكن المضطهدين من أن يجيروا الناس والرأي العام المحلي والدولي في صالح قضيتهم لمقاطعة الأقوياء الظالمين ومنتجاتهم، علاوة على استثمار الناس المتعاطفة معهم للترويج لقضيتهم، مشيراً إلى أن أغلبية السود في نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا دعوا إلى مقاطعة البضائع وبدأت الاقتصاد يتدهور، وبذلك بدؤوا يضغطون على الحكومة حتى انتهى هذا التمييز اللا إنساني.

وحول دور الثقافة، قال ليفوري "إن الناس لديهم طرق مختلفة في التفكير وثقافات وأراء مختلفة، وهنا يبرز التحدي بين العالم الذي يتغير بسرعة وكيف نحافظ على ثقافاتنا وقيمنا الجيدة مع ضمان استمرار تطورنا".

واعتبر أن صراع الأجيال أحد أسباب نشوء النزاعات بسبب عدم تقبل الجيل الأصغر لرؤية وتحركات الجيل الأصغر، إضافة إلى أن مواجهة الناس لتحدي الاحتفاظ بهويتهم الثقافية التي يمكن أن يقتلوا أو يتضرروا بسببها منشأ نزاع أيضاً، مشيراً إلى أن كثير من الناس قتلوا لمجرد انتماءهم إلى طائفة خاطئة من وجهة نظر القاتل مثلما حدث في روندا في افريقيا حيث قتل مليون إنسان.

وفيما يتعلق بالجندر واختلاف الأجناس، قال ليفوري أن الرجال والنساء لديهم أدوار مختلفة في المجتمع ومصادر قوة مختلفة، وتأثير النزاع يكون مختلف عليهما، لافتاً إلى أن النزاع خلال المئة عام الماضية كان معظم المتضررين منه من الجنود والرجال، ولكن النزاعات الحالية أكثر من 90% من المتضررين منه هم مدنيون، من النساء والأطفال خصوصاً ، مضيفا أن الجيوش أصبحت تتعمد قتل المدنيين لدفع الطرف الثاني إلى الاستسلام.

وحول حقوق الإنسان، أكد ليفوري أنها أيضاً منشأ نزاعات، فغالباً ما تكون هي مركز الصراع، حينما يشعر الناس أن حقوقهم مضطهدة ويتحدون المضطهدين فيؤدي إلى صراعات بينهم.

وخلص ليفوري إلى أن التدخل في إدارة وتحويل النزاعات يكون بطرق مختلفة تحددها ظروف كل حالة على حدة، فالعنف طريق لاستمرار النزاع، ولابد من اكتشاف بدائل له من ضمنها الحوار والنقاش والتفاوض، مؤكداً على دور الإعلام في تغطية كثير من النزاعات بشكل ايجابي أو سلبي، يروج للتهدئة والسلام أو مشجع على العنف.

وشدد على أن للصحافيين دور يلعبوه، وكذلك مؤسساتهم التي يعملون من خلالها فلديها قوة أكبر من قوة الصحافي، وربما يكونوا متحالفين معنا في الدعوة لهذا التغيير، مجدداً أن القوة لا تبقى في مكان وزمان معين، وما لا يمكن تغييره الآن فإن بدء السير في طريق التغيير سيوصلنا إليه غداً.

وفي ختام الورشة قدم عدد من الكتاب الإعلاميين والصحافيين الناشئين مجموعة من التساؤلات تركزت في معظمها على النزاع الفلسطيني ودور الإعلام خلاله، مطالبين بضرورة عمل ورشة أخرى حول النزاع الفلسطيني خصوصاً.

يذكر أن رئيسة مجلس إدارة مركز الإعلام المجتمعي عندليب عدوان، ومدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، افتتحا الورشة، وأوضحا أنها تأتي في إطار مشروع تعمل الشبكة على تنفيذه منذ ثلاث سنوات، تلقى خلاله مجموعة من الكفاءات الفلسطينية تدريبات مطولة حول إدارة وتحويل النزاعات.