الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مذكرة الجبهة الديمقراطية للوزير عمر سليمان

نشر بتاريخ: 01/05/2008 ( آخر تحديث: 01/05/2008 الساعة: 22:05 )
غزة- معا- قدمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطيني موقفها من موضوع التهدئة المقترحة مع اسرائيل والتي تبدا من قطاع غزة وفقا لمبادرة حركة حماس والتي تقوم مصر بدور الوسيط في ذلك بين الفصائل واسرائيل .

حيث قدمت الجبهة مذكرتها حول التهدئة وهذه نصها:


الأخ العزيز/ معالي الوزير عمر سليمان المحترم
تحية أخوية وبعد،،

تجاوباً مع دعوتكم الكريمة، تتقدم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برؤيتها حول تحقيق التهدئة وفك الحصار وتهيئة الأجواء لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

مع خالص الاحترام والتقدير


بدايةً، تسجل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تقديرها الكبير للدور القومي المشرف، والمواقف الأخوية الصادقة التي عبرت عنها الشقيقة مصر قيادةً وجيشاً وحكومةً وشعباً بدعم مسيرة الشعب الفلسطيني ووقوفها الثابت إلى جانب حقوقه الوطنية، وخياراته السياسية والنضالية المشروعة لإنهاء الاحتلال وقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين في العودة.

وإذ تحيي الجبهة الديمقراطية الجهود الموصولة للقيادة المصرية بهدف وضع حد للمعاناة الهائلة التي يتكبدها شعبنا الفلسطيني جرَّاء الحصار الخانق والعقوبات الجماعية المحرمة دولياً، والسعي لوقف المحرقة التي يتعرض لها بفعل التصعيد الإسرائيلي اليومي، وما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات اجتياح وقصف وتدمير وقتل مستمر، كان غالبية ضحاياها من المدنيين والأطفال والنساء.
لذلك فإننا نرى في المبادرة المصرية لتحقيق تهدئة شاملة ورفع الحصار الظالم عن شعبنا، ووضع حد للمعاناة المأساوية التي يعيشها، وخلق أجواء الحوار والتفاهم بين الفصائل والقوى الفلسطينية، خطوات إيجابية، تلبي المصلحة الوطنية العليا لشعبنا، والأمن القومي المصري، وتستحق كل التقدير والامتنان.
وحرصاً على توفير عوامل النجاح لهذه المبادرة فإننا نود التأكيد على عدد من القضايا الرئيسية:
أولاً: توفير أسس متوازنة تكون محل إجماع وطني لتحقيق تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة، وإفشال ضغوط ومناورات حكومة أولمرت للفصل بين غزة والضفة.
إن أهمية شمول التهدئة لجميع الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة يمثل الضمان لثبات واستمرار التهدئة، كما أكدت تجربة التهدئة الشاملة في العام 2005، وكف يد قوات الاحتلال عن مواصلة الاعتداءات والعمليات العسكرية في الضفة الفلسطينية، وعدم تركها فريسة للاستيطان ونهب الأرض وعمليات التهويد، التي من شأنها تفويض كل الفرص لإطلاق عملية سياسية وتفاوضية جدية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وقيادم دولة فلسطينية على جميع الأراضي المحتلة عام 1967.

ثانياً: رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، ووضع حد لسياسة التجويع والعقوبات الجماعية التي تفرضها إسرائيل، من خلال فتح معبر رفح والمعابر الأخرى وخاصةً بين غزة والضفة، لضمان التواصل بين شطري الوطن، وتأكيداً على وحدة الأرض والشعب.
وندعو في هذا السياق إلى وحدة الموقف الفلسطيني باعتبار معبر رفج معبراً فلسطينياً - مصرياً وبإشراف أوروبي، بعيداً عن التحكم الإسرائيلي بتشغيل المعبر وحركة الأفراد في الدخول والخروج.
مثل هذا الموقف الفلسطيني بات ضرورياً لنزع الذرائع الإسرائيلية من خلال الاتفاق على تسلم الرئاسة الفلسطينية لمسئولية المعابر، وتشكيل لجنة وطنية مشتركة لتنظيم إدارة معبر رفح.

ثالثاً: مواصلة المساعي لإيجاد حلول للوضع الداخلي الفلسطيني وتجاوز حالة الانقسام الخطير والمدمر الذي تغذيه وتستفيد منه إسرائيل لإضعاف الموقف الفلسطيني ووحدة مؤسسات السلطة الفلسطينية على مختلف الأصعدة، وتصدير أعباء الحصار وتداعياته باتجاه دول الجوار العربية، والتنصل من مسئولياتها السياسية والقانونية كقوة احتلال، والتهرب من الاستحقاقات السياسية التي تفرضها التسوية الشاملة والمتوازنة كما أكدتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإعلان القاهرة وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني الوحدوية.
وفي هذا السياق فإننا ندعو الإخوة في قيادة حركتي حماس وفتح للتجاوب مع الجهود المخلصة والمبادرات الوطنية التي قدمتها الجبهة الديمقراطية وقوى فلسطينية أخرى، ومؤخراً المبادرة المشتركة التي أطلقتها الفصائل والقوى والشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني في 24/1/2008 والمعلنة في 10/4/2008، وبهدف إطلاق حوار وطني شامل على أساس وثيقة الوفاق الوطني وقرارات إعلان القاهرة لإنهاء حالة الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية.
إننا نتطلع إلى جهود الإخوة في القيادة المصرية بما لهم من دور وتأثير متميز يحظى بثقة الجميع، للمساعدة في المساعي لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، طريقنا لإعادة بناء عوامل القوة الفلسطينية وضماناً لنجاح التهدئة الشاملة والمتبادلة ورفع الحصار عن شعبنا وفتح أفق سياسي أمام نضاله المشروع لاستعادة حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال.

مع تحيات وتقدير شعبنا
في الوطن والشتات